اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

 اختارت الولايات المتحدة الاميركية احراج العهد والحكومة الجديدة، واضعة «الالغام» في طريقهما على نحو يطرح الكثير من علامات الاستفهام!. وفي تزامن مريب تبنت رسميا رفض قوات الاحتلال «الاسرائيلي» تنفيذ الانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية في 18 الجاري، وضغطت لتعليق رحلات الطيران الايراني الى بيروت، بعد «وشاية اسرائيلية» كاذبة، رضخت لها السلطات اللبنانية، ما ادى الى احتجاز مئات المسافرين اللبنانيين في مطار طهران الدولي، فيما اقفل عدد من المحتجين طريق مطار رفيق الحريري بالاطارات المشتعلة مساء، احتجاجا على الرضوخ للاملاءات الاميركية- «الاسرائيلية»، والذي ستكون له تداعيات غير محسوبة، اذا لم تجد تلك المسألة طريقها الى الحل.

وفيما تتجه الانظار اليوم الى ساحة الشهداء، بانتظار كلمة رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، حيث يرتقب ان يعلن عودة «التيار» الى العمل السياسي، يستكمل حزب الله الاجراءات التنظيمية لتشييع امينيه العاميين في 23 الجاري، وسلم بالامس دعوات رسمية للرؤساء الثلاثة، واعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان التشييع سيتم بهدوء ولا اطلاق نار، والجيش وقوى الامن سيحفظان الامن.

لماذا خرج بري عن صمته؟

فكما كان متوقعا، تماهى الاميركيون مع اصرار العدو «الاسرائيلي» على ابقاء احتلاله لجنوب لبنان، وما كان يتم تسريبه «همسا» خلال الساعات القليلة الماضية، تبلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري من السفيرة الاميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة وقف النار جاسبر جيفرز. واختار بري هذه المرة الخروج عن صمته، وكشف عن فحوى الاجتماع بعد دقائق من مغادرة الوفد عين التينة، لوضع الجميع في الداخل والخارج امام مسؤولياتهم قبل فوات الاوان، ولادراكه ان الوضع خطير جدا، ولا يحتمل اي مواربة في المواقف، كما تقول اوساط مطلعة، حيث اشارت الى ان الاتصالات مع الرئاستين الاولى والثالثة مفتوحة لبلورة موقف شديد اللهجة، وتكثيف الاتصالات الديبلوماسية مع واشنطن وباريس، خصوصا ان الفرنسيين يعارضون تمديد بقاء الاحتلال في جنوب لبنان، ويجدون ان الادعاءات «الاسرائيلية» غير واقعية، وقرارهم قد يؤدي الى توترات امنية غير محسوبة «آجلا او عاجلا»، لكنهم سبق وابلغوا الجانب اللبناني ان الاميركيين يشكلون غطاء للمطالب «الاسرائيلية».

رفض تمديد الاحتلال

 وفي دردشة مع الصحافيين، قال بري» الاميركيون أبلغوني أن الاحتلال «الإسرائيلي» سينسحب في 18 الشهر من القرى التي ما زال يحتلها، ولكنه سيبقى في 5 نقاط، وقد أبلغتهم باسمي وباسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رفضنا المطلق لذلك. وابلغتم ايضا ان هذا الامر سيكون انتكاسة للعهد والحكومة الجديدة».

بري :الايام بيننا

واشار بري الى انه اذا بقي الاحتلال، فهذا يعني أن «الإسرائيلي» سيقيد حرية الحركة في لبنان وهذا أمر مرفوض، وقال «اذا بقي الاحتلال فان والأيام بيننا، وهذه مسؤولية الدولة والجيش يقوم بواجبه كاملا في جنوب الليطاني.

أما في ما يخص شمال الليطاني فقد قطع بري «الطريق» امام اي محاولات داخلية اوخارجية لتفسير خاطىء لاتفاق وقف النار، وقال» هذا الأمر يعود للبنانيين ولطاولة حوار تناقش استراتيجية دفاعية، وحزب الله يلتزم بشكل كامل».

لا للقوات الاجنبية

وفي هذا السياق، رفض بري نشر أي قوات اجنبية في اي مواقع حدودية، لافتا إلى أن اليونيفيل والجيش جاهزان لهذه المهمة. وعلم ان الجانب الفرنسي يؤيد الموقف اللبناني، وهو ابلغ الاميركيين ان القوات الفرنسية العاملة ضمن قوات «اليونيفيل»، قادرة على القيام بهذه المهمة، ولا حاجة لاي قوات جديدة.

رفض الاقتراح الفرنسي

وعلم في هذا السياق، ان حكومة الاحتلال رفضت الاقتراح الفرنسي نشر «اليونيفيل» في النقاط الخمس، وهي لا تكترث للموقف الفرنسي بعد حصولها على الدعم الاميركي. وهي ابلغت باريس ان قوات «اليونيفيل» لا يمكنها أن تحمي المناطق الشمالية، والمستوطنون لن يعودوا  اذا خرجت القوات «الاسرائيلية» من تلك النقاط، وهم لا يعتبرون اي قوى ضمانة لامنهم!

