اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في عالم البحث المستمر عن وسائل فعالة لإنقاص الوزن، يبرز اسم "أوزمبيك" كعلاج أساسي لمرضى السكري من النوع الثاني، لكنه يثير اهتمام الكثيرين لدوره المحتمل في الحد من الشهية والمساعدة على فقدان الوزن. وفي لقاء خاص لـ"الديار"، توضح اختصاصية التغذية رولا سروع آلية عمل هذا الدواء وتأثيراته المحتملة، مع تسليط الضوء على تجربة سيدة اعتمدت عليه لتحقيق حلمها في الرشاقة.

كيف يعمل أوزمبيك؟

تشرح سروع أن أوزمبيك ينتمي إلى فئة ناهضات GLP-1، التي تحاكي هرمونًا في الجسم يساعد في خفض مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام. هذا الهرمون لا يقتصر دوره على التحكم في نسبة السكر، بل يؤثر أيضًا على الشهية من خلال إبطاء إفراغ المعدة، ما يمنح شعورًا بالشبع لفترات أطول، ويقلل من كمية الطعام المستهلكة.

تضيف سروع: "عندما يشعر الشخص بالشبع لفترة أطول، فإن ذلك يؤدي بطبيعة الحال إلى تقليل السعرات الحرارية الداخلة للجسم، وبالتالي المساهمة في إنقاص الوزن". لكن هذا لا يعني أن الدواء يشكل حلاً سحريًا، إذ لا تزال الحاجة قائمة لاتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة لضمان نتائج مستدامة.

تجربة سمر مع أوزمبيك

سمر، 38 عامًا، حاولت على مدار سنوات التخلص من الوزن الزائد دون جدوى. بعد توصية طبيبها، بدأت باستخدام أوزمبيك بجرعات تدريجية، جنبًا إلى جنب مع تحسين عاداتها الغذائية. في الأسابيع الأولى، لاحظت انخفاضًا واضحًا في شهيتها، لكنها أيضًا عانت من آثار جانبية مثل الغثيان واضطرابات المعدة.

تقول سمر: "كنت أستيقظ صباحًا دون الشعور بالجوع، وهذا لم يحدث معي من قبل". "لكن الغثيان كان مزعجًا جدًا، وكنت أفكر أحيانًا في التوقف عن الدواء." رغم ذلك، وبعد مرور ثلاثة أشهر، فقدت 8 كيلوغرامات، وأصبحت أكثر التزامًا بنظام غذائي صحي. "أدركت أن الدواء يمكن أن يكون وسيلة مساعدة، لكنه ليس حلاً سحريًا، فأنا بحاجة إلى تغيير نمط حياتي للحفاظ على النتائج."

المخاطر والآثار الجانبية

على الرغم من الفوائد المحتملة، تشير سروع إلى أن أوزمبيك يحمل بعض المخاطر. فقد سجلت التجارب السريرية آثارًا جانبية شائعة مثل الغثيان، التقيؤ، الإسهال، آلام المعدة والإمساك. إضافة إلى ذلك، فإن هناك مخاوف تتعلق بسرطان الغدة الدرقية بناءً على دراسات أجريت على القوارض، ما يجعل الدواء غير مناسب للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع هذا النوع من السرطان.

كما أن الجرعات المستخدمة لإنقاص الوزن، والتي تصل إلى 2.4 ملغ أسبوعيًا، لم تحصل بعد على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، مما يعني أن استخدامها لهذا الغرض لا يزال تحت الدراسة.

هل يستحق الأمر؟

تختتم سروع حديثها برسالة واضحة: "لا يوجد حل سريع لإنقاص الوزن. أوزمبيك قد يساعد، لكنه ليس بديلاً عن نمط حياة صحي. قبل التفكير في استخدامه، يجب أن يكون هناك التزام بنظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة، مع استشارة طبيب مختص لتحديد مدى ملاءمته لكل شخص على حدة."

وبينما تختلف التجارب الفردية، يبقى السؤال مطروحًا: هل يستحق الأمر المجازفة بالآثار الجانبية من أجل خسارة الوزن؟ أم أن الطريق الأكثر أمانًا يظل في اتباع أسلوب حياة متوازن؟

الأكثر قراءة

أحد تجديد العهد... وداعٌ بحجم القضية والتاريخ