اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اجتمعت الفنانات على فنجان قهوة لتخرجن بمقترح جامع بإقامة معرض يتضمّن مجموعة أعمال تشكيليّة لكلٍّ منهن، مع العلم أن الأعمال، واتجاهات الفنانات المشاركات، تحمل رؤىً ومسارات وتطلعات مختلفة واحدتهن عن الأخرى.

استضاف محترف ماهر العطار في الجميزة ببيروت معرضاً أشبه بالصدفة لأربع فنانات لبنانيات، تحت "عنوان أربعة في الضوء Four in Focus"، وهنّ ريما الشاعر، ليلى قانصوه، لميا خوري، وماري تيريز زوين.

اجتمعت الفنانات على فنجان قهوة لتخرجن بمقترح جامع بإقامة معرض يتضمّن مجموعة أعمال تشكيليّة لكلٍّ منهن، مع العلم أن الأعمال، واتجاهات الفنانات المشاركات، تحمل رؤىً ومسارات وتطلعات مختلفة واحدتهن عن الأخرى.

بذلك، جمع المعرض مجموعة متنوعة، من التجريد، والانطباعية، والتعبيرية، والرمزية، بأساليب مختلفة، بحسب شخصية الفنانة، والحالة التي عاشتها، وما مرّت بها من تجارب، ولم يكن بالإمكان عزل التطورات المتلاحقة، والأحداث عن الأعمال، فكان المعرض أشبه بالفسيفساء الفنية ازدانت بها الطبقة الأولى من المحترف.

ريما الشاعر: غزة الجرح النازف

الفنانة ريما الشاعر، تمثّلت بــ 5 لوحات، أبرزها، وأكثرها حداثة هي لوحة غزة، الجرح النازف، وما بعد غزة، كما شاءت الشاعر التصريح به، مضيفة أن اللوحة "تجريدية، وقد فرض موضوع غزة نفسه على اللوحة في لحظة غضب، وتوتر كبير أمام المشاهد المذهلة التي وردت من القطاع".

صرخة غزة تتضمن معنى رافضاً لاستمرار الحروب، والاعتداءات على المدنيين الآمنين، ف"طريقة عملي في الفن التجريدي تنبع مما يجول في خواطري، وأحاسيسي ولا أجد ما أعبر به عن نفسي بصدق مثل التجريد"، تقول الشاعر، مردفة إنه "بالتجريد يمكن الانسان إيصال الرسالة التي يريد".

وقالت إن التجريد ليس استسهالاً فنياً على ما يعتقد البعض، فهو يحتاج لتقنيات وخبرات معمّقة، وقدرة على استخدام المواد بطريقة احترافية، وبالتجريد أشعر أنني أستطيع أن اعبر عن نفسي بصورة أفضل".

من لوحاتها، واحدة تناولت انفجار الرابع من آب في مرفأ بيروت، ولوحات أخرى عن أحياء تراثية تقليدية من بيروت كعين المريسة، وواحدة توحي بأحزمة البؤس، وهي بألوان فرحة، ف"أحزمة البؤس، رغم فقرها، غنية بالتنوع، والألوان، وما هو حيوي في الحياة"، بنظر الشاعر.

الشاعر فنانة متعددة المواهب والاختصاصات، لها ثلاثين سنة خبرة فنية، تحمل شهادات في الفنون الجميلة والهندسة الداخلية من الجامعة اللبنانية- الأميركية، وعملت في مجالات التصوير، والنحت، والتصميم، والرسم التجريدي.

عرضت أعمالها في معارض إفرادية، وأخرى جامعة في بيروت، وتهتم موضوعاتها بتجارب الأمومة في فضاء مديني متقلب. كما عملت في مجال الهندسة الداخلية، ودرّست الفنون والتصميم في برامج خاصة في الجامعة الأميركية في بيروت. لها محترف خاص بالفن والتصميم، حيث تمارس حرفتها وتتفاعل فيه مع طلابها، وفنانين آخرين.

لميا خوري: لكل لوحة قصة

أعمال خوري تعبيرية بحتة، بالأكريليك والفحم، كما تعتمد التجريد في رسوماتها. استخدمت الخطوط الملتوية، والدوائر في لوحاتها ومن ضمن هذه الحركة الدائرية رسمت الوجوه بما يشبه الانتقاد، أو السخرية كأنها توجه رسالة عبر الوجوه والأشكال غير محددة الاتجاه.

تشدّد خوري في آرائها عن الفن على "أهمية الفن في تخفيف الشعور بالإحباط عند الانسان، خصوصاً في ظل الأوضاع التي نعيش"، كما قالت في افتتاح المعرض، مشيرة إلى أن "لكل لوحة قصة معيّنة، كل يراها من الزاوية التي تناسبه، من دون أن يضطر الرسام إلى شرح عمله الفني".

وخوري دكتورة بالقانون الدولي تمارس المحاماة بين بيروت وباريس. كما أنها كاتبة، نشرت آخر مؤلف لها تحت عنوان "حوار بين بيروت وباريس على الواتسآب" عن دار هاشيت بفرنسا. وهي فنانة مولعة بالفن، ونحاتة شاركت في العديد من المعارض وأحدثها في معرض بيروت للفنون، وفي كاروسيل دو لوفر في باريس.

ليلى قانصوه: فلسفة وفن

مجموعة قانصوه تضمّنت ما أسّسته من أسلوب فلسفي في عملها الفني، يثير الجدل بسوريالية سلسة، وتستخدم الرموز في العديد من أعمالها، وفي الأعمال قوة تأليف وتعبير، وهي تعطي أهمية للموضوع في اللوحة.

لقانصوه 36 سنة من الخبرة الفنية شاركت خلالها في العديد من المعارض، والسمبوزيومات مثل "بينالي الفن الدولي"، ومعارض في غاليريهات متعددة، ومهرجانات فنية، وفن الشارع -الرصيف، وأعطت دروساً بالعلاج بالفن، وطبّقته في المدارس الرسمية اللبنانية.

أقامت 9 معارض إفرادية، وشاركت بما يناهز 70 معرضاً محلياً وعالمياً. بعض مجموعاتها معروضة في بيت الأمم المتحدة في بيروت، وفي مؤسسات أكاديمية. تعمل أيضاً في مجال تصميم الجواهر، وهي عضو في "الجمعية اللبنانية للرسم والنحت".

تيريز زوين: تشكيل ونحت

تنوعت معروضات زوين بين التشكيل والنحت، فقدمت لوحات كلاسيكية انطباعية، بألوان الطبيعة، شفافة في التعامل مع اللون، وتنحو نحو التعبير عن الفرح المستمد من الطبيعة وألوانها الزاهية. مما عرضته منحوتتين برونزيتين، واحدة تمثل الدرويش الراقص بالفتلة، والثانية لراقصة متمايلة.

وزوين كاتبة وناقدة فنية، وصحفية، ورسّامة، تحمل الإجازة في علم النفس، وماستر في الإعلام، وماستر في النقد الفني، وتنظيم المعارض من الجامعة اليسوعية في بيروت، وتابعت دراسة الفن، وممارسته في العديد من الأكاديميات منها معهد مايكل أنجلو، والأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة. شاركت في العديد من المعارض الجامعة في بيروت، وباريس، والبندقية، ولها معرض إفرادي سنة 2019.

الأكثر قراءة

سقوط المشرق العربي جرس إنذار للسعودية ودول الخليج