اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في المبدأ، ثلاثة  أحداث تحتل صدارة مشهد الاسبوع الطالع، داخليا، مع تداعيات احداث ومواجهات طريق المطار ومحيطها، بما تختزله من أزمة ديبلوماسية تلوح في الافق على خطي بيروت - طهران وبيروت - العالم، جنوبا، مع اصرار تل ابيب على تمديد احتلالها بتلال خمس استراتيجية، بدعم أميركي ومعارضة فرنسية، وسياسيا، حيث يتقاطع الحدثان السابقان عند البيان الوزاري للحكومة العتيدة، الذي بات بحكم المنجز والجاهز لعرضه على جلسة مجلس الوزراء المقبلة، في طريقه نحو ساحة النجمة، التي يبدو انها سالكة وآمنة وان باكثرية ضئيلة.

واضح من مسار التطورات في المنطقة، ان الحلحلة التي شهدها قطاع غزة، مع عودة اطراف الاتفاق الى تنفيذه، رغم شد الحبال القائم، والانفجار المؤجل، لم تواكبها الجبهة اللبنانية في الاتجاه نفسه، في ظل التأزيم الحاصل، خصوصا مع عودة عمليات الاغتيال، واستمرار عمليات التدمير الممنهج للقرى المتاخمة للخط الازرق، التي اختفت معالم الحجر والبشر فيها، وسط ضبابية الصورة عشية وصول نائبة المبعوث الاميركي الى المنطقة، مورغان اورتاغوس، وما ستحمله معها من مواقف و "املاءات".

وقبل يومين من ١٨ شباط، استغل رئيس الحكومة الاسرائيلية زيارة وزير الخارجية الاميركية الى تل ابيب، ليدخل على الخط اللبناني من بوابة الاعتداء على نائب قائد قوات "اليونيفيل"، غامزا من قناة عجزها، كاشفا مستور التفاوض مع الولايات المتحدة، الذي تناول تطبيق القرارات ١٥٥٩ و١٧٠١، والاخطر الطلب للجيش اللبناني بسحب سلاح حزب الله.

وفيما يسود التوتر الساحة الداخلية، مع رمي الثنائي كرة استكمال تطبيق قرار وقف اطلاق النار، على العهد وحكومته، دخلت باريس على خط بيروت - تل أبيب، في محاولة لانقاذ تسويتها اللبنانية، عبر تأمين انسحاب كامل من الاراضي اللبنانية، بما فيها التلال الخمس، وسط اعمال البناء المتسارعة في تلك النقاط، وتجهيزها لاستقبال مئات الجنود لفترة طويلة، بوصفها استراتيجية لقربها من مستوطنات الشمال، وامتدادا لخط الدفاع الذي أنشأته في الجولان، وهي:

- تلة العزية: تبعد ٢ كلم عن الحدود خراج دير سريان، وتشرف على كل من مجرى نهر الليطاني، من المحمودية الى زوطرين، كما تشرف على الجانب اللبناني.

- تلة العويضة: تبعد ١ كلم عن الحدود، وتقع بين العديسة وكفركلا وهي التلة الوحيدة المشرفة على المطلة وباقي المستوطنات الاسرائيلية.

- تلة اللبونة: تبعد ٣٠٠ متر عن الحدود وهي على امتداد المنطقة خراج علما الشعب والناقورة، وهي عبارة عن مجموعة غابات كثيفة وتشرف على الجهتين اللبنانية والفلسطينية المحتلة.

- تلة الحمامص: تبعد ١ كلم عن الخط الأزرق - خراج الخيام وتشرف المطلة من جهة الشمال.

- جبل بلاط: يبعد ١ كلم عن الخط الأزرق بين راميا ومروحين، ويشرف على القطاع الغربي والأوسط من الجهتين.

اشارة الى ان تلك المواقع بعمقها الجغرافي، ستسمح بتحقيق منطقة عازلة غير معلن عنها، فضلا عن احكام اسرائيل سيطرتها بالنار على كامل المنطقة الممتدة جنوب نهر الليطاني.

في كل الاحوال، تكشف مصادر ديبلوماسية، ان احتلال "اسرائيل" لتلك التلال يبدو مستمراً، بمباركة ودعم من واشنطن، مشيرة الى ان لا خيارات امام لبنان، الا الرضوخ للقرارات الدولية،  حيث يتوقع ان تصل الى بيروت "مورغان اورتاغوس" نائبة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط لمتابعة هذا الملف عن كثب.

وتابعت المصادر، بان الملف الجنوبي تسبب بتوتر على خط باريس - واشنطن، على خلفية اتهام الاخيرة بافشال كل المساعي الفرنسية، وتحريض تل ابيب على الاستمرار في سياستها، وهو ما ادى الى سقوط مقترحين فرنسيين، قضى الاول، بنشر قوات فرنسية عند هذه التلال مقابل انسحاب جيش الاحتلال لم توافق عليه اسرائيل، والثاني، نشر قوة مشتركة من اليونيفيل مع قوة عسكرية اخرى فرنسية او اميركية من خارج القوات الدولية، وفقا لصيغة واضحة تحت ولاية اللجنة الخماسية التي بامكانها وضع ترتيبات لازمة في هذا الاطار.

واشارت المصادر الى ان فرنسا انطلقت في مبادرتها من تقييم عسكري، رفعه قائد الكتيبة الفرنسية في الجنوب، اعتبر فيه ان لا قيمة عسكرية فعلية للنقاط الخمس، في ظل التقنيات والامكانات التي تمتلكها اسرائيل لناحية المراقبة والمتابعة، الا ان اهميتها ترتبط بعوامل داخلية اسرائيلية ابرزها: 

-نفسي معنوي لطمأنة المستوطنين القلقين من العودة. -سياسي يرتبط بالعلاقة بين نتنياهو وبعض وزرائه المتطرفين الذين يزايدون عليه ويرفضون الانسحاب من التلال الخمس.

 فهل تنجح ضغوط الساعات المتبقية في تغيير الواقع، ام يرضخ المجتمع الدولي لمشيئة "اسرائيل"؟

الأكثر قراءة

لبنان يترقب اليوم الكبير في 23 شباط... سلام اختار وزراءه لجذب الاستثمارات الدولية... و100يوم لاقرار القوانين الاصلاحية