العدوان العسكري الاسرائيلي الذي شهده لبنان، على مدى ستة وستين يوما، ترافق مع عدوان يستهدف البنية الحضارية والثقافية، وما "الغزو" الذي شنَّه المؤرخ الإسرائيلي زئيف إيرليخ، لمقام شمعون بن حمون الصفا في بلدة شمع ، الخطوة من سلسلة خطوات طالت معالم اثرية ودينية في مدينتي صور وبعلبك، حيث طال التدمير الممنهج العشرات من المساجد والكنائس والاديرة القديمة.
لعل وقاحة "المؤرخ" الصهيوني بزيارة مقام شمعون في بلدة شمع، وهو يمسك ببندقية وحوله اصطف جنود الاحتلال من فرقة "جولاني" والتقاط صورة ، كانت خير تعبير عن ارتفاع منسوب الاطماع الاسرائيلية الواسعة في لبنان، وعن العدوانية المتوحشة ضد التاريخ ومعالمه، و"التنقيب" عن أدلة مزعومة يمكن الترويج لها، على ان المقام يعود الى التراث الديني اليهودي"، وهذه المزاعم تقودهم الى اعتبار الارض التي يقوم عليها "اسرائيلية"!، غير آبهة بمؤسسات الامم المتحدة، ومنها منظمة "اليونيسكو" الجهة المعنية بحماية المعالم الاثرية والتاريخية. لكن مسرحية لم تكتمل فصولها، وطُوِيَت ببضع رصاصات من المقاومين الذين سجَّلوا ملحمة بطولية في التصدي لآليات العدو وجنود الذي حاولوا مرات عدة للوصول الى المقام ، لكونه يقع في منطقة حيوية من الناحية العسكرية وما يشكله من معلم ديني وثقافي وحضاري.
آلة العدوان الاسرائيلي التي حصدت ارواح المئات من اللبنانيين وزرعت الدمار في القرى والبلدات، وصلت الى مقام شمعون الذي حملت اسمه البلدة التي يقام عليها "شمع" جارة بلدة الناقورة وتبعد عن الحدود مع فلسطين المحتلة ستة كيلومترات، و"جارته" القلعة التاريخية ، وهما يتربعان على تل يشرف الى مساحات واسعة من الساحل الجنوبي ، والمقام تراثي الشكل فيه اقواس وعقود وتعلوه قبب ، وتاريخ بنائه غير محدد، مع ان بعض المؤرخين اعاده الى زمن الدولة الفاطمية، فيما آخرون يعتبرون صاحب المقام شمعون الصفا انه وصي السيد المسيح.
اعادة ترميم ما يمكن ترميمه من المقام والقلعة التاريخية في شمع ، ستكون محط اهتمام بلدية شمع ، هذا ما يؤكد عليه رئيس بلدية شمع عبد القادر صفي الدين الذي لفت الى ان حجم الدمار الذي لحق بالمقام وبالقلعة كبير، وسبق ان طالهما الدمار خلال العدوان الاسرائيلي في تموز العام 2006، وقد قامت الحكومة الايطالية يومها بانجاز المرحلة الاولى من ترميم القلعة، فيما تولت قطر اعادة بناء المقام، ضمن برنامج اعمار المعالم الدينية المتضررة.
يتم قراءة الآن
-
لهذه الأسباب... أورتاغوس ألغت زيارتها الى بيروت
-
ماذا يريد نتنياهو من لبنان؟
-
خلافات أميركية فرنسية بشأن بقاء «اسرائيل» بالنقاط الـ 5 في الجنوب «مكانك راوح» وغموض يحيط باجتماعات سلام... هل نضجت الطبخة؟ التحرك الشعبي متواصل جنوباً والغارات وصلت الى وادي خالد وجنتا؟
-
"إسرائيل" تشكك بانتشار الجيش اللبناني جنوباً وتطالب بكشف هويّة أفراده!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
21:31
وزير الخارجية الأميركي: عملنا مستمر لضمان الإفراج عن جميع الاسرى الذين لا تزال حماس تحتجزهم
-
21:14
البيت الأبيض: السيسي أكد أن قيادة ترمب تبشر بعصر ذهبي للسلام بالشرق الأوسط
-
21:13
الخارجية السودانية: مقتل أكثر من 60 شخصا نتيجة قصف مليشيا الدعم السريع لسوق في أم درمان
-
21:12
محمود عباس: مستعدون للعمل مع الدول الشقيقة والصديقة لتسـريع إعادة إعمار غزة وربطها بالضفة الغربية
-
21:12
إعلام العدو: الإعلان عن اختيار إيال زمير رئيسا جديدا للأركان خلفا لهرتسي هاليفي خلال ساعات
-
19:59
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: نتنياهو يتوجه إلى أميركا غدا للقاء ترامب