اثر اعلان التشكيلة الحكومية، اتصل بي وزير سابق قائلاً "كتبت كثيراً عن الحاجة الى وزراء من المريخ لاخراج البلاد من الأوضاع العفنة التي قادت البلاد الى الخراب"، وكادت تودي بها الى الزوال، وهو ما كان يراهن عليه الاسرائيليون منذ مراسلات دافيد بن غوريون وموشى شاريت، في الخمسينات من القرن الفائت، وحتى الحرب الأخيرة، كونه النموذج المضاد (النموذج القاتل) للنموذج التوراتي في الدولة العبرية.
الوزير أضاف "ها أننا أمام وزراء غالبيتهم من المريخ، وهبطوا بمركبة أميركية، على أمل التفاعل مع أزمات اللبنانيين وقضاياهم، حتى أن سفير احدى دول اللجنة الخماسية التي ستكون بمثابة لجنة الرقابة على المسار الاصلاحي للعهد، لم يتورع عن القول في جلسة مقفلة ان مهمة االسلطة الآن، وبدفع من دول اللجنة، تنفيذ السيناريو الخاص بالتصفية التدريجية للمنظومة الراهنة. بالتالي لن نكون فقط أمام الجمهورية الثالثة، وانما أمام لبنان الثالث، بأقل كمية ممكنة من الفساد، وبأقل كمية ممكنة من الطائفية".
ولكن، هل يمكن لبنيامين نتياهو أن يترك لبنان يعيد تشكيل نفسه بقواعد، وبمفاهيم، الدولة، لا بقواعد، ومفاهيم، المغارة، ليخلو من عوامل الموت التي تم تتويجها بقانون انتخاب لا يليق حتى بالقردة، بتكريس أبشع أنواع الطائفية؟
لا من القصر، ولا من السراي. لا من واشنطن، ولا من باريس أو الرياض، يولد ذلك اللبنان، بألق المستقبل، لا بثقافة الكهوف أو بثقافة الأقبية. الولادة في الجنوب الذي مثلما هو نقطة الضعف نقطة القوة في مواجهة تلك الثلة من الذئاب المجنونة على رأس السلطة في اسرائيل. 18 شباط هو يوم الاختبار الكبير، الا اذا أراد دونالد ترامب أن يبيعنا الى أولئك البرابرة، بعدما أعلن رغبته في شراء غزة "... وربما لاعطاء أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبنائها".
امبراطور أم سمسار عقارات؟ حقاً لم نر في التاريخ أمبراطوراً يزهو بقرني الشيطان، حتى أن كاليغولا الذي عيّن حصانه كاهناً، ثم وزيراً، وكاد يعينه ولياً للعهد، لم يفعل ما يفعله ترامب حين لا يرى في مليوني فلسطيني كائنات بشرية، وانما بضاعة تنقل بالحاويات من مكان الى مكان آخر. هل أعدّ القطارات مثلما فعل أدولف هتلر باليهود؟
ثمة مسلسل أميركي قديم، اي قبل ترامب بعقود، تظهر فيه ثلاث نساء. احداهن تعثر على حل سحري لأزمة الشرق الأوسط بنقل الفلسطينيين من فلسطين الى غرينلاند. امرأة اخرى اعترضت لأن الفلسطينيين يعيشون في مناطق دافئة. نقلهم الى مناطق جليدية قد يعرضهم للفناء، المرأة الثالثىة أطلقت ضحكة مجلجلة لأن هذا المطلوب. ربما شاهد الرئيس الأميركي المسلسل. لذا قال بشراء غرينلاند وتوطين الفلسطينيين فيها للقضاء عليهم. هكذا يقول القضاء والقدر بالنسخة الأميركية.
المفاجأة الكبرى كانت على لسان نتنياهو، العائد للتو من البيت الأبيض. دعا الى اقامة الدولة الفلسطينية في المملكة العربية السعودية التي كان رد فعلها عاصفاً، باعتبار أن ذلك قد يكون بحث خلال لقاء الثلاثاء الفائت في المكتب البيضاوي. أكثر من ذلك، زملاء سعوديون قالوا لنا أن هناك في قصر اليمامة من يجد في ذلك الكلام اعلان الحرب على المملكة. ما زاد في قناعة السعوديين بأن ثمة بحثاً جرى في المسألة، تصريح وزير الخارجية السابق ووزير الطاقة الحالي، ايلي كوهين "من يريد انشاء دولة فلسطينية، ليفعل ذلك على أرضه". كان واضحاً أن الكلام موجه الى السعوديين الذين اشترطوا الدولة الفلسطينية مقابل التطبيع.
