اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الاولوية الاميركية اليوم تكمن بحل الازمة الروسية - الاوكرانية وقد توضحت الصورة بان الرئيس دونالد ترامب يريد تسليم زيلينسكي واوكرانيا لروسيا سياسيا وبالتالي سعت واشنطن الى اتمام انسحاب «اسرائيلي» وان كان منقوصا ولكن دون تخطي المهلة المحددة لترضي السعودية التي شددت على خروج الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان بانسحاب «لا بأس به» بالنسبة للادارة الاميركية. الا ان ادارة ترامب في الوقت ذاته لن تضغط على «اسرائيل» لاخراج جيشها المحتل من النقاط الخمس المحددة جنوب لبنان ولن تدعوها الى تطبيق وقف اطلاق النار بشكل حازم ونهائي لان ترامب لا يريد مقاربة عدة مسائل وازمات في آن واحد وحاليا لا تندرج ازمة لبنان والعدو الاسرائيلي ضمن اولوية ترامب. وهذا يشير الى ان مسألة الجنوب اللبناني مجمدة حتى اشعار اخر الى ان يتم حل ازمة اوكرانيا.

في غضون ذلك، قالت اوساط سياسية للديار بأن القوى اللبنانية جميعها عرفت حجمها وقدراتها وعليه تضغط اميركا على القوى ضمن خطوات صغيرة. وبمعنى اخر، لم تضع الولايات التحدة الاميركية فيتو على حصول الثنائي الشيعي على وزارة المالية انما مقابل ذلك شطبت كلمة «المقاومة» من البيان الوزاري. اضف على ذلك، انتشر الجيش اللبناني في الجنوب ويساعد الاهالي انما في ظل وجود الجيش «الاسرائيلي» في المناطق الخمس. وعليه، رأت هذه الاوساط السياسية بان واشنطن تعتمد نوعا من توازن في الخطوات والذي ينطبق المثل الشعبي على هذا المسار: «لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم».

اما حزب الله فهو ايضا يدرك ان المرحلة الحالية تطلب الهدوء والروية رغم التصعيد الكلامي.

ولفتت الاوساط السياسية الى ان اميركا تريد تمرير الامور تدريجيا وبخطوات بطيئة لان الهدف الاساسي بالنسبة لواشنطن هو معالجة ازمة غزة التي هي مسألة اهم من المسألة اللبنانية في الوقت الحاضر. فعين اميركا اليوم هي على غزة حيث ان الرئيس دونالد ترامب لم يتكلم صدفة عن مشاريع لغزة ولا يقصد مشاريع سياحية بل ما يضمره لغزة هو خطط واليات واساليب لمعالجة غزة. وعلما ان انعقاد القمة العربية اقترب موعدها وهي ستناقش طروحات ترامب عن الفلسطينيين. فهل سترفض قرارات ترامب؟ تستبعد الاوساط السياسية ان ترفض القمة العربية تطلعات ترامب لغزة وللشعب الفلسطيني بل ستسعى الى ايجاد صيغة وسطية لا تكون ظالمة ولا عادلة للفلسطينيين. والحال ان ترامب لا يفكر استراتيجيا علما ان الدولة العميقة الاميركية تعلم ان الهوية الفلسطينية اذا شطبت من غزة فسيكون لها ارتدادات سلبية وخطيرة. ولكن ترامب من جهته، سيسعى جاهدا خلال ولايته ان يحقق مبتغاه ومن ضمنها طبعا المصلحة الاسرائيلية.

23 شباط: صرخة مقاومة لن تنكسر

بموازاة ذلك، تتجه الانظار الى يوم الاحد 23 شباط، اليوم الذي سيرتدي الوطن ثوب الحداد لتشييع الامين العام السابق لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين. ومن المسلمات انه سيكون حدثا تاريخيا يمتزج الحزن بالفخر، والدمع بالعزّة، والمأتم بالبيعة. وستاتي الجموع من كل صوب ليجتمعوا حول الجسد المسجّى، الذي حمل همّ الأمة، وقاد المقاومة، وانتصر للبنان وفلسطين، حتى الرمق الاخير من حياته. ذلك ان النعش الذي سيحمل سماحة السيد حسن نصرالله، لا يحمل مجرد قائد، بل يحمل وعدًا صادقًا، وصرخة مقاومة لن تنكسر، ونبضًا حيًا لن يموت، وإن غاب الجسد، فإن روحه ستظل تهتف في ساحات الابطال والمواجهة، وستظل تُلهب القلوب، وترشد السائرين على درب العزّة.

وفي التفاصيل، ستبدأ المراسم في تمام الساعة التاسعة صباحًا في مدينة كميل شمعون الرياضية، بحضور وفود رسمية وشعبية من 79 دولة، تعبيرًا عن التضامن والوفاء لمسيرة المقاومة.

وفي طهران، ومع اقتراب موعد التشييع، أُزيح الستار عن جدارية في ساحة ولي عصر، تجسّد نعش الشهيد السيد حسن نصرالله محمولًا على أكتاف الأوفياء، مع شعار «نحن الإيرانيين لن نتراجع عن العهد الذي قطعناه».

الحكومة الجديدة: هل ستحجب الثقة عنها ام ستنالها من البرلمان؟

الى ذلك، حتى تحديد موعد مناقشة البيان الوزاري في 25 و26 شباط الجاري كاد يتحول الى نقطة تجاذب بعدما كانت احدى القوى الحزبية تريد اثارة الضجيج حول الموعد بحجة ان الرئيس نبيه بري ارجأ هذا الموعد الى الاسبوع المقبل لتكون الجلسات تحت تاثير الاجواء التي يمكن ان تحدثها التظاهرات الشعبية يوم تشييع الامين العام الشهيد حسن نصرالله والسيد الشهيد هاشم صفي الدين الاحد المقبل.

انما في الوقت ذاته، الطرقات مشرعة امام الحكومة لنيل الثقة من البرلمان في ظل محاولات لعدم تحويل الجلسات الى مناسبة لفتح «اوراق النار» اي حول كل ما يتعلق بحرب الاسناد. ذلك ان الوضع بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون واختيار القاضي نواف سلام رئيسا للحكومة، هو للتصدي للمرحلة المقبلة لا للمراوحة داخل المتاهة السياسية السابقة.

وهنا، سؤال يطرح نفسه: «كيف ستكون انطلاقة الحكومة الجديدة بعد قيام جهات بوصفها «غرفة عمليات اميركية» لادارة الدولة»؟

وهنا، قال مصدر في السراي الحكومي للديار بان اختيار الوزراء الذين هم على علاقة مع المؤسسات الدولية المؤثرة على غرار صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يساعد على جذب الاستثمارت للبنان كعامل ضروري في اي خطة لارساء الاستقرار الاقتصادي والمالي والسياسي.

وعليه، من المرجح ان تنال الحكومة الثقة من المجلس النيابي الاسبوع المقبل لينطلق العهد الجديد برئاسة جوزاف عون والرئيس نواف سلام بنهج سيادي اصلاحي يمثل تطلعات جميع اللبنانيين.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر ديبلوماسية للديار بان لبنان مقبل على مرحلة ايجابية في معالجة الازمة الاقتصادية بالوسائل المناسبة وهنا سيكون الدور لبعض الدول الاوروبية وفي طليعتها فرنسا بان يكون الحل جذريا لا مؤقتا. واضافت هذه المصادر ان الرئيس جوزاف عون كونه رئيسا غير محسوب على اي فريق سياسي، مصمم على اعادة تفعيل مؤسسات الدولة وابعاد التجاذبات السياسية التي كانت سابقا تعطل اي انجاز حكومي.

كما ان الدول العربية باتت تنظر الى لبنان بثقة بعد تشكيل حكومة متجانسة تضم 24 وزيرا وتعتمد رؤية اقتصادية واضحة فضلا عن اعلان بيان وزاري متزن الذي من شأن ذلك ان يساعد على بناء الجسور بين هذه الدول والدولة اللبنانية والى استئناف المساعدات المالية والاستثمارية التي ستؤدي الى تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي اللبناني.

القوات اللبنانية: قطار الدولة انطلق في لبنان

من جانبها، اعتبرت القوات اللبنانية ان البيان الوزاري للحكومة هو اول بيان من نوعه منذ عام 1990 حتى تاريخنا اي دون ذكر المقاومة وهذا امر استثنائي اضافة الى حذف «من حق اللبنانيين» الذي كان يفتح الباب للفوضى. وبناء على ذلك، تؤكد المصادر القواتية لـ «الديار» ان هذا البيان يشكل نقلة نوعية باتجاه جمهورية جديدة لافتة الى ان فقرات البيان تلحظ دور الدولة ومركزية الدولة وتطبيق الدستور. وعلى هذا الاساس، ترى القوات اللبنانية في انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتكليف رئيس الحكومة نواف سلام وفي اعلان البيان الوزاري ان قطار الدولة في لبنان قد انطلق.

الخط الازرق.... «خط اميركي»

واذا كان في «اسرائيل» من يصف الخط الازرق بـ «الخط الاميركي» فان التعليقات «الاسرائيلية»، لا سيما على لسان اليمين المتشدد، تشير الى ان الاميركيين والاسرائيليين يسيرون في خط واحد حول كل الملفات المرتبطة بالمسار الاستراتيجي للشرق الاوسط، ويفترقون بالنسبة للموضوع اللبناني.

في التفاصيل، تصر «اسرائيل» بالضغط على لبنان لنزح سلاح حزب الله رابطة اعادة الاعمار بتجريد المقاومة من سلاحها اولا. في المقابل، يشدد الاميركيون ان مسألة سلاح حزب الله يجب ان تحل عبر المؤسسات الدستورية اللبنانية وان اليوم لم يعد هناك مجال للاسرائيلي بالتذرع بالحرب خاصة ان حزب الله خسر سوريا بسقوط نظام الاسد.

الرئيس عون لمستشار الامن القومي الاميركي: لانهاء الاحتلال الاسرائيلي

من جهته، شدد رئيس الجمهورية جوزاف عون لمستشار الامن القومي الاميركي مايك والتز على ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي في النقاط المتبقية داعيا الى تطبيق القرار 1701 فضلا عن ضرورة الاسراع في اعادة الاسرى اللبنانيين المعتقلين في «اسرائيل». وبدوره، قال والتز ان واشنطن ملتزمة تجاه لبنان بالعمل على تثبيت وقف النار وحل المسائل العالقة ديبلوماسيا.

ومن جهة اخرى، لقد بات مؤكدا ان كلاما اميركيا وصل الى كل من الرئيسين عون وسلام حول ضرورة اقرار الاصلاح المالي والاقتصادي فضلا عن اعادة بناء الهيكلية الجديدة للادارة عبر التعيينات الرئيسية في مدة المائة يوم الاولى.


الأكثر قراءة

هل يقطع ترامب رأس نتنياهو؟