أجل، أيها الشرع، يا أحمد الشرع، ألم تر ايال زامير، رئيس الأركان في "اسرائيل"، وهو يختال مع ضباطه وجنوده على أبواب دمشق، بل وداخل دمشق؟ أنت رئيس دولة، وأنت محرر سوريا من حكم الطغاة، وأنت الجولاني العظيم، لا الانكشاري العثماني، كيف لك ألاّ تعلّق ولو برصاصة واحدة، ولو بكلمة واحدة، على الكرنفال "الاسرائيلي" فوق الأرض السورية؟
نعلم أن لديك مهمة استراتيجية أكثر حساسية بكثير، أن تبعث برجالك الخارجين للتو من أقاصي جهنم، الى الساحل لابادة العلويين، ما دام مرشدك الروحي ابن تيمية قد رأى فيهم، ما رآه في الشيعة وفي الدروز "أشد كفراً من اليهود والنصارى".
قطعاً هؤلاء ليسوا السنّة ، السنّة أهل الراية. لا الراية السوداء ولا راية أورخان الأول التي هي راية الانكشارية، والآن النيوانكشارية للنيوعثمانية. ولقد شاهدنا السنّة (أهل الأمة) وهم يتظاهرون في دمشق، وشاهدناهم على الشاشات، وهم يصرخون من أجل اشقائهم في الأرض (عبقرية الأرض) وفي التاريخ (عبقرية التاريخ).
المرصد السوري لحقوق الانسان بادارة رامي عبد الرحمن، والذي قاد الحملة الاعلامية الدولية ضد النظام السابق، سجل 40 مجزرة في مدن وبلدات الساحل خلال 72 ساعة، دون أن تتوقف ماكينة الدم ولو للحظة واحدة و"دون رادع"، متى كان لذلك النوع من الاسلام السياسي، وقد ترعرع أما في كهوف تورا بورا، أو في الغرف السوداء، أن يعبأ بالأرواح البشرية ما دام يفترض بأكثرها أن تذهب الى الجحيم، وببعضها الى الجنة حيث ينتظرها النبي على العشاء. فات الفقهاء الذين قالوا لنا في الأزهر انهم برؤوس الذئاب أن يذكروا نوع الأطباق هناك.
ما راعنا تعامل بعض القوى السياسية، ناهيك ببعض وسائل الاعلام اللبنانية مع "ليلة السكاكين الطويلة" في سورية، حين اعتبرت أن ما حدث رد على استفزازات "فلول النظام"، أي النساء والأطفال والكهنة، وكذلك في اطار الصراع التركي ـ الايراني حول سورية.
يا جماعة لقد ذهب بشار الأسد ولن يعود الا اذا عاد الموتى من قبورهم.
من يعرف السوريين، وأنا أعرفهم، يعلم أن ما من مكان للايرانيين لا في العقل السياسي السوري، ولا في الأجندة السياسية السورية. ثم لم ير أحد منا الايرانيين يهبطون بالمظلات فوق اللاذقية وطرطوس أو فوق جبلة والقدموس. هناك تركيا، وهناك "اسرائيل"، وهناك أميركا (الروس في مخابئهم) فقط على الأرض السورية وفي المياه السورية.
الآن، وكما يؤكد لي اصدقاء من السويداء، الالتفاف حول الشيخ حكمت الهجري الذي كان يعلم أن تسليم السلاح، يعني أن تنتقل المذبحة من العلويين الى الدروز على مواقع التواصل "أيها الدروز الأشاوس، أنتم الورثة الحقيقيون لسلطان باشا الأطرش، دعوا بنادقكم مرفوعة في وجه المغول الجدد"...
