لم يعد التجاذب بين الرئاسات الثلاث حول مسألة التعيينات مخفيا، لكن التجاذب ليس كبيرا ومضبوطا ، من اجل تسيير الامور بتوافق تام ومن دون تصادم بين الرئاسات الثلاث، الى حين الإنتهاء من التعيينات الأمنية والإدارية، ووضع التعيينات التي ستكون اولى بشائرها في جلسة الخميس على السكة الآمنة.
لكل فريق مقاربته الخاصة وطريقته في إدارة الملفات، ومن الواضح التناغم الكبير بين الرئاستين الاولى والثانية، فالأمور تتخذ طابع الاحترام، والود ظاهر في علاقة رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ، ويبدو رئيس الجمهورية أكثر مرونة في التعاطي مع الملفات الحادة، اذ يعمل على تدوير الزوايا لأنه الأدرى بالسياسة المحلية، وهي استراتيجية اكتسبها من مرحلة قيادة الجيش، وفي ذلك هو أقرب الى حنكة الرئيس بري بممارسة السياسة ، وان كان رئيس المجلس اليوم أكثر تصلبا في مسائل تتعلق بوضع الطائفة الشيعية.
ومع ان كل من عون وبري يسعيان لفرض إيقاعهما في التعيينات، فإن رئيس الحكومة يبدو أكثر ثباتا في معايير التعيينات التي تحاكي المجتمع الدولي، فالرئيس سلام يتعاطى بنظرة قانونية ، ويتماهى مع المجتمع الدولي، ويصر على الإلتزام بالطائف.
يمكن الجزم ان لا خلاف او تصادم في التوجهات بمسألة التعيينات الأمنية بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، وبين بعبدا وعين التينة، وقد جرى البحث في اللقاء المطول بين الرئيسين عون وبري بالتفاصيل، وان حصل تجاذب فان تخطيه سيكون سريعا، لأن العهد والحكومة امام إمتحان المجتمع الدولي، ورئيس الجمهورية لن يقبل بعرقلة عهده او "فركشته" بالتعيينات والمحاصصة ، وبيان الرئاسة أعطى توجها عما تتطلع اليه بعبدا، ومضمونه " ان مجلس الوزراء يملك مرجعية القرار وليس الأحزاب والطوائف.. نحن هنا لاتخاذ القرارات وليس التعطيل".
رئيس الحكومة يلتزم الطائف وتطبيق الدستور، لكن هل تتفوق معايير عون وسلام على الأعراف السابقة، وما تريده القوى والاحزاب والتيارات؟ من دون شك فان الثنائي الرئاسي يواجه اختبار التعيينات من أول مدير جهاز أمني الى آخر عسكري، كما تقول مصادر سياسية، فالنواب كما الوزراء الوافدون حديثا الى الحكومة يسعون الى حصص مناطقية في التعيينات أمنية كانت ام ادارية، فنواب "التغيير" يريدون مواقع في الادارات والمؤسسات الأمنية، والثنائي الشيعي ليس في وارد التسليم بمراكزه في السلطة، على قاعدة الاستبدال والتسلم والتسليم، لان حزب الله الخارج من حرب كبرى يريد ان يكون شريكا في التعيينات كما الأحزاب المسيحية، من منطلق المشاركة في الدولة والقرارات، ولعل آخر الواصلين الى جنة السلطة الرئيس نواف سلام، الذي سيواجه توزع الحصة السنية بين عدة مرجعيات.
يتم قراءة الآن
-
لماذا آثر نصرالله أن يستشهد ؟
-
تصعيد «اسرائيلي» يسقط ضمانات واشنطن... وخيبة امل في بعبدا لا تعديل للقانون... هل تحصل الانتخابات في بيروت؟ «هواجس» من مفاجآت ترامب... وقلق في «اسرائيل»
-
أردوغان يُقدّم الشرع هديّة لنتنياهو
-
عودة الرعاية الخليجية للبنان وموسم سياحي واعد صناديق الشمال على موعد مع التغيير أو تثبيت التوازنات؟! وساطة عربية بين دمشق و«تل ابيب»: ماذا يُحضَّر؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
16:25
الخطوط الجوية السويسرية: - تمديد تعليق رحلاتنا إلى تل أبيب حتى 18 من أيار الجاري
-
16:25
الخطوط الجوية السويسرية: - مستمرون في تجنب المجال الجوي الباكستاني نظرا للوضع الحالي بين الهند وباكستان
-
16:05
عباس: الجانب الفلسطيني يبذل جهداً كبيراً مع الولايات المتحدة للوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية
-
16:04
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي نظيره الفلسطيني محمود عباس في موسكو
-
15:47
الفاتيكان: قداس التنصيب الرسمي للبابا سيقام في 18 أيار
-
15:18
"معاريف" عن مصدر: تلقينا رسالة أميركية بأن واشنطن تفضل وقفا لإطلاق النار بغزة بدلا من عملية إسرائيلية شاملة
