اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


انتهى التشييع ولم تنته تردداته، رغم اقرار المراقبين بان حزب الله دخل مرحلة جديدة من عمله، قد تكون المحطة المفصلية الثالثة في تاريخه من 1985 الى اليوم وبينهما محطة 1990. فمن النقاش ووجهات النظر حول عدد المشاركين، وما يحمله من اشارات ومعان، الى كلمة امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم وما حملت من رسائل، توزع الاهتمام ونقاش الصالونات السياسية والديبلوماسية والشعبية، عشية جلسات مناقشة الموازنة العامة، التي ستشكل الاختبار والمحطة الاولى في مشوار حارة حريك.

في كل الاحوال، لم يكن مهما تعداد الحضور بقدر فهم مضامينه، لجهة نجاح الحزب في بيان استحالة محاصرته، والاهم الرسائل السياسية التي ارسلها الشيخ نعيم قاسم، لجهة انه جاء محملا بالايجابيات، والتي يمكن اختصارها بالنقاط التالية:

- تركيزه على البيعة والمقاومة واستمرارها ووجودها عددا وعدة وشعبا، وعن نصرها الحتمي، وهو طبيعي في توجهه لجمهور الحزب، خصوصا انه يمنحه الشرعية الشعبية، بعدما نال الشرعية الحزبية بانتخابه امينا عاما، وشرعية الولي الفقيه، بتعيينه ممثلا للمرشد الاعلى في لبنان، لتكتمل بذلك العناصر المساعدة له في قيادة الحزب وبيئته خلفا للسيد حسن نصرالله.

- تأكيده على متابعة ومواكبة حزب الله لتحرك الدولة الديبلوماسي لتحرير ما تبقى من اراض محتلة، ليبنى على النتائج مقتضاها، عند مناقشة الاستراتيجي الدفاعية، ومن ضمنها مدى استفادة لبنان من المقاومة ووجودها.

وترى المصادر في تلك الخطوة المتقدمة، احراجا لرعاة الاتفاق الدوليين، كما للاطراف المحليين، اذ بدا واضحا بين اسطر الكلام، ان المقاومة على جهوزيتها، الا ان تحركها ومبادرتها، يبقيان ملكا لها ولحساباتها، ما يعني ان قرار الحرب والسلم لا زال في يدها، وان علق العمل به راهنا.

- اعادة تأكيده على قرار حزب الله المشاركة في بناء السلطة الجديدة، والتي شكل الاساس فيها، من خلال مشاركته في الحكومة، وقبلها كونه جزءا من التسوية التي اوصلت الرئيس جوزاف عون الى بعبدا.

لكن الاهم يبقى في اشتراطه المشاركة تحت سقف الطائف، وفي ذلك رسائل الى السنة في الداخل، مع ما يعنيه ذلك في ما خص وزارة المالية والمثالثة، والى الخارج وتحديدا الرياض.

- اشارته الى ان ما سبق سيترجم داخل الحكومة، من خلال المشاركة الفاعلة في خطة الانقاذ والنهوض الاقتصادية، كما فيما خص خطة اعادة الاعمار.

مصادر رافقت الاحتفال، توقفت باهتمام عند نقطة مهمة، كاشفة ان الامين العام وفي خطابه الذي استمر لاكثر من نصف ساعة، لم يأت على ذكر كلمة "السلاح"، ما رأت فيه فتحا للباب امام التواصل مع الاطراف السياسية الاخرى في البلد، ومدا لليد للتعامل بوصفه مكونا اساسيا في النسيجين الاجتماعي والسياسي.

بعبارتين يمكن اختصار خطاب الشيخ نعيم، "لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه"، و"في البلد لا يوجد لا رابح ولا خاسر وان على الجميع التنافس لخير البلد". فهل نحن امام حزب بخيارات وتوجهات جديدة وتكتيكات مختلفة؟ وهل ينجح الحزب في رسم فصل جديد من فصوله؟ ام تبدأ مرحلة جديدة مختلفة عن كل ما سبق؟ وكيف ستكون علاقاته مع الداخل والخارج؟ واين سيتموضع؟ والاهم كيف سيجمع بين تمسكه بالمقاومة والسلاح، ومشاركته في قيام الدولة ونهوضها؟




الأكثر قراءة

كوريا الشمالية: على أميركا التخلي عن تهديداتها العسكرية إذا كان لديها مخاوف بشأن سلامة أراضيها