اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ألم الحوض المزمن هو حالة صحية تؤثر في العديد من النساء حول العالم، حيث يعاني البعض من ألم مستمر في منطقة الحوض لفترات طويلة قد تمتد لأكثر من ستة أشهر. يعد هذا النوع من الألم من الحالات المعقدة التي يمكن أن تكون لها تأثيرات كبيرة في جودة حياة المرأة، حيث يعيقها عن أداء الأنشطة اليومية، وقد يسبب لها شعورًا بالعجز والقلق.

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ألم الحوض المزمن لدى النساء، وتختلف هذه الأسباب من حالة إلى أخرى. يمكن أن يكون السبب عضويًا، نفسيًا أو حتى ناتجًا من اضطرابات في أنظمة الجسم المختلفة.

من أبرز الأسباب العضوية التي قد تؤدي إلى ألم الحوض المزمن هي الاضطرابات النسائية، مثل التهاب بطانة الرحم ، الذي يعد من أكثر الأسباب شيوعًا. في هذه الحالة، تنمو خلايا بطانة الرحم خارج الرحم، مما يؤدي إلى ألم حاد ومستمر في منطقة الحوض. كما أن تكيسات المبايض تعد من العوامل المساهمة في هذا النوع من الألم، حيث تشكل أكياسًا على المبايض قد تؤدي إلى شعور بالثقل والألم المزمن. الأورام الليفية هي أيضًا من الأسباب الشائعة، حيث تنمو هذه الأورام غير السرطانية في جدار الرحم، ما يسبب ضغطًا على الأنسجة المحيطة بها ويؤدي إلى الألم.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الالتهابات الحوضية إلى ألم مزمن في الحوض، حيث يحدث التهاب في الأنسجة المحيطة بالأعضاء التناسلية بسبب عدوى بكتيرية. وأحيانًا، تكون أسباب ألم الحوض المزمن ناتجة عن مشاكل الجهاز الهضمي، مثل القولون العصبي، الذي قد يسبب آلامًا شبيهة بتلك التي تصاحب ألم الحوض. كما أن التهابات الأمعاء المزمنة، مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي، قد تؤدي أيضًا إلى ألم في منطقة الحوض.

من الأسباب الأخرى التي قد تسبب ألم الحوض المزمن هي المشاكل البوليّة، مثل التهابات المسالك البولية المزمنة أو وجود حصوات في الكلى أو الحالب، والتي يمكن أن تتسبب في شعور بألم مستمر في الحوض. إلى جانب ذلك، لا يجب إغفال دور العوامل النفسية في تفاقم ألم الحوض المزمن، حيث يمكن أن يؤدي التوتر النفسي والقلق إلى زيادة حدّة الألم، ويشمل ذلك التوتر العضلي الذي قد يصيب العضلات المحيطة بالحوض.

هذا وتتطلب عملية تشخيص ألم الحوض المزمن مجموعة من الإجراءات الدقيقة لتحديد السبب الجذري للحالة. يبدأ التشخيص عادةً بمراجعة تاريخ المريضة الطبي والأعراض التي تشكو منها. يتبع ذلك فحص سريري حيث يقوم الطبيب بفحص منطقة الحوض لاستبعاد وجود أي علامات قد تشير إلى مشاكل صحية معينة.

من ثم، قد يُطلب من المريضة إجراء بعض الفحوصات المخبرية، مثل فحوصات الدم والبول، للكشف عن أي التهابات أو مشاكل صحية أخرى قد تكون السبب في الألم. بالإضافة إلى ذلك، قد يحتاج الطبيب إلى طلب فحوصات تصويرية مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية لتقييم الأعضاء الداخلية في منطقة الحوض والتأكد من عدم وجود تكيسات أو أورام ليفية. في بعض الحالات، قد يُنصح بإجراء تنظير البطن، وهو إجراء طفيف يتم فيه إدخال كاميرا صغيرة عبر جدار البطن لفحص الأنسجة الداخلية للرحم والأعضاء المجاورة.

رغم التحديات التي يسببها ألم الحوض المزمن، يمكن للنساء التعايش معه من خلال بعض الإجراءات الوقائية. من أهم هذه الإجراءات الحفاظ على مراجعة طبية منتظمة لضمان التشخيص المبكر والمتابعة المستمرة. كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساهم في تقوية عضلات الحوض وتقليل الألم المرتبط بالعضلات والأنسجة المحيطة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تخفيف الألم وتقليل التوتر النفسي. من المهم أيضًا أن تكون النساء على دراية بتأثير النظام الغذائي في الحالة الصحية العامة، إذ إن تناول الأطعمة المضادة للالتهابات مثل الخضراوات الورقية والمكسرات قد يساعد في تقليل الألم.

 

الأكثر قراءة

الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية