تخطو حكومة الاصلاح والانقاذ اليوم الخطوة الرمزية الاولى بالتقاط الصورة التذكارية في قصر بعبدا، وتشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري، فيما يتحدث رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام في اطلالته الاعلامية الاولى مساء اليوم عبر تلفزيون لبنان للكشف عن خطته واستراتيجيته حيال مهام الحكومة العتيدة. واذا كانت الولادة قد شابها الكثير من علامات الاستفهام بعد اختلال تمسكه بالمعايير المعلنة والتعامل مع القوى السياسية «شي بسمنة وشي بزيت». وبينما تقصد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع امس تظهير تبعية الوزراء الاربعة المحسوبين عليه لـ «معراب» كرد مباشر عليه وعلى رئيس الجمهورية جوزاف عون اللذين تغنيا بان لا حزبيين بالحكومة، فان اولى التحديات الجدية والخطرة لا تكمن في «الغام» البيان الوزراي الذي قد يتم تجنب انفجارها بمخارج لفظية من الدستور وخطاب القسم، وانما في استحقاق ال18 من الجاري موعد انسحاب قوات الاحتلال من الاراضي اللبنانية حيث تتحدث معلومات ديبلوماسية عن نية العدو تمديد المهلة مجددا بالتنسيق مع الاميركيين حيث من المفترض ان تعود المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس خلال الايام المقبلة الى بيروت لترؤس لجنة مراقبة وقف النار ومواكبة الاتصالات الجارية، حيث لم تتبلغ الجهات الرسمية بعد من الاميركيين اي موقف سلبي او ايجابي من محاولة التملص الاسرائيلية حيت تحدثت المعلومات عن طلب اولي بالتمديد عشرة ايام جديدة دون حسم قرار الانسحاب لاحقا من النقاط الاستراتيجية الخمس على الحدود، وقد تحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن طلب نتانياهو من ترامب الموافقة على تأجيل الانسحاب لاسابيع عديدة.
التهجير القسري من سورية
هذا الملف المتفجر، ليس وحده ما يهدد انطلاقة الحكومة المعنية بالتعامل مع التطورات الخطرة على الحدود الشرقية مع سورية بعد ايام من الاشتباكات بين العشائر وقوات الادارة السورية الجديدة. وقد كشفت الوقائع الميدانية ان ما حصل يتجاوز الادعاءات السورية حول ملاحقة مهربين وخارجين على القانون من الجانب السوري للحدود، حيث فرض المسلحون السوريون تهجيرا قسريا على نحو 30 الف لبناني من لون طائفي محدد كانوا يعيشون في قرى داخل الحدود السورية، وقد سادت حالة من التوتر امس على الرغم من توقف الاشتباكات وانتشار الجيش وتراجع العشائر الى خطوط خلفية. ولا تنفصل هذه التحديات عن حالة الغليان في المنطقة التي تتجه نحو فوضى عارمة غير معروفة المعالم في ظل «البلطجة» الاميركية واصرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب على فرض تهجير الفلسطينيين من غزة، ما اثار غضبا عارما لدى حكومات الدول العربية التي تعقد قمة عربية في 27 الجاري في القاهرة لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق.
التحديات جنوبا وشرقا
فاليوم تعود الحركة السياسية بعد العطلة الرسمية لمناسبة عيد شفيع الطائفة المارونية القديس مارون، في حين بقيت الاهتمامات مركّزة جنوبا قبل اسبوع من موعد الانسحاب الاسرائيلي واستكمال الجيش اللبناني انتشاره في بلدات رب ثلاثين وطلوسة وبني حيان بعدما انسحب جيش العدو منها، وشرقاً نحو الحدود حيث انسحب مقاتلو ابناء العشائر خلف الحدود التي ينتشر فيها الجيش في المنطقة الحدودية الشمالية لمدينة الهرمل مع سورية، وسادت حالة من الهدوء الحذر، في حين عزز الجيش اللبناني انتشاره على المعابر غير الشرعية، واعطى اوامره بالرد الفوري على مصادر اطلاق النار في حال حصل باتجاه الاراضي اللبنانية، وهو ما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد ابلغه للعشائر بعد تنسيق مع رئيس الجمهورية جوزاف عون. واصدرت عشيرة آل جعفر بياناً حول آخر التطورات، اكدت فيه على العلاقات الاخوية بين الشعبين اللبناني والسوري، اضاف البيان: «لقد سحبنا شبابنا وهجرت عائلاتنا من منازلها تاركين للدولة والجيش معالجة الامور.
