اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُصنَّف عسر الهضم ضمن أكثر المشكلات الهضمية شيوعًا، حيث يعاني منه الكثيرون نتيجة اضطرابات في الجهاز الهضمي تؤدي إلى الشعور بعدم الراحة بعد تناول الطعام. وعلى الرغم من أنه ليس مرضًا بحد ذاته، إلّا أنّه قد يكون مؤشرًا على حالات مرضية أخرى تتطلب العناية الطبية.

عسر الهضم هو مصطلح عام يُستخدم لوصف الشعور بعدم الراحة أو الألم في الجزء العلوي من البطن بعد الأكل. قد يكون مصحوبًا بإحساس بالامتلاء السريع، الانتفاخ، الغثيان، أو حرقة المعدة. يمكن أن يكون عسر الهضم مؤقتًا نتيجة تناول وجبة دسمة أو الإفراط في الطعام، لكنه قد يصبح مزمنًا في بعض الحالات، مما يتطلب البحث عن السبب الكامن وراءه.

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى عسر الهضم، وتتراوح بين العادات الغذائية غير الصحية والمشاكل الطبية الأكثر تعقيدًا. تشمل الأسباب الشائعة:

- تناول الأطعمة الدسمة أو الحارة: تؤدي الأطعمة الغنية بالدهون أو التوابل إلى تحفيز إنتاج الأحماض في المعدة، مما يزيد من الشعور بالانزعاج.

- الإفراط في تناول الطعام: تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة يرهق المعدة ويؤدي إلى بطء عملية الهضم.

- تناول المشروبات الغازية والكافيين: يمكن أن تؤثر هذه المشروبات في الجهاز الهضمي وتسبب تهيجًا للمعدة.

- التدخين واستهلاك الكحول: يُضعف التدخين إنتاج اللعاب الذي يساعد في الهضم، بينما يؤدي الكحول إلى تهيج بطانة المعدة.

- التوتر والقلق: تؤثر الحالة النفسية في الجهاز الهضمي، وقد يسبب القلق المستمر أو التوتر العصبي اضطرابات في المعدة تؤدي إلى عسر الهضم.

- تناول بعض الأدوية: مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) التي قد تهيج بطانة المعدة وتسبب مشاكل في الهضم.

- حالات مرضية أخرى: قد يكون عسر الهضم عرضًا لمشاكل صحية مثل التهاب المعدة، القرحة الهضمية، ارتجاع المريء، أو حصوات المرارة.

تختلف أعراض عسر الهضم من شخص الى آخر، ولكنها غالبًا ما تشمل مجموعة من الأعراض المزعجة. قد يشعر المصاب بالامتلاء السريع أثناء تناول الطعام، مما يجعل من الصعب تناول كميات كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني البعض من ألم أو انزعاج في الجزء العلوي من البطن، مما يسبب لهم شعورًا غير مريح. ومن الأعراض الأخرى الشائعة الانتفاخ والتجشؤ المتكرر، مما يضيف إلى إزعاج المصاب. كما يمكن أن يشعر البعض بالغثيان أو الرغبة في التقيؤ، وهو ما يزيد من تعقيد الحالة. ولا تقتصر الأعراض على ذلك فقط، بل قد يعاني الشخص أيضًا من حرقة المعدة أو الإحساس بالحموضة بعد تناول الطعام.

إنّ علاج عسر الهضم يعتمد بشكل كبير على تحديد السبب الكامن وراءه، ولكن هناك خطوات يمكن اتخاذها لتخفيف الأعراض وتحسين عملية الهضم بشكل عام. بدايةً، يمكن تعديل العادات الغذائية، مثل تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلًا من الوجبات الكبيرة التي قد تسبب ضغطًا على الجهاز الهضمي. من المهم أيضًا تجنب الأطعمة الدهنية والحارة والمقلية التي يمكن أن تساهم في زيادة الأعراض. كما يُنصح بتقليل تناول المشروبات الغازية والكافيين، وتجنب تناول الطعام قبل النوم مباشرة للحفاظ على عملية الهضم بشكل سليم.

إلى جانب تعديل العادات الغذائية، يمكن تحسين نمط الحياة بشكل عام. فمن الضروري ممارسة الرياضة بانتظام، حيث تساهم الأنشطة البدنية في تعزيز عملية الهضم وتحسين حركة الأمعاء. كما يُنصح بتجنب التدخين واستهلاك الكحول، حيث يمكن أن يؤثر كل منهما سلبًا في الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقليل مستويات التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا، حيث يساهم ذلك في تحسين الهضم وتقليل الأعراض المصاحبة.

هذا، وهناك أيضًا بعض العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تكون مفيدة في تخفيف الأعراض. على سبيل المثال، شرب شاي الزنجبيل أو النعناع بعد الأكل قد يساعد في تحسين عملية الهضم وتهدئة المعدة. كما يمكن تناول العسل الطبيعي، الذي يمتاز بخصائص مهدئة للمعدة. وأخيرًا، يمكن استخدام خل التفاح المخفف بالماء للمساعدة في تقليل الحموضة وتحسين الهضم.

الأكثر قراءة

الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية