اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



في كل إدارة او مؤسسة او نقابة، يتميز المسؤول عن غيره، بما يتمتع به من صدق وشفافية وفعالية وحكمة وخبرة ومناقبية.

اللواء الياس البيسري، مدير عام الامن العام، الذي تقاعد منذ عدة ايام، كان مثال المسؤول الواضح في مواقفه، وفي تصرفاته، وفي تعامله مع الآخرين.

عرفته مذ كان ملازماً اول في الجيش اللبناني، حيث كان ممنوعاً العبور من الشمال الى بيروت في العام 1989 وكان معالي النقيب إدمون كسبار قد توفى، ونحن هاربون الى الشمال بعد ان قضينا اياماً صعبة على خطوط التماس. يومذاك نزلت وشقيقي المحامي الياس الى قصر الرئيس سليمان فرنجية الذي كان صديقاً شخصياً للنقيب كسبار، وكنا نزوره برفقته بصورة دائمة، فاتصل بضابط سوري، واستطعنا عبور حاجز السوريين. وما ان وصلنا الى حاجز الجيش حتى بدأ الملازم في الجيش اللبناني الياس البيسري يطرح الاسئلة المتعددة حول كيفية العبور الى ان حضر العميد سامي ريحانا وهو من بلدة كوسبا – الكورة ويعرف العائلة. فاعتذر منا وعبرنا.

بعدها صرنا نلتقيه في المناسبات ونظرًا الى ما عاناه بعد إصابته في الانفجار وكان برفقة دولة الرئيس المحامي الياس المر، صرنا نناديه بالشهيد الحي.

ومن يتابع مسيرة اللواء البيسري يتأكد انه كان مثال المناقبي اينما حل. وكان يتميز بحسن الاستقبال والمعاملة. ولم ينسب اليه اي امر او تصرف غير قانوني او غير اخلاقي. وعندما سألناه عن طرح اسمه كمرشح لمنصب رئاسة الجمهورية اجابنا: انا تلميذ دولة الرئيس ميشال المر، ورجلاي على الارض، ولا يمكن "اخذي" بالكلام المعسول. وفهمنا منه ان موقفه يشبه موقف العلامة الكبير جواد بولس، ابن زغرتا، يوم قال عن رئاسة الجمهورية: لا اطلبها ولا ارفضها.

يبقى ان اللواء البيسري كرمني بعد انتهاء ولايتي كنقيب، وقدم لي درعاً كتب عليه "عربون شكر وتقدير"، واقام حفل غداء على شرفي مع من ترافقت وإياهم وعلى رأسهم النقيب العزيز الاستاذ فادي المصري. وهو امر نادر ان يُكرم المسؤول بعد انتهاء ولايته.

اللواء العزيز الياس البيسري. انت مثال الصديق الصدوق، والمسؤول الناجح، والمناقبي المحترم، اتمنى لك بعد انتهاء مهامك في الامن العام ان تتبوأ اعلى المناصب، لانك اينما حللت سوف تبدع وتنجح وترفع رأس وطنك لبنان عالياً.

                                                                                                      نقيب المحامين السابق في بيروت

الأكثر قراءة

ترقب لمزيد من الضغوط الأميركيّة... أورتاغوس تنتقد الجيش؟! القوانين الانتخابيّة الى «مقبرة اللجان»... والبلديّات في أيار خطة أمنيّة لطرابلس وعكار... ووزير الدفاع في دمشق غداً