الوضع في سورية يتجه الى الانفجار، بعد ان بدأت تتظهر ملامح القيادة الجديدة في سورية برئاسة احمد الشرع، وهي قيادة الغائية ترتكز على الفقه الاسلامي السلفي، في مقاربة شؤون السلطة والجيش والمجتمع السوري. ذلك ان الحكم الجديد السوري قسم المجتمع الى ثلاثة اجزاء وهي : اهل الكتاب، المسلمون ، المسحيون والكفار. وهنا الدروز والعلويون والشيعة هم كفار بالنسبة للسلفيين حيث لا يعتبرونهم مسلمين، في حين ان السلفيين المسلمين يرضون التعامل مع المسيحيين ضمن قوانين المفهوم السلفي.
وعليه، من ضمن القرارات التي اتخذها الحكم السوري الجديد، قرار بمنع الدروز والعلويين والشيعة من الانخراط في الجيش السوري، ويسعى الحكم لبناء جيش مكون من الاكثرية السنية. اما السوريون المسيحيون فيدخلون المؤسسة العسكرية بسبب التجنيد الاجباري. علاوة على ذلك، فان القرارات تضمنت منع العلويين والدروز من ان يكون لهم مدارس، وان يكونوا ايضا اساتذة تعليم، الى جانب حرمانهم من تعويضات نهاية الخدمة.
وفي الساحل السوري حيث الاغلبية تتكون من العلويين والمسيحيين، يعيش السوريون في حالة اجتماعية بائسة، حيث يعانون من الفقر والعوز والجوع، فضلا عن ان نسبة البطالة وصلت الى اعلى مستوياتها. وقد حاول بعض المشايخ العلويين التواصل مع "هيئة تحرير الشام" لايجاد حل لهذه المشاكل المعيشية، غير ان شجونهم ومطالبهم لم تلق آذانا صاغية لدى الشرع.
وللاسف، يقول ديبلوماسي سوري ان قلة من العلويين استفادوا من امتيازات سلطة الاسد، بينما كانت الاكثرية العلوية فقيرة، والآن تنتقل من الحكم الصارم الاسدي الى "العبودية" في ظل القيادة الجديدة السورية. ويشير الديبلوماسي الى انه اذا استمرت الاوضاع في الساحل السوري على غرار ما يحصل في جرمانا وفي السويداء مع الدروز، فان العلويين حتما سيطالبون بحماية خارجية.
اما بالنسبة لوضع الاكراد في سورية ودعوة عبدالله اوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، جماعته الى القاء السلاح، فهذا مؤشر واضح ان هناك صفقة تتحضر بين اوجلان وتركيا.
ومن جانب السوريين الدروز، فهم ايضا يعانون الامرين في ظل حكم الشرع، حيث يمرون بمصاعب معيشية كبيرة وايضا من استبداد السلطة الجديدة. وحاليا تحاول "اسرائيل" جذبهم اليها، وقد اظهر الدروز ميلا للجوء الى الحماية "الاسرائيلية"، هربا من حكم الشرع، ولكن لا يعلم دروز سورية وهم من الاقليات، انهم قد يتحولون الى كبش فداء في لعبة الامم، لان "اسرائيل" لا تعير اهتماما لاي اقلية مظلومة، بل كل ما تريده هو التوسع وقضم اراض عربية جديدة، تحت راية حماية حقوق جهة تتعرض للاضطهاد.
ولذلك حسنا فعل رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط بتحذير دروز سورية من الوقوع في مكائد الصهيونية، لانه يعلم ان "اسرائيل" اليوم تمد يدها الى الاقليات في سورية، ولكن اذا تم التطبيع مع الحكم السوري فتكون الدولة العبرية استخدمت الدروز كحصان طروادة لاحتلال اراض سورية، ومن بعدها تتخلى عنهم وتتعاون مع الاكثرية الحاكمة، فتتحول الاقليات في المجتمع السوري الى كبش فداء.
انطلاقا مما ذكرناه، بدأ الوضع الداخلي الديموغرافي يتفجر في سورية، وهذا يشير الى استحالة قيام نظام مركزي في بلاد الشام، رغم الاجتماعات الوطنية التي لن تجدي نفعا، اذا تمسكت القيادة الجديدة السورية بالفقه الاسلامي السلفي قاعدة لحكمها.
خلاصة القول، ان انفجار العامل الديموغرافي يؤدي حتما الى تقسيم جغرافي جديد، واليوم تبدو المناطق الدرزية الاكثر قربا من الانفجار وفي الذهاب نحو التقسيم، ومن ثم سيأتي دور الساحل السوري العلوي والمسيحي الذي سينفجر ايضا، ويستدعي تدخلا خارجيا ربما فرنسيا او بريطانيا او اميركيا.
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:33
الشرع لـ السيسي: حريصون على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية وخاصة مصر
-
23:33
رويترز: السيسي يدعو إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تشمل جميع أبناء الشعب السوري خلال لقائه مع الشرع
-
23:02
الرئيس عون ملتقياً السيسي: سألبي لاحقاً الدعوة لزيارة جمهورية مصر العربية وسأستمر في الاتصالات من أجل تنفيذ إسرائيل للاتفاق الأخير في ٢٧ تشرين الثاني الماضي
-
22:59
تحليق للطيران الحربي المعادي في أجواء البقاع على علو منخفض
-
22:57
وزير خارجية مصر: تم الاتفاق على أسماء أعضاء اللجنة التي ستدير غزة لـ 6 أشهر
-
22:08
حماس ترحب بدعوة الرئيس الفلسطيني لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وبخطة إعادة الإعمار التي اعتمدتها القمة العربية في بيانها الختامي
