اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اهل الجنوب لا ينهزمون بوجه اي محتل، وتحديدا جيش الاحتلال «الاسرائيلي»، لانهم ممتلئون كرامة وعزة وعنفوانا وشجاعة، لا يعرفها جنود الاحتلال الجبناء المحصنون بالدروع والخوذات المضادة للرصاص والمختبئون في دباباتهم.

اما اهالي الجنوب العائدون الى قراهم بعد انتهاء مهلة الستين يوما، وهم الاعلم بوحشية جيش العدو وبربريته، ورغم ذلك وقف رجال ونساء واطفال القرى الجنوبية بوجه المحتل، غير آبهين برصاصه الغادر، وبدباباته المتمركزة في قراهم، وبأسلحته المتطورة، وبطيرانه الجوي المعادي، وتحدوه ولا يزالون متمسكين بالبقاء في ضيعهم وشوارعهم وارضهم، مهما كان المصير الذي سيواجهونه.

ان اقوى جيش في المنطقة، لا يمكنه ان يرهب اهل الجنوب او يخيفهم، لان سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله في قلوبهم. ومن سكن نصرالله قلبه، فهو حتما سيكون من اشرس المناضلين واكثرهم صلابة وعزيمة في تحرير الارض من المحتل.

ان يوم 26 كانون الثاني 2025 هو يوم اسطوري وتاريخي، سطره اهل الجنوب بسواعد رجاله، وبشجاعة نسائه، وببطولة اطفاله، فأرهبوا جنود الجيش «الاسرائيلي»، واظهروا له انهم لا يهابون الموت فداء لتراب قراهم العزيزة على قلوبهم، وفداء للبنان وطنهم المقدس.

نساء الجنوب وقفن بوجه دبابات جيش العدو في مركبا وعيتا الشعب، وفي مارون الراس وقرى اخرى، متصديات للاحتلال ومؤكدات للجنود «الاسرائيليين» انهن ثابتات كالجبال، لا يتزحزحن من ارضهن الغالية. فالجنوب لهن وقفة عز!

وامام هذا المشهد تبين ان حزب الله ليس عبارة فقط عن مقاومة مسلحة، بل هو اهالي الجنوب بحد ذاتهم، هو النسيج الاجتماعي الجنوبي المتمرد على الظلم والاحتلال.

ان تضحيات الامهات وبسالة الرجال وعنفوان الشباب الجنوبيين، هم نواة حزب الله وحجر الاساس في تكوين قادته ومقاتليه وليس العكس. وعليه، واهم من يعتقد ان التركيبة النظامية للمقاومة وسلاحها، هي التي تعطي قوة لاهالي الجنوب، بل العكس هو الصحيح. فكل ام وكل اب وكل شاب وشابة وكل طفل يستمد منهم الحزب قوته، في مسيرة النضال ضد الجيش «الاسرائيلي».

ومن خلال هذا المشهد في يوم 26 كانون الثاني 2025، وما تميز به من اندفاع شعبي جنوبي بمواجهة الدبابات «الاسرائيلية» وحماسة الاهالي في العودة الى بيوتهم، تمكن حزب الله من توجيه عدة رسائل واضحة للصديق وللعدو، واولها بأن الغاءه اشبه بخرافة، وأن معادلة شعب جيش مقاومة لا تزال راسخة على ارض الواقع، انما بتعديل في الكلمات «جيش وشعب مقاوم».

اضف الى ذلك، اراد حزب الله اظهار الامور على حقيقتها، وهي ان الطائفة الشيعية الكريمة هي مكون شعبي عصي على الالغاء ومرتبط بلبنان اسوة بكل الطوائف الاخرى.

من هنا، هذه الحقيقة التي شهدناها بام العين يوم الاحد، لها ارتدادات في الداخل اللبناني بطبيعة الحال، فلمن اراد ان يقرأ جيدا احداثيات الجنوب، على كل طرف لبناني ألا يعتمد سياسة مبنية على ان المقاومة سحقت، وقوتها تآكلت وفقدت كل الاوراق القوية بيدها.

خلاصةالقول، ان الرهانات الخاطئة سترتد سلبا على اصحابها وعلى الوطن باكمله، في حين اذا تعاملت القوى السياسية بحكمة وعقلانية، فعندئذ تكون اختارت مقاربة ناضجة للوضع اللبناني المعقد والصعب، والذي لا يمكنه تحمل ازمات سياسية اضافية.

الأكثر قراءة

الجميع مُعترض إلا الثنائي : "القوات" تلوّح بالمقاطعة... وسلام يَعِد "الاعتدال" خيراً : "خلينا نشوف" ! كرامي لسلام : لوحدة المعايير على قاعدة "ظلم بالسوية عدل بالرعية" ! زيارة مُتوقعة اليوم للرئيس المكلف الى بعبدا... فهل يفعلها سلام ؟