نقاشات اسرائيلية - اميركية
في غضون ذلك، اكدت مصادر ديبلوماسية ان اسرائيل تريد الانسحاب الى ما وراء الخط الازرق، لكن وفق جدول اعمال يناسبها، وليست متمسكة بموعد ال18 الجاري حيث تجري نقاشات جدية مع الادارة الاميركية للحصول على تفهم لموقفها، وفيما اشارت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية الى ان واشنطن دعت اسرائيل للانسحاب من الجنوب قبل 18 الجاري، ابلغت اسرائيل الاميركيين انها بحاجة الى المزيد من الوقت كي تكون جاهزة لحماية المستوطنات وتؤمن عودة المستوطنين المقرر ان تبدأ في بداية شهر آذار المقبل، كما انها تحتج بعدم جهوزية الجيش اللبناني لتولي مهام الانتشار. علما ان الجيش الاسرائيلي قد شرع باقامة مواقع مستحدثة خلف الخط الازرق، فيما يشعر المستوطنون بالغضب ويتهمون الجيش والحكومة بالبحث عن نصر على حساب امنهم، ولهذا جدد رؤساء بلديات الشمال مطالبهم باقامة منطقة عازلة في الاراضي اللبنانية.
معضلة النقاط الخمس
لكن يبقى ان الخطط الإسرائيلية بالاحتفاظ بخمس نقاط في المرتفعات الجنوبية، النقطة المتفجرة الاكثر خطورة اذا ما حصلت حكومة العدو على الغطاء الاميركي لفرض الاحتلال كامر واقع. وكذلك ثمة نقطة لا تزال ملتبسة حول اليوم التالي ل18 الجاري حيث تحاول قوات الاحتلال تكريس حرية الحركة برا وبحرا وجوا وتوسيع خروقاتها لتشمل الاراضي اللبنانية كافةً، وهو ما يضع الحكومة والعهد امام ابرز تحدياته، لانه سيهدد الاستقرار الامني في البلاد ويجعل التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات مع تكريس حق الشعب اللبناني في مقاومة قوات الاحتلال.
انتشار الجيش حنوبا
وكان الجيش اللبناني استكمل انتشاره في بلدات رب ثلاثين وطلوسة وبني حيان بعدما انسحب منها الجيش الإسرائيلي وقام الجيش اللبناني بتسيير دوريات مؤللة على الطرقات وشرع بإزالة السواتر الترابية والردميات، وباشر التفيش عن القنابل والذخائر غير المنفجرة بين البيوت وعلى الطرقات. ودعت بلديات البلدات الثلاث المواطنين الى الالتزام بتعاليم الجيش وعدم الدخول اليها الا بعد أن تصبح آمنة وخالية من المتفجرات. وتوغل عدد من دبابات الميركافا وجرافة عسكرية الى الاطراف الجنوبية لبلدة عيتا الشعب وعملت الجرافة على رفع ساتر ترابي في المنطقة، وبعد ذلك انسحبت القوة الاسرائيلية.