الكنائس السورية قرعت أجراسها حزناً واحتجاجاً. صرخة المسيح في وجه القتلة. هذا ليس الاسلام، وهؤلاء ليسوا المسلمين (كرأي شخصي، متى كان هناك الاسلام ومتى كان هناك المسلمون منذ ألف عام أو أكثر وحتى الآن؟)
لم نعثر في كتب التاريخ على قائد بمثل تلك المناقبية السياسية والأخلاقية، ولا بمثل تلك الرؤية الملائكية، التي في شخصية أحمد الشرع. فاجأ المصلين في أحد مساجد المزة، وكادوا يحملونه على الأكتاف، حين وصف تلك الليالي الدموية الليلاء على الساحل بـ "الحدث الفردي" وبـ "رد التحديات". حقاً انه القيادي الفذ، اين منه الاسكندر ذو القرنين أو نابليون بونابرت؟
أيضاً، لا كلمة واحدة على تصريح رئيس لجنة الأمن القومي في "الكنيست" بوعاز بيسموت، وأمام الكاميرات في جلسة اقرار الموزنة،"سورية يجب أن تكون تابعة لنا تماماً مثل الأردن دون قدرات عسكرية... ولن نسمح بظهور قوة عسكرية في سورية بعد سقوط نظام بشار الأسد". أكثر من ذلك "دمشق يجب أن تكون تحت السيطرة "الاسرائيلية" الكاملة، وسنضمن انضواءها تحت سيطرتنا، "معتبراً سورية "جسرنا للوصول الى الفرات (من النيل الى الفرات)، ولسوف نصل الى العراق وكردستان في المستقبل". لا قيمة لنفي بيسموت ما قاله، وما نقلته قناة "الجزيرة"، ما دام ذلك بالذات ما يحدث على الأرض.
أكثر من 300 غارة على منشآت ومستودعات أسلحة ومراكز علمية تابعة للجيش السوري، الذي فقد 90 في المئة من مقومات اعادة بنائه، بضباط وجنود ينتمون الى 11 جنسية أغلبها من آسيا الوسطى والقوقاز. الدبابات على مسافة كيلومترات من دمشق. ومنشآت الكترونية وصاروخية على الجزء السوري من جبل الشيخ، كذلك تسلم قاعدة "النتف" من الأميركيين، ليتسنى "لاسرائيل" الامساك بالمثلث السوري ـ الأردني ـ العراقي، ما يعني أن سورية ستكون رهينة "اسرائيلية" لا رهينة تركية. غريب أن رجب اردوغان لم يكتشف حتى الآن ما أثر اللعب في الظلام على شخصه أو على بلاده. أين هي القوة الجبارة للدفاع عن سورية، وقد باتت الى اشعار آخر الولاية التركية رقم 82؟
من تراه يتصور في زماننا أن ثمة قوى أمنية في دولة ما ترغم أكاديميين وشعراء وأطباء ومهندسين واعلاميين، من طائفة معينة في الدولة نفسها، وهي تركلهم بالأحذية الثقيلة، على العواء وعلى النهيق؟
هذا ما حدث في بلاد محيي الدين بن عربي، وفي بلاد نزار قباني. ادارة الدولة بطريقة ادارة المقبرة. متى لم تكن المقابر الملاذ الأخير للبرابرة؟!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:40
مقاتلات إسرائيلية تحلّق على ارتفاع منخفض في سماء العاصمة السورية دمشق
-
22:18
يديعوت أحرونوت: عشرات الإسرائيليين يتظاهرون في شارع بيغن بتل أبيب للمطالبة بإعادة المختطفين من غزة
-
21:50
أ ف ب: غارات إسرائيلية عدة تستهدف محافظة درعا في جنوب سوريا
-
21:09
أ ف ب نقلاً عن الفاتيكان: الوضع الصحي للبابا فرنسيس يواصل التحسن ولا "تحفظات" على صعيد التشخيص
-
21:08
ولي العهد السعودي يستقبل وزير الخارجية الأميركي في جدة
-
20:25
الجانب الاسرائيلي سيُعيد في الساعات المقبلة الجندي اللبناني الذي أسره بعد جهود قام بها الجانب اللبناني عبر اليونيفيل
