بخلاف طرقات لبنان "المجلدة" ونسب "التزحيط" وحوادثها الكثيرة، بدا طريق الحكومة السلامية نحو الثقة سالكا وآمنا، بفعل الجرافات والكاسحات الفرنسية والسعودية، التي عملت طوال ايام على تأمين اكثرية معتبرة، لحكومة وظيفتها على "قدها" رغم تكبيرها لحجرها، وفق اجماع النواب والقوى السياسية، فيما المحيط المشتعل يكاد يتخطى كل ما قد يكون من الممكن لها ان تنجزه، سياسيا واعماريا.
ففي السباق الداخلي المشتعل، تتسارع الاحداث والتطورات الاقليمية من سوريا الى ايران، بما يوحي بان الزمن القادم "زمن عواصف" و"سلم ترامبي" مصبوغ بالاحمر، يشكل رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتانياهو حجر الزاوية في مشروعه، حيث كل الامكانات والطاقات الاميركية مجيرة لصالحه ولصالح حماية ائتلافه الحاكم، "الضروري والكافي" لتحقيق الرؤية الاميركية الجديدة.
وفيما تبحث بيروت عن سبل ديبلوماسية تسمح لها بتحرير ما تبقى من اراضيها المحتلة جنوبا، بعدما مرر حزب الله الطابة لملعبها، خرج مستشار الامن القومي الاميركي ستيف ويتكوف ليعلن ان لبنان وسوريا، وبعد التطورات الاخيرة باتا مرشحين جديين للانضمام لاتفاقات "ابراهامز"، اي للسلام والتطبيع مع "اسرائيل".
كلام تزامن مع حدثين بارزين مفاجئين:
- الاول ميداني، ساحته الجنوب السوري، حيث يبدو ان "تل ابيب" تعتزم تنفيذ عملية عسكرية كبيرة، قد تجعل من دمشق العاصمة العربية الثانية التي تدخلها بعد بيروت، مقابل ترحيل اكثر من نصف مليون فلسطيني من غزة الى الشمال السوري، في مشروع مخفي لاعادة احياء حلف الاقليات، من خلال ربط "اسرائيل" بالتنف وبكردستان.
- الثاني فسياسي لبناني، حيث كشف النائب وائل بو فاعور ان مسؤولين لبنانيين كبارا سمعوا من الجانب الاميركي كلاما واضحا حول التطبيع مع "اسرائيل"، وهو امر خطير جدا قد يؤدي الى انفجار الوضع الداخلي اللبناني، دون ان يسمي من هي تلك الشخصيات او ردة فعلها على ما طرح.
اوساط لبنانية مقربة من الادارة الاميركية، اعادت الموضوع الى الوثيقة التي وقعها "المرشح دونالد ترامب" غداة زيارته الى ولاية ميشيغان، والتي تضمنت اكثر من بند اهمها "السلام مع اسرائيل"، معتبرة ان لبنان سيكون امام خيارات صعبة في الايام القادمة، تتطلب قرارات اصعب، متحدثة عن معادلات جديدة نسفت تلك القديمة التي كانت قائمة.
وتتابع الاوساط بان ما كان يتردد في السابق عن تطبيع مقابل الغاء ديون الدولة، قد سقط عمليا وباتت المعادلة اليوم، التطبيع والتوطين مقابل الاعمار، وعليه فان اي اموال او مساعدات للاعمار لن تصل الى لبنان، معتبرة ان الكونغرس الاميركي قرر اعتماد سياسة متشددة تجاه لبنان وكذلك الادارة، عبر اقرار سلسلة قوانين واوامر تنفيذية، موجعة بالنسبة للبنان.
وختمت الاوساط بان لبنان يقف اليوم امام مفترق طرق اساسي، تطرح معه مسألة الكيان والدولة والحدود والنظام، في ظل التغيير اللاحق بخريطة المنطقة ودولها، والذي لن يستثني لبنان بطبيعة الحال، وهو ما يمكن التقاطه في كلام الامين العام الحزب الشيخ نعيم قاسم الاخير، حين تحدث عن لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه، وعن معادلة لا غالب ولا مغلوب.
يتم قراءة الآن
-
حصار بالنيران جنوباً وشرقاً.. دمشق تواكب التصعيد «الإسرائيلي» إتصالات مع اشنطن وأنقرة... وتعليمات للجيش بردّ حاسم سباق فرنسي ــ أميركي لتعيين حاكم مصرف لبنان الجديد!
-
"الحاخام" قال: منازلكم قبوركم
-
البقاع ليس الساحل السوري بل مقبرتكم .....
-
ادمون شحادة لـ"الديار": نادم على ضياع سنوات من عمري وتراجع موهبتي الكروية
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:31
3 غارات أميركية على مواقع حوثية في صعدة شمال اليمن
-
22:23
تجدد الاشتباكات على محور حوش السيد علي شمال الهرمل بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة وسقوط قذيفة بالقرب من حاجز للجيش اللبناني عند مدخل البلدة
-
21:54
هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني: خلافات داخل الأجهزة الأمنية بشأن جدوى الهجوم المفاجئ على غزة
-
21:12
الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق على علو منخفض في أجواء بعلبك شرقي لبنان
-
20:09
مظاهرة في تل أبيب للمطالبة بالعودة إلى صفقة التبادل
-
19:55
الكرملين: روسيا ستقوم بتسليم أوكرانيا 23 جنديا من ذوي الإصابات البليغة وبوتين أكد لترامب ضرورة وقف أوكرانيا لعمليات التعبئة والتسليح
