اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


احد لم يكن يتوقع غير ما اعلنه وزير الدفاع "الاسرائيلي"، من ان واشنطن اعطت الضوء الاخضر لـ "تل ابيب" للتحرك في لبنان. وحدهم المسؤولون الرسميون في لبنان، "مصدقين" وقوف الولايات المتحدة الى جانبهم، وممارستها الضغوط على "اسرائيل" لوقف اعتداءاتها وتنفيذ انسحابها الكامل، مستندين الى مؤشرات ومعلومات، تبين الوقائع الميدانية عكسها.

فلا واشنطن مستعدة لكسر حلفها مع بنيامين نتانياهو، حصانها الرابح في المنطقة، كرمى لعيون لبنان، ولا "تل ابيب" جاهزة لوقف مشروعها الذي انطلق لقلب وجه الشرق الاوسط، بدعم وتأييد "ترامبي" كامل قد لا تتكرر فرصته مرة جديدة.

وسط هذا المشهد، رمى حزب الله كرة الوضع في الجنوب في حضن الدولة اللبنانية والعهد الجديد، الذي قد يكون تسرع في قراءته للتسوية التي سدت الفراغ الدستوري، ما قد يضعه امام معضلة كبيرة في الاسابيع والاشهر القادمة، مع تعثر خطط اعادة الاعمار من جهة، واستمرار الاعتداءات والخروقات من جهة ثانية، في طول الاراضي اللبنانية وعرضها.

زاد من طين هذا الوضع بلة المواقف الاميركية الصريحة، التي بدأت مع تصريحات الوسيطة مورغان اورتاغوس من على منبر بعبدا، ولم تنته مع اعلان المبعوث الاميركي الى المنطقة ستيف ويتكوف، ما خفي من جبل الجليد، والذي حتى الساعة لم يصدر أي موقف رسمي ردا عليه، رغم اعتقاد الكثيرين ان ما يطرح لن ينتج عنه سوى تفجير لبنان من الداخل، قد يكون تمهيدا لرسم خارطة جديدة للمنطقة.

فالتبريكات الدولية والمحلية، ودعوات المصالحة والمصارحة، لن تغير من طبيعة المعركة، او تقلل من الصعوبات الكبيرة الماثلة امام لبنان في حشد الدعم الدولي، لدفع "إسرائيل" للانسحاب من النقاط التي لا تزال تحتلها، او من عملية إعادة الاعمار، التي لن تكون قبل الاصلاح السياسي والاقتصادي.

وفي هذا الاطار، تشير مصادر ديبلوماسية الى ان كلام المسؤولين اللبنانيين، ومحاولاتهم تبرير تقاعسهم عن تنفيذ الالتزامات التي تعهدوا بها، تحت حجج قديمة عنوانها الوحدة الوطنية والتماسك، لم تعد مهمة، لذلك المطلوب اليوم افعالا، وهو ما لم يبلغ بعد السقف المطلوب، داعية الى عدم التعويل على اقناع الجانب الاميركي بالتخلي عن دعم "اسرائيل".

ورأت المصادر ان "اسرائيل" تسعى من خلال تصعيدها، سواء عبر الغارات او "التوغلات الليلية" في المنطقة الممتدة بعمق كيلومترا ونصف من الخط الازرق، والتي لا تزال حتى الساعة خالية من أي وجود عسكري لبناني او دولي، وحتى من السكان، نتيجة تحولها الى منطقة غير صالحة للعيش والتنقل، نتيجة التغيير الحاصل في جغرافيتها، اظهار لبنان غير ملتزم بالاتفاق وغير متعاون مع لجنة المراقبة الخماسية وآلية عملها، خصوصا ان ثمة اجراءات محددة قد وضعت في هذا الخصوص للتعامل مع أي خرق او اشتباه.

وتابعت المصادر، ان عشرات التهديدات تصل الى لبنان يوميا، وآخرها ما سرب عن ان سلاح الجو "الاسرائيلي" يعتبر الضاحية الجنوبية من ضمن منطقة عملياته العسكرية، وبالتالي فان بنك اهدافه لا يزال كبيرا، وهو مستعد لتنفيذ ضربات تخدم مشروعه ومخططاته.

وحول ما حدث خلال يوم التشييع من استفزازات مع تحليق طائرات الـ "اف-15" والـ "اف – 35" فوق بيروت على علو منخفض، والغارات الـ 14 التي نفذت، رأت المصادر ان هذه الاحداث، لا تدرج في اطار الخروقات اليومية، انما جاءت بهدف ايصال رسائل معينة لحزب الله. وبالتالي، فان هذه الغارات نفذت دون ابلاغ لجنة المراقبة، واستهدفت مواقع مفتوحة بغالبيتها.



الأكثر قراءة

«إسرائيل» بدأت إنشاء فصائل عس.كريّة لحماية المناطق العازلة ...التعيينات الأمنيّة والتسريبات إحتفال حاشد لـ«الإشتراكي» في 16 آذار