اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


كان لافتا يوم امس عودة الحياة الى المبنى الكبير، مقر "تيار المستقبل" عند مفرق خريبة الجندي، هذا المقر الذي كاد ان يصبح مهجورا على مدى ثلاثة اعوام، باستثناء بعض الانشطة الباردة فيه.

فجر امس، كانت الحافلات والسيارات بالمئات تستعد للانطلاق، ناقلة حشودا تجمهرت للمشاركة في احياء ذكرى الشهيد الرئيس رفيق الحريري. المواكب التي انطلقت من امام المقر تلاقت مع مواكب انطلقت من مفرق برقايل، جمهور عكاري واسع اتجه الى ساحة الشهداء رافعين العلم اللبناني، الى جانب الرايات الزرقاء.

بعض المراقبين، لفتوا الى ان الحشود العكارية هذا العام كانت نسبيا اكثر عددا من السنوات التي مضت، ويرد البعض السبب الى المتغيرات المحلية والاقليمية، التي احاطت بالبلاد والمنطقة، لكنها بقيت المشاركة دون سقف ما كانت عليه في اوج قوة "التيار الازرق"، وربما لأن وعود الرئيس سعد الحريري لاهل عكار، لم تبصر النور على الساحة العكارية، عدا  نواب حملهم الحريري الى الندوة البرلمانية، ولم يحققوا لعكار نقلة نوعية منذ عشرين عاما مضت والى اليوم، بل انه انتقى اشخاصا من عكار دعمهم للوصول الى الندوة البرلمانية، لم يكونوا على مستوى المسؤولية النيابية، بل تمردوا عليه وباتوا اشد نقمة عليه من اخصامه السياسيين.

تردد بعض الاوساط السياسية ان الطائفة السنية تحتاج الى مرجعية سياسية، وليس افضل من الحريري مرجعية لهذه الطائفة، التي باتت موزعة بين عدة مرجعيات، ولم تعد المرجعية حكرا على "تيار المستقبل"، ولا سيما ان خطاب الحريري في الذكرى العشرين، تميز بمواقف عابرة للطوائف، واكثر اقترابا من كل المكونات اللبنانية، حتى قيل انه خطاب وطني جامع.

العكاريون الذين شاركوا في ساحة الشهداء، ابدوا آمالا عراض بقرار الحريري عودة تياره الى العمل السياسي، والمشاركة بالاستحقاقات الانتخابية البلدية - الاختيارية والنيابية. ومنذ لحظة انتهاء المهرجان، برزت لدى العديد من الفاعليات والشخصيات العكارية رغبة شديدة في اطلاق عملية التحضير والاستعداد لهذه الانتخابات، على امل نيل رضى "التيار الازرق" ودعمه لهم، في ما تنتظره المنطقة من عملية تغيير في المشهد العكاري.

حسب ما يتوقعه البعض، ان المشهد النيابي العكاري سيشهد تغييرا جذريا، بخاصة في حال اعتماد قانون انتخابي جديد، وان قيادة اللعبة الانتخابية ستعود ل "التيار الازرق"، وقد لوحظ منذ اللحظات الاولى لقرار العودة السياسية، حركة نواب حاليين وسابقين يتسابقون على اصدار بيانات كسب الرضى تمهيدا للموسم الانتخابي، بل ان عددا من قيادات في " المستقبل" يهجسون بالمقعد النيابي منذ زمن، ويسعون لدى الحريري بنيل الموافقة. غير ان مصادر ترى ان الحريري بات يمتلك خبرة واسعة في انتقاء المرشحين، وانه بعدما تعرض له من غدر داخلي حريص في الانتقاء، كيلا يقع في فخ الغدر من جديد، وستكون له معايير ومقاييس اكثر تحديدا تتلاءم والمرحلة المستجدة.

واللافت ان نوابا في عكار ما كانوا يوما في فلك "المستقبل"، يحاولون خطب ود الحريري، بل ان نوابا سابقين اعتبروا ان زمن حظهم بالعودة الى النيابة قد لاح،  بقرار العودة السياسية.