لكن دونالد ترامب ما زال على اصراره حول التطبيع بين المملكة واسرائيل. ولكن هل بتلك الطريقة التي أثارت الكثير من الهواجس، والكثير من الشكوك، لدى الأمير محمد بن سلمان الذي لا ريب أن معلومات كثيرة قد بلغت أذنيه حول رغبة المؤسسة اليهودية القديمة في تغيير خريطة المملكة.
في السياق اياه، وبالتواطؤ مع رجب طيب اردوغان، جرى تسليم سوريا الى "هيئة تحرير الشام"، بعدما كانت "الفايننشال تايمز" قد توقعت أن تكون "نمر غرب آسيا"، دون أن يعنينا النظام السابق في حال من الأحوال. عودة بسوريا الى القرون الوسطى لتوزيعها بين القوى الاقليمية والدولية (بلقنة سوريا). نتوقف عند الممثل المعارض ـ وبشدة ـ مكسيم خليل (أب علوي وأم مسيحية)، بطل مسلسل "ابتسم أيها الجنرال"، وفيه يجسد شخصية بشار الأسد، الذي اذ عاد الى بلاده فوجئ بأنه عاد الى تورا بورا. لاحظوا أي نهاية مأسوية للدراما السورية.
نتنياهو لا يزال على اصراره اقامة منطقة عازلة في لبنان على شاكلة المنطقة العازلة في سوريا. من يتابع ما يحدث في شمال البقاع لا بد أن يلاحظ أن أحمد الشرع يريد اقامة منطقة عازلة مع لبنان بعدما ضرب البلدات المتاخمة بالصواريخ، والمسيرات، وهو الذي لم ينبس بكلمة (معقول؟؟؟) على الغارة الاسرائيلية على المزة وكفرسوسة أول أمس. يا رجل أنت رجل دولة أم رئيس عصابة؟
الاسرائيليون كانوا يضربون دمشق بحجة استهداف قيادات ايرانية أو قيادات من "حزب الله" الآن يضربون ماذا، ومن؟ يضربون سورية التي بات جلياً أنه أتي بالشرع ليكون "الشاهد اللي ما شافش حاجة" على تقطيع أوصال سورية. وقد تقطعت..
هل هو السيناريو الأميركي (الاسرائيلي) لتغييرالشرق الأوسط بالتفجير الداخلي، وبالتهجير وبتغيير هوية الأرض؟ ماذا عن لبنان؟ علمنا ما يعنيه خاتم مورغان تورغاس. وعلمنا أن وزراءنا في أكثريتهم خيار أميركي، وسيتولون ادارة الجمهورية اللبنانية كما تدار الشركات الأميركية. لا اعتراض، ولكن شرط ألا تدار كما قرى الهنود الحمر...
يتم قراءة الآن
-
نتنياهو يعلن الحرب على السعودية
-
الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية
-
14 شباط 2025 : اولى خطوات العودة... هذا موعد الوصول والمغادرة واجندة اللقاءات
-
الشيعة في خطر... لبنان في خطر أيها الرئيس أيّها الشيخ لا تشاركا في الحكومة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
08:38
قراصنة صوماليون إستولوا على قارب صيد يمني قبالة القرن الإفريقي
-
08:34
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إسرائيل" مصرة على الاستمرار في سياسة المجازر
-
08:31
التحكم المروري: حركة المرور كثيفة على اوتوستراد جونية باتجاه ذوق مكايل
-
08:30
التحكم المروري: حركة المرور كثيفة من خلدة باتجاه الاوزاعي
-
08:29
التحكم المروري: حركة المرور كثيفة من الضبية باتجاه انطلياس وصولا حتى الزلقا
-
08:29
التحكم المروري: حركة المرور كثيفة على اوتوستراد خلدة باتجاه انفاق المطار
![](https://static.addiyar.com/css/images/whatsapp_banner_new.jpg)