اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كشفت دراسة حديثة أنّ البشر استخدموا وسائل نقل بدائية قبل نحو 20 ألف عام، وهو اكتشاف يعيد رسم تاريخ التنقّل البشري في العصور القديمة.

وجاء ذلك بعد العثور على آثار جرّ متوازية إلى جانب بصمات أقدام بشرية في متنزّه "وايت ساندز الوطني" بولاية نيو مكسيكو الأميركية، مما يشير إلى استخدام أداة نقل قديمة قبل اختراع العجلات بآلاف السنين.

ووفقاً للنتائج التي نشرتها مجلة "Quaternary Science Advances"، فإنّ فريقاً بحثياً من جامعة بورنماوث البريطانية اكتشف هذه العلامات التي تمّ حفظها في طبقات من الطين الجاف المدفون تحت الرواسب، مما يشير إلى أنها تشكّلت بواسطة أداة نقل بدائية تُعرف باسم "الترافوا".

و"الترافوا" أداة تتكوّن من عمودين خشبيين مربوطين معاً، كان يستخدمها السكان الأصليون في الأميركيتين لنقل البضائع على مدى التاريخ. غير أنّ هذا الاكتشاف الجديد يشير إلى أنّ تقنية "الترافوا"، قد تكون أقدم بكثير مما كان يُعتقد سابقاً، مما يعيد النظر في تاريخ تطوّر وسائل النقل البشرية.

وقال الباحث ماثيو بينيت، أحد المشاركين في الدراسة، في تصريح لمجلة Archaeology Magazine: "نعلم أنّ أسلافنا الأوائل استخدموا وسائل معيّنة لنقل ممتلكاتهم أثناء الهجرة عبر العالم، لكنّ معظم الأدلة على هذه الوسائل اختفت بسبب تحلّل المواد الخشبية. ومع ذلك، فإنّ هذه الآثار تمنحنا أوّل دليل على كيفيّة نقل البشر للأحمال الثقيلة قبل ظهور المركبات ذات العجلات".

ويشير التحليل إلى أنّ بعض المسارات المكتشفة، والتي يصل طولها إلى 165 قدماً، قد خُلِّفت بواسطة ترافوا على شكل "X"، في حين أنّ الاختلاف في أحجام آثار الأقدام المحيطة بها يشير إلى أنّ الأطفال ربما كانوا ضمن المجموعة التي استخدمت هذا الشكل من النقل.

وقارن الباحثون المشهد بعائلة حديثة تدفع عربة تسوّق، ولكن من دون عجلات.

وللتأكّد من صحة فرضيّتهم، قام الباحثون بسحب نسخة طبق الأصل من "الترافوا" عبر سهول طينية في دورست، بالمملكة المتحدة، وعلى ساحل ولاية ماين في الولايات المتحدة. وأكدت التجارب أنّ العلامات الناتجة عن هذه العملية تطابق تماماً الآثار المكتشفة في "متنزّه وايت ساندز"، مما يدعم فكرة أنّ هذه العلامات تعود إلى استخدام أداة النقل البدائية.

وكانت الأبحاث السابقة قد كشفت عن آثار أقدام بشرية في المنطقة نفسها يعود تاريخها إلى نحو 23 ألف عام، بينما كان الاعتقاد السائد أنّ البشر دخلوا قارة أميركا الشمالية قبل نحو 15 ألف عام فقط.

ومع ذلك، فإنّ اكتشاف آثار "الترافوا" يفتح الباب أمام احتمالات جديدة حول توقيت وطبيعة الهجرات البشرية الأولى إلى القارة.

وفي هذا السياق، أكدت سالي رينولدز، العالمة المتخصصة في علم الحفريات بجامعة بورنماوث والمشاركة في الدراسة، أنّ "كلّ اكتشاف جديد في وايت ساندز يضيف المزيد من الفهم لحياة البشر الأوائل الذين استوطنوا الأميركيّتين. كان هؤلاء أوّل المهاجرين إلى أميركا الشمالية، ودراسة أساليب تنقّلهم ضرورية لفهم قصتهم بشكل أعمق.

الأكثر قراءة

المعادلة «الاسرائيلية»: التطبيع مع الطوائف اذا فشل مع الدولتين اللبنانية والسورية «أم المعارك» على قانون الانتخابات والاتجاه لصوتين تفضيليين الاستعدادات اكتملت في المختارة لإحياء ذكرى 16 اذار