اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعد الغدد اللمفاوية جزءا أساسيا من جهاز المناعة، حيث تعمل على تصفية البكتيريا والفيروسات والخلايا غير الطبيعية من الجسم، مما يساعد في محاربة العدوى والأمراض. يقع المئات من هذه الغدد في أنحاء مختلفة من الجسم، مثل الرقبة، والإبطين، والفخذ، لكنها عادة ما تكون غير محسوسة إلا عند تضخمها بسبب استجابة مناعية معينة. قد يكون تضخم الغدد اللمفاوية مؤشرًا على التهابات بسيطة، ولكنه قد يشير أيضًا إلى أمراض أكثر خطورة تستدعي التدخل الطبي العاجل.

غالبا ما يكون تضخم الغدد اللمفاوية ناتجا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية. على سبيل المثال، التهابات الحلق الناتجة عن البكتيريا العقدية يمكن أن تؤدي إلى تورم الغدد اللمفاوية في الرقبة، مما يسبب ألمًا وصعوبة في البلع. كما تُسبب بعض الفيروسات، مثل فيروس الإنفلونزا أو فيروس إبشتاين-بار (المسبب لداء كثرة الوحيدات)، تضخمًا في الغدد مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الحمى والتعب. في معظم الحالات، يزول التورم مع تعافي الجسم من العدوى، لكن إذا استمر لفترة طويلة، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة صحية أعمق.

إلى جانب العدوى، قد يكون تضخم الغدد اللمفاوية مؤشرًا على اضطرابات المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم عن طريق الخطأ. من بين هذه الأمراض الذئبة الحمراء، التي تؤدي إلى التهاب مزمن في الأعضاء والأنسجة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، الذي يسبب تورمًا في المفاصل والغدد اللمفاوية المحيطة. هذه الحالات عادة ما تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل الألم المزمن، والتعب، والتصلب المفصلي.

في بعض الحالات، قد يكون تضخم الغدد اللمفاوية علامة على وجود سرطان الغدد اللمفاوية (ليمفوما)، وهو نوع من السرطان الذي ينشأ في الجهاز اللمفاوي نفسه. كما يمكن أن يكون نتيجة لانتشار أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان الثدي أو الرئة، إلى الغدد اللمفاوية القريبة. عند الاشتباه بوجود ورم، يتم اللجوء إلى الفحوصات المخبرية، والتصوير بالأشعة، وأحيانًا خزعة من الغدد المتضخمة لتحديد طبيعة المرض ومدى خطورته.

هناك بعض الأمراض المزمنة التي تؤدي إلى تضخم الغدد اللمفاوية بشكل مستمر، مثل مرض السل، الذي يسبب تورمًا في الغدد خاصة في الرقبة، وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، الذي يؤدي إلى تضخم مزمن في الغدد في مختلف أنحاء الجسم نتيجة ضعف المناعة. هذه الحالات تتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا طويل الأمد للسيطرة على الأعراض والحد من المضاعفات.

في معظم الأحيان، يكون تضخم الغدد اللمفاوية حالة مؤقتة تزول مع تعافي الجسم من العدوى، لكن في بعض الحالات، قد يكون علامة على مشكلة صحية أكثر خطورة تتطلب استشارة طبية. يجب مراجعة الطبيب إذا استمر التورم لأكثر من أسبوعين دون أي تحسن، أو إذا زاد حجم الغدد بشكل كبير وأصبحت أكثر صلابة. كذلك، فإن ظهور أعراض مرافقة مثل فقدان الوزن غير المبرر، والتعرق الليلي، والحمى المستمرة قد يشير إلى حالات تستدعي فحصًا طبيًا دقيقًا. كما أن تضخم الغدد في مناطق متعددة من الجسم دون سبب واضح قد يكون مؤشرًا على اضطراب صحي يحتاج إلى متابعة فورية وتشخيص دقيق.

 

هذا ويعتمد تشخيص تضخم الغدد اللمفاوية على الفحص السريري، وتحاليل الدم، وصور الأشعة، وأحيانًا خزعة من الغدد المتورمة. يختلف العلاج تبعًا للسبب الكامن وراء التضخم، فمثلاً تُعالج العدوى البكتيرية بالمضادات الحيوية، بينما تتطلب الأمراض المناعية علاجًا مثبطًا للمناعة، أما السرطانات فتتطلب علاجًا كيميائيًا أو إشعاعيًا وفقًا للحالة.

يُعد تضخم الغدد اللمفاوية علامة تحذيرية من الجسم تستدعي الانتباه، فقد يكون استجابة طبيعية لمكافحة العدوى، أو مؤشرًا على أمراض أكثر تعقيدًا. لذلك، فإن التشخيص المبكر والتقييم الطبي الصحيح ضروريان لضمان العلاج المناسب والحفاظ على صحة الجهاز المناعي والجسم بشكل عام.

الأكثر قراءة

الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية