اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


إزالة اللوزتين لدى الأطفال من أكثر العمليات الجراحية شيوعاً في عالم طب الأطفال، لكن اتخاذ القرار بإجرائها لا يكون دائماً سهلاً بالنسبة للأهل أو الطبيب. فاللوزتان، وهما كتلتان من النسيج اللمفاوي تقعان في الجزء الخلفي من الحلق، تؤديان دوراً مهماً في حماية الجسم من البكتيريا والفيروسات، وخصوصاً في سنوات الطفولة الأولى. ومع ذلك، قد يتحول وجودهما أحياناً إلى مصدر لمشكلات صحية متكررة تستدعي التدخل الجراحي.

تصبح إزالة اللوزتين ضرورية عادة عندما يعاني الطفل من التهابات متكررة وشديدة في الحلق، تتجاوز في معدلها الطبيعي المقبول طبياً. يوصي الأطباء بإزالة اللوزتين إذا كان الطفل يعاني من التهاب اللوزتين أكثر من سبع مرات في السنة الواحدة، أو خمس مرات سنوياً لمدة عامين متتاليين، أو ثلاث مرات سنوياً لمدة ثلاث سنوات متعاقبة. كذلك، في حال تسببت اللوزتان بمشاكل تنفسية أثناء النوم مثل انقطاع النفس النