اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بعد الانقشاع الحكومي الذي سيطر اعتباراً من أمس الأول، وقبل دقائق معدودة من إعلان الحكومة، عادت عملية التأليف وتعثّرت وانتكست ولادة الحكومة من جديد، من دون أن تظهر في الأفق أي ملامح تسوية أو تحرّكات، من أجل المعالجة السريعة واستعادة إيقاع التأليف مجدّداً. واللافت أنه لم تكد هذه العملية تخرج من مطبّ توزيع الحقائب الوزارية على كل الأطراف السياسية على الساحة الداخلية، حتى برزت مسألة تسمية الوزير الشيعي الخامس في الحكومة التي أدّت إلى الانتكاسة الأخيرة، وجعلت من عملية التأليف ضبابية وغير واضحة، على الأقلّ لجهة ما سيسجّل من خطوات لاحقة في المرحلة المقبلة.

وفي هذا السياق، وفي قراءة لما حصل في قصر بعبدا بالأمس، يقول الوزير السابق رشيد درباس لـ "الديار"، إنه "لا يمكن وصف ما حدث إلا بكلمتين هما خيبة وطن، لأن الخيبة لم تصب فقط عملية التشكيل أو جهود الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، إنما الخيبة أتت شاملة وأصابت جميع اللبنانيين، الذين ينتظرون بصبر نافد ولادة الحكومة، وانطلاق مرحلة الإعمار لبناء ما تهدّم في الحرب "الإسرائيلية"، وبدء عملية التعافي بعد سنوات متلاحقة تراكمت فيها الأزمات، وبات المواطن عرضة للانهيارات المتتالية، سواء على المستوى المالي أو على المستوى الأمني أو الاجتماعي والمعيشي".

وحول إذا كانت انطلاقة العهد باتت في مأزق، يرفض درباس ذلك، معتبراً أن "هناك من لا يريد لهذا العهد أن ينطلق، ولا سيما أنه لم تكن له اليد الطولى في تسمية أي من رئيس الجمهورية أو الرئيس المكلّف، وهذا الأمر ليس خافياً على أحد".

وعما إذا كانت العراقيل تهدف إلى حمل الرئيس سلام على الاعتذار، يؤكد أن "هذا السيناريو غير مطروح على الإطلاق، ذلك أن الرئيس سلام ثابت وحازم في مواقفه، ومصرّ على استكمال مهمته مهما كانت العقد والعراقيل والصعوبات التي طرأت أو ستطرأ عليها".

وعن إصرار "الثنائي الشيعي" على تسمية الوزير الشيعي الخامس، يرى أن هذا الإصرار "يهدف إلى الإمساك بقرار السلطة، من أجل تأكيد الثنائي أمام قواعده الشعبية أنه لم يضعف، ولا زال مؤثّراً في القرارات السياسية الداخلية".

وحول إذا كانت هناك "فيتوات" خارجية على الحكومة، يستبعد هذا الأمر، موضحاً أن المشهد الخارجي يختلف من حيث المعطيات عن القراءات اللبنانية، ولا يبدو أن المسؤولين اللبنانيين يقرأون جيداً في التحوّلات التي تتسارع في المنطقة، لا سيما ما يطرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة وللعالم عموماً".

وما إذا كنا أمام عودة الحرب، لا يتوقّع درباس أن تكون احتمالات عودة شبح الحرب قائمة، وذلك "على الرغم من الخروقات "الإسرائيلية"، والإنتهاكات المتمادية للسيادة اللبنانية بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مع العلم أن الإنسحاب "الإسرائيلي" الكامل من النقاط المحتلة على الحدود الجنوبية، يبدو أمراً صعباً في المدى الزمني المنظور".


الأكثر قراءة

نتنياهو يعلن الحرب على السعودية