المقايضة الاميركية

ووفق مصادر مطلعة، حاول الوفد الاميركي مقايضة الرئيس بري باقتراح  حصول انسحاب «اسرائيلي» قبل 3 ايام من الموعد المقرر من  كافة القرى، مقابل البقاء في المواقع الخمسة المقترحة،  لكن رئيس المجلس رفض ذلك حتى لو لساعة واحدة، وتوجه الى الوفد بالقول «انكم كاميركيين تتحملون مسؤولية ضمانة الانسحاب، والا فانكم تتحملون مسؤولية تعرض العهد والحكومة لنكسة». لكن جونز ادعت ان الاقتراح يمثل حلا وسطيا عملت عليه واشنطن، لالزام «اسرائيل» بمغادرة القرى والبلدات الجنوبية.

عون يكثف اتصالاته

وفي هذا السياق، تشير مصادر مطلعة الى ان رئيس الجمهورية جوزاف عون يكثف اتصالاته قبل وصول المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت في 16 الجاري، لمحاولة تغيير الموقف الاميركي واستغلال الموقف الفرنسي، للضغط على «اسرائيل» لالزامها باستكمال الانسحاب الكامل. وسيقوم بالمدة الفاصلة عن الموعد بحراك ديبلوماسي، لمحاولة تدارك الموقف قبل فوات الاوان، وهو ينتظر اجتماع لجنة وقف النار اليوم، وقد تم الايعاز لممثل لبنان في اللجنة، بابلاغ المعنيين الرفض التام غير القابل للنقاش، لتأجيل الانسحاب من النقاط الخمس.

وقد اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن لبنان يتابع الاتصالات لالزام «إسرائيل» بالانسحاب في 18 شباط الجاري، ويتواصل مع الدول المؤثرة ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، للوصول الى الحل المناسب. ولفت من جهة أخرى إلى أننا نريد «ان نستعيد ثقة الدول ونشجع على مجيء اشقائنا في الدول العربية ودول الخليج، كي يستثمروا في لبنان.

صمت سلام؟

تجدر الاشارة الى ان رئيس الحكومة نواف سلام، استقبل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان ليزا جونسون قبل لقائها مع بري، ولم يصدر عن السراي الحكومي اي موقف حول مسألة الانسحاب «الاسرائيلي» من الجنوب.

علما ان مصادر مطلعة تشير الى ان جونسون ابلغته نية قوات الاحتلال الاحتفاظ بالنقاط الخمس، وعلى الرغم من ابلاغ سلام  السفيرة الاميركية معارضة لبنان لهذه الخطوة، الا انه اختار عدم اصدار اي موقف رسمي حيال الامر!

نزع السلاح!

وكان وزير الشؤون الاستراتيجية «الإسرائيلي» رون ديرمر، كشف في حديث لـوكالة «بلومبرغ» الاميركية عن نوايا كيان الاحتلال، واشار ان «تل أبيب» ستحتفظ بـ5 نقاط استراتيجية داخل لبنان، بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار الممددة في 28 شباط، وان القوات «الاسرائيلية» لن تنسحب من مواقعها في جنوب لبنان في الأمد القريب، معتبراً ان التزامات لبنان لا تشمل إبعاد حزب الله عن الحدود، بل نزع سلاحه.

الملحق «الاسرائيلي» - الاميركي

وقد لفتت مصادر ديبلوماسية الى ان ما قاله ديرمر مؤشر مقلق، لانه يعطي قراءة مختلفة عن اتفاق وقف النار، حيث لم يلتزم لبنان باي شكل من الاشكال نزح سلاح حزب الله، وكان التفاهم حصرا جنوب الليطاني، لكن كلام المسؤول «الاسرائيلي» يتعلق بملحق غير معلن تم الاتفاق عليه مع الاميركيين، الذين سيعملون على فرضه لاحقا على الجانب اللبناني، وهو امر قد يسبب باضطرابات داخلية على الساحة اللبنانية، يخشاه الاوربيون وخصوصا الفرنسيين.

ما هي التلال الاستراتيجية؟

وتُعتبر التلال الخمس التي تعتزم «اسرائيل» البقاء فيها نقاط مراقبة استراتيجية، وهي:

- تلة العويضة التي تقع في مرماها كل مستوطنات الجليل.

- تلة الحمامص التي تقطّع أوصال الجنوب اللبناني وتقسّمه الى مناطق منعزلة.

- تلة اللبونة التي تطل على مدينة صور ومخيم البص للاجئين الفلسطينيين، وتشرف على نقطة بارزة لليونيفيل، وصنّفتها «اسرائيل» منطقة حراسة دفاعية.

- تلتا جبل بلاط والعزية اللتان تسمحان «لاسرائيل» بكشف مناطق واسعة.

