اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


وسط  زحمة اللقاءات السياسية والتحركات التي يبدو الأسبوع الجاري حافلاً بمحطاتها، انتقلت وجهة الرصد السياسي الى الاحتجاجات والتوقيفات، مع تقدم المحطات الامنية والعسكرية واجهة الاحداث هذه الايام، من الوضع الجنوبي المفتوح على كافة الاحتمالات في ظل الاستراتيجية الاسرائيلية الجديدة المدعومة بالكامل من واشنطن، الى الداخل حيث انفجر الشارع الشيعي "المضغوط والصابر" على طريق المطار، حيث ينتظر الجميع نتائج التحقيقات في حادثة التعرض لقافلة اليونيفيل، ليبنى على نتائجه المقتضى، لجهة تحديد الاهداف وما اذا كان ثمة من طابور خامس قد دخل على الخط.

فدخان الاطارات المشتعلة، حجب الانظار عن البيان الوزاري للحكومة وما يمكن ان يتضمنه، مع تراجع الاهتمام المحلي والدولي به، نظرا لمعرفة الجميع "بشطارة اللبنانيين" في ابتداع الكلام واللعب على التعابير العربية، وبعدما بات، استنادا الى التجارب السابقة المطلوب افعالا لا اقوالا، على ما يؤكد زوار العاصمة الاميركية.

وعشية استحقاق الانسحاب الاسرائيلي، نفذت مسيرة اسرائيلية، عملية "امنية" مستهدفة مسؤولا عسكريا في حركة حماس، مكلفا بالتنسيق مع حزب الله في ملف التعاون العسكري واللوجستي فيما خص الضفة الغربية، في تاكيد جديد على ان الساحة اللبنانية ستبقى مفتوحة على الصراع القائم وما يجري داخل الاراضي الفلسطينية، ما يؤكد من جديد نظرية وحدة الساحات وان "بالمقلوب" هذه المرة.

وسط هذه الصورة الضبابية المائلة الى السواد، اطل امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، ليعيد تصويب بعض الامور، والتذكير بطريقة غير مباشرة ببعض التعهدات والالتزامات واضعا النقاط على الحروف في ثلاثة ملفات اساسية للمرحلة المقبلة:

الاولى، استباقه موعد 18 شباط موعد الانسحاب الاسرائيلي، كي لا يتكرر اللغط الذي حصل المرة الماضية، وادى الى السير بعملية التمديد لوقف اطلاق النار، رغم انتهاء مهلة الـ 60 يوما، رافضا اي تمديد جديد، معتبرا انه بعد الثلاثاء سيتم التعامل مع اي وجود اسرائيلي في اي نقطة داخل الاراضي اللبنانية على انه احتلال، وجب التعامل معها في هذا الاطار، وهو ما كان المح اليه الرئيس بري امام رئيس لجنة مراقبة وقف النار، الجنرال الاميركي جيفرسون، حين تحدث عن "الايام بيننا".

ثانيا، رميه كرة اعادة الاعمار في ملعب العهد، باعتبار ان موافقة حزب الله على وقف اطلاق النار اساسا، وما تبعه انجز تسوية سياسية انتجت تركيبة العهد الحالية من رئاسة وحكومة وبيان وزاري، جاءت كلها مقابل اعمار ما خلفه العدوان الاسرائيلي من دمار في المناطق المختلفة، والتي يبدو ان الدول التي رعت الحل قد تراجعت عن تعهداتها لصالح ربط الاعمار بالاصلاح، من باب الضغط الداخلي على بيئة المقاومة ولمزيد من التطويق لها.

اللافت ان ذلك تزامن مع اعلان الخارجية الاميركية عن قرار الرئيس دونالد ترامب "وقف كل المساعدات للبنان للمراجعة"، مشترطا "حصول تغيير فعلي" دون ايضاح معنى "هذا التغيير".

ثالثا، اعلانه رسميا، بشكل غير مباشر، ان تعليق الحزب لنشاطه المقاوم المباشر لجهة استهداف الاحتلال والرد على اعتداءاته، لاسباب، ترتبط بتحميل الدولة مسؤولية ما التزمت به، من جهة، ولاستكمال عمليات الترميم في جسم المقاومة، لا يعني ان الامور انتهت، مطلقا مرحلة جديدة عنوانها "المقاومة الشعبية السلمية"، التي بدأت جنوبا مع تحرير بعض قرى المواجهة، والاهم في الامتحان الكبير الذي سيشكل انطلاقة فعلية لها، وهو يوم 23 شباط موعد تشييع السيدين نصرالله وصفي الدين، والذي بالتاكيد لن يكون ما قبله كما ما بعده.

الأكثر قراءة

الأحد التاريخي: تشييع القادة واستفتاء شعبي على قوة حزب الله الانتخابات البلدية 2025: تحالفات ومفاجآت واستعدادات مكثفة الجيش اللبناني يقود الخطة الأمنية في يوم التشييع