نتانياهو واغتيال نصرالله؟
وفي سياق متصل واصل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو «التبجح» بعملياته الاجرامية وزعم في كلمته امام الكنيست امس ان اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله صدع ما أسماه «محور الشر» وتسبب بسقوط الرئيس السوري بشار الاسد، ونفى نتنياهو إبلاغ الولايات المتحدة بتفجير أجهزة «البايجر» أو التخطيط لاغتيال السيد نصرالله. كما أكد أن إسرائيل حققت «إنجازات كبيرة» في عملياتها داخل إيران ولبنان وسورية، واصفاً هذه النجاحات بأنها كانت كـ «أحلام» تحققت لمصلحة «اسرائيل». وأثناء خطابه، شهدت قاعة الكنيست توتراً ملحوظاً، حيث قاطع عدد من النواب كلمته، اعتراضاً على سياساته وتصريحاته. من جهته، شدد نتنياهو على استمرار العمل من أجل «كسر المحور الإيراني بالكامل»، مشيراً إلى أن «إسرائيل» ستواصل استراتيجيتها لمواجهة التهديدات الإقليمية.
التوازنات الحكومية
حكوميا، يفترض ان تتجاوز الحكومة «مطب» البيان الوزراي باستعارات وجمل من الدستور وخطاب القسم، حيث سيتم تكريس حق اللبنانيين في الدفاع عن اراضيهم وتحريرها وتقوية الجيش اللبناني. اما التوازنات داخل الحكومة فقد تظهرت بشكل جلي بعدما اختصر الرئيس نواف سلام الحصة السنية بشخصه، وتجاوز الكتل الوازنة في المجلس والتي ساهمت في تسميته، حيث من المفترض ان تتخذ اليوم قرارا واضحا حيال موضوع منحه الثقة من عدمها، وفيما تم النزول عند رغبات «الثنائي الشيعي» وكذلك الحزب التقدمي الاشتراكي، فقد جرى اقصاء التيار الوطني الحر وتيار المردة مسيحيا.
تبريرات «القوات»
وتم ارضاء القوات اللبنانية التي احتفت امس بما حققته في «معراب» حيث تقصد رئيسها سمير جعجع لقاء وزراء «القوات» يوسف رجي، جو صدي، جو عيسى الخوري وكمال شحادة، في حضور أعضاء تكتل «الجمهورية القوية» النواب: ستريدا جعجع، غسان حاصباني ورازي الحاج، قبل يوم واحد من الصورة التذكارية في رسالة مفادها «الامر لي» في قرارات هؤلاء. وقال جعجع بعد الاجتماع إنّ «الواجب الأول للحكومة هو إعادة تسليم القرار للدولة. وأضاف: «يجب البدء «على بياض» مع الحكومة الجديدة، وننتظر مشاريع الوزراء. نحن غير مستعدين للعودة إلى الوراء، ولا مجال لبقاء السلاح خارج نطاق الدولة». وتوجّه جعجع إلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد، وقال له: «ارتياحك لوجود حزب القوات اللبنانية في الحكومة الجديدة هو في محلّه. فهدفنا الوحيد هو بناء دولة فعلية لكل لبنان، وليس لمنطقة أو لطائفة بعينها». وفي محاولة لتبرير تراجع «القوات» عن موقفها عدم المشاركة في الحكومة اذا تسلم «الثنائي» وزارة المال، قال جعجع «حصلنا على كل الضمانات اللازمة من الرئيس سلام لضمان عدم وجود أي عرقلة لعمل الوزارات من قِبَل وزارة المالية»!
موافقة بري سهلت التأليف
من جهته أكّد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سهّل تشكيل الحكومة، لافتا الى أنه «لو لم يكن موافقا على الاسم الخامس لما كانت تشكلت». ورأى هاشم أن من حق أي مكون سياسي أن يناقش مع الرئيس المكلف في كيفية تشكيل الحكومة. وقال: من المفترض أن تكون «الشراكة» الأساس التي تحكم أي ملف من الملفات وهذه الحكومة من المفترض أن تكون منسجمة.