وكل هذه التلال غير مأهولة وخالية من العمران المرتفع، ما يسمح «لاسرائيل» بالتحرك بسهولة باتجاه الاراضي اللبنانية لتنفيذ أي عدوان، لكنه يعيق اي عودة للسكان في اكثر من عشرة قرى.

الخروقات الميدانية

في الميدان، استمرت الخروقات، وعمد جيش الاحتلال صباح امس الى اضرام النيران في منازل وممتلكات عدة في بلدة العديسة، كما القت محلقة «إسرائيلية» قنبلتين عند أطراف بلدتي برعشيت وعيترون. واشارت هيئة البث» الإسرائيلية»الى أن الجيش شرع في بناء خمسة مواقع عسكرية جديدة في لبنان، مشيرة إلى أن «إسرائيل» لا تنوي الانسحاب منها.

المطار تحت «الوصاية»

وفي خطوة تحمل الكثير من علامات الاستفهام، وبعد ساعات من تغريدة للمتحدث باسم جيش الاحتلال «الإسرائيلي» أفيخاي أدرعي، وادّعاء أنّ «فيلق القدس الإيراني وحزب الله يستغلّان المطار لتهريب أموال مخصصة لتسلّح حزب الله عبر رحلات مدنية»، اتخذت السلطات المعنية في المطار قرارا بمنع طائرة مدنية إيرانية تقلّ زوّاراً لبنانيين إلى العتبات المقدّسة في إيران، من الإقلاع من مطار طهران الدولي، ورفضت منحها إذن بالهبوط في مطار بيروت.

وعلم في هذا السياق، ان وزير الاشغال العامة الجديد فايز رسامني اتخذ القرار بعد التنسيق مع رئيس الحكومة نواف سلام، دون تقديم اي تبرير جدي لهذا المنع.

وتعليقاً على ما جرى، قال مصدر في الطيران المدني «لا أذونات للطيران الإيراني للهبوط في مطار بيروت، والطائرة التي من المفترض أن تقلّ اللبنانيين لم تُقلع من مطار طهران بعد، كما أنّ الأذونات تُمنَح من الطيران المدني اللبناني التابع لوزارة الأشغال العامة والنقل؟!

اعادة اللبنانيين اليوم!

وعلم ان التعليق سيبقى حتى يوم الاثنين المقبل، وقد اتخذ القرار مساء امس بارسال طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط لنقل اللبنانيين العالقين في طهران، وهم احتجزوا لأكثر من 4 ساعات، بعدما كان من المفترض أن تُقلع طائرة للخطوط الإيرانية عند الساعة الواحدة بتوقيت بيروت باتجاه لبنان، قبل أن يُبلَّغ الأهالي بعدم إمكانية العودة امس، وناشد الزوار رئيس مجلس النواب نبيه برّي بالتدخّل لتسهيل عودتهم.

لاحقا اصدرت المديرية العامة للطيران المدني بيانا تبريريا ادعت فيه ان الامر مرتبط باتخاذ اجراءات امنية اضافية، تتوافق مع المقاييس والمعايير الدولية، ما اقتضى جدولة بعض الرحلات مؤقتا ومنها الرحلات القادمة من ايران لغاية 18 شباط.!

غضب في الشارع

وقد اثار هذا الرضوخ للضغوط الاميركية- «الاسرائيلية «غضبا عارما في الشارع، حيث اقفل محتجون طريق المطار، ومحيط السفارة الكويتية، واوتستراد السيد هادي نصرالله بالاطارات المشتعلة حتى ساعات متقدمة من مساء امس.

وقد دعا عضو كتلة الوفاء للمقاومة ابراهيم الموسوي المواطنين والغيورين على مصلحة البلد الى الوعي والتعقل، وافساح المجال امام المعالجات لهذه الازمة المستجدة، كما دعا الدولة اللبنانية بان تتحمل مسؤولياتها لانهاء هذا الامر، وعدم الامتثال للتهديدات «الاسرائيلية» تحت اي مسمى او ظرف.

عودة «المستقبل» الى العمل السياسي

وعشية ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري اليوم، ثمة انتظار لكلمة رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، حيث يتوقع اعلان عودة تياره الى العمل السياسي والمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

وهو استقبل في بيت الوسط مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد موسع من مفتيي المناطق وقضاة الشرع وأئمة ورؤساء دوائر الأوقاف وخطباء المساجد. وخلال اللقاء، نوه الحريري «بحكمة واعتدال المفتيين وعلماء الدين، ولا سيما في اللحظات المفصلية التي مر بها البلد». وكان الحريري قد التقى السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف. كما التقى المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، واستقبل السفير المصري في لبنان علاء موسى.


الأكثر قراءة

قواعد لعبة جديدة جنوباً... الرياض على خط مطار القليعات؟ «قطبة» مناقشة البيان الوزاري... بعد 23 لكل حادث حديث طبخة التعيينات عالنار... هل تبدأ المداورة من الأمنيين؟