باغتت المهل الدستورية الاحزاب المنهمكة بلملمة اوضاعها بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان والتأقلم مع المتغيرات الكبرى التي شهدتها المنطقة وانعكست داخليا في استحقاقي الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة. فأقل من شهرين هي المهلة التي تفصلنا عن موعد الانتخابات البلدية التي اعتقد كثيرون، قبل انجاز الانتخابات الرئاسية، انه سيكون مصيرها للمرة الرابعة التأجيل وبخاصة بعد الحرب الضارية التي تعرض لها لبنان ولا يزال في خضمها. لكن وبعد تكوين السلطة من جديد ورفع رئيسي الجمهورية والحكومة لواء الاصلاح وبناء الدولة، بات من المستحيل ان يقبل الرجلان أي تأجيل للاستحقاق البلدي ايا كانت الحجج والمبررات، لذلك سيكون على الاحزاب كما كل المعنيين بالشأن البلدي الاستنفار للاعداد جيدا لانتخابات ستكون نتائجها ملزمة للسنوات ال٦ المقبلة.
وتشير مصادر رسمية الى ان اهمية هذه الانتخابات تكمن في أن البلديات التي سيتم انتخابها ستشرف على عملية اعادة الاعمار وستؤدي ادوارا كثيرة في هذا المجال كما انها وفي حال اعتماد نظام اللامركزية الادارية في السنوات القليلة المقبلة فان صلاحيات هذه البلديات ستصبح واسعة جدا ما يجعل المهتمين بالعمل بالشأن العام يستقتلون للوصول الى المجالس البلدية.
وتوضح المصادر في حديث لـ "الديار" ان البعض لا يُدرك راهنا اهمية هذا الاستحقاق ويعتقد ان الجهود يفترض ان تنحصر بالاستعداد للانتخابات النيابية التي باتت هي الاخرى قاب قوسين او ادنى.
لكن وبما ان الانتخابات البلدية ستكون اول امتحان للاحزاب بعد كل المتغيرات التي شهدها البلد، فان نتائجها ستكون لا شك مؤشرا لما قد تكون عليه نتائج الاستحقاق النيابي.
فـ "الثنائي الشيعي" مثلا يصر على اجراء الانتخابات البلدية حتى في المناطق الحدودية المدمرة لعلمه بأن هناك التفافا شعبيا حوله غير مسبوق. كما انه وبحسب مصادر مطلعة "يريد ان تكون نتائج هذا الاستحقاق رسالة للداخل والخارج مفادها ان جمهور "الثنائي" لم يتأثر قيد انملة بالحرب الكبرى التي شنت عليه ولا تزال مستمرة بأشكال شتى، وانه يدعم خيار المقاومة حتى النهاية وايا كانت التضحيات".
وتضيف المصادر لـ "الديار":"تماما وكما كان تشييع "السيدين" استفتاء شعبيا يؤكد التمسك بهذا الخيار، فكذلك نتائج الانتخابات البلدية ومن بعدها الانتخابات النيابية ستكون مفصلية في هذا المجال".
ولا يشكل الاستحقاق المقبل امتحانا حصرا لـ "الثنائي" بحيث ان حزب "القوات اللبنانية" سيحاول من خلاله استثمار كل التطورات التي شهدتها المرحلة الماضية لمصلحته وفرض نفسه ممثلا اول للمسيحيين. بالمقابل، سيسعى "التيار الوطني الحر" لتثبيت نفسه ممثلا اقله لنصف الشارع المسيحي والعمل على "شدشدة" قواعده الشعبية التي اصيبت بانتكاسات كبيرة سواء نتيجة ما شهده عهد الرئيس ميشال عون او نتيجة خروج عدد من النواب وصرف عدد منهم.
ولم يعد خافيا ان الاستحقاق البلدي سيشكل عودة تيار "المستقبل" الى الساحة السياسية، وهو سيكون استفتاء جديدا على شعبيته داخل الشارع السني وسيحاول من خلاله التأكيد ان زعامة سعد الحريري لم تهتز لا بل ازدادت بعد فشل كل الحالات السنية الاخرى بانشاء اي حيثية شعبية رغم انسحاب الحريري لسنوات من العمل السياسي.
لكن يفترض بنهاية المطاف التأني في قراءة نتائج الاستحقاق البلدي، لان العامل العائلي يؤدي دورا اساسيا فيه بخلاف الاستحقاق النيابي حيث الكلمة النهائية للسياسة والاحزاب. فهل تكون نتائج هذه الاستحقاقات انعكاسا للمتغيرات الكبرى ام انها سترسخ الانقسامات المعتادة في المشهد اللبناني ما يوجب على كل القوى التواضع والجلوس حول طاولة واحدة للنقاش بهواجس بعضها بعضا وصياغة السياسات الكبرى على هذا الاساس؟!
يتم قراءة الآن
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
هل سيستقبل لبنان الشيباني بعد تهديدات الشرع؟ موسم الاصطياف ينعش لبنان رغم شائعات الحرب قانون الانتخابات محور الصراعات الكبرى والجنوب محاصر بالمسيّرات
-
باراك يقدّم العصا على الجزرة وعلامات استفهام حول تهديد وجود لبنان تصريحات المبعوث الأميركي تتناقض مع أجواء زيارته إلى بيروت 3 انواع للموقوفين والسجناء السوريين وتواصل لبناني سوري لمعالجة الملف
-
ليكن عون قائدًا للمسيحيين والمسلمين
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
10:18
تحليق للطيران الحربي "الإسرائيلي" في أجواء بعلبك
-
10:07
يقوم العدو "الٳسرائيلي" في هذه الٲثناء بـعملية تمشيط كثيفة في اتجاه ٲطراف بلدة علما الشعب جنوبي لبنان
-
10:00
لابيد: نتنياهو يسمح لسموتريتش وبن غفير بالجنون والأوهام المتطرفة حفاظا على ائتلافه
-
09:44
هيئة البث "الإسرائيلية": المؤسسة الأمنية تتابع استعداد مؤيدين للفلسطينيين إرسال سفينة من إيطاليا لكسر حصار غزة
-
09:08
"يديعوت أحرونوت" - عاموس جلعاد: إن الخطة الرامية إلى إقامة حكم عسكري مباشر في غزة تذكرنا بشكل مخيف بالأوهام التي أحاطت بإنشاء واقع جديد ونظام مؤيد "لإسرائيل" في لبنان عام 1982
-
09:08
زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان: الحكومة التي فشلت في المجالات كافة ولا تستطيع ضمان الأمن الأساسي لمواطنيها يجب أن ترحل