«غضب» سني: السنيورة شكّل الحكومة؟
وفي موقف يعبر عن غضب الكتل السنية في مجلس النواب، اكد عضو كتلة لبنان الجديد النائب نبيل بدر انه نادم جدّاً على تسمية نوّاف سلام، وأمل أن يتمكن من «إقناعنا أن تسميتنا له كانت محقّة»، معرباً عن عدم رضاه عن أسماء الوزراء السنّة الذين طرحهم سلام. وتساءل بدر: «كيف يمكن ألا يتمثّل 23 نائباً سنيّاً من أصل 27؟، مشيراً الى أن الرئيس سلام تحاور مع النوّاب الذين لم يسمّوه وأشركهم في الحكومة، بينما من سمّاه وأوصله الى الكرسي لم يُشركه فيها، وهذه سابقة من الممكن أن تحرّر أي رئيس حكومة مقبل من الالتزام بتسمية وزراء الكتل السياسيّة الأساسيّة. وقال ان سلام « احتكر التمثيل السني في المجلس النيابي، والمفارقة أنه لم يُسمِّ أحداً، إنما ترك اختيار الوزراء للرئيس فؤاد السنيورة وبعض الجمعيات غير الحكوميّة وعمّا إذا كانوا سيعطون الثقة قال سننسق مع الوزير جبران باسيل، كما سبق ونسّقنا معه في تسمية رئيس الحكومة، فلولا هذا التنسيق لم يكن ليجلس نواف سلام على كرسي رئاسة الحكومة، مضيفاً: طبعاً، رح نعمل جبهة معارضة».
صندوق النقد
وسط هذه الاجواء، أعلن صندوق النقد الدولي أنّ «هناك مشاورات مكثّفة مع أصدقاء لبنان لتقديم المساعدة ومستعدون للتحرّك بشكل سريع». أضاف أنّ «لبنان بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية والوضع الآن يدعم القيام بذلك».
المطار والوصاية الاميركية؟!
في غضون ذلك، تحدثت مصادر مطلعة عن قيام جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت باتخاذ إجراءات أمنية مشددة على الرحلات الآتية من العراق إلى بيروت، وإخضاعها لتفتيش دقيق، حيث أفادت المعلومات بأن كل الرحلات الجوية الآتية من العراق ستخضع لتفتيش دقيق لدى وصولها إلى المطار، تحسباً لإدخال أموال أو أرصدة لمصلحة حزب الله، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات التي تشمل الطائرات القادمة من العراق باتت شبيهة بتلك التي تحصل مع الرحلات الآتية من إيران. وفيما نفى رئيس مطار رفيق الحريري الدولي المهندس فادي الحسن الامر وقال ان عمليات التفتيش التي تخضع لها الطائرات المدنية، سواء الآتية من العراق أو من إيران روتينية، وشبيهة بالإجراءات المعتمدة على الرحلات الآتية من كلّ دول العالم. الا ان تلك الاوساط نقلت عن مصادر امنية تاكيدها ان هناك تدابير استثنائية تشمل الرحلات الآتية من بغداد أسوة بالتدابير التي تخضع لها الطائرات الآتية من إيران. وهي تشمل كلّ الأشخاص والحقائب والطرود الآتية على متن هذه الرحلات التزاما بمعايير أمنية اتفقت عليها الدولة اللبنانية مع الأميركيين لاعتمادها، حتى لا يكون مطار بيروت عرضة للاستهداف الإسرائيلي ؟!
يتم قراءة الآن
-
نتنياهو يعلن الحرب على السعودية
-
الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية
-
14 شباط 2025 : اولى خطوات العودة... هذا موعد الوصول والمغادرة واجندة اللقاءات
-
الشيعة في خطر... لبنان في خطر أيها الرئيس أيّها الشيخ لا تشاركا في الحكومة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
08:34
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إسرائيل" مصرة على الاستمرار في سياسة المجازر
-
08:31
التحكم المروري: حركة المرور كثيفة على اوتوستراد جونية باتجاه ذوق مكايل
-
08:30
التحكم المروري: حركة المرور كثيفة من خلدة باتجاه الاوزاعي
-
08:29
التحكم المروري: حركة المرور كثيفة من الضبية باتجاه انطلياس وصولا حتى الزلقا
-
08:29
التحكم المروري: حركة المرور كثيفة على اوتوستراد خلدة باتجاه انفاق المطار
-
08:08
بن غفير: ترامب على حق ويجب أن نعود للتدمير الآن
![](https://static.addiyar.com/css/images/whatsapp_banner_new.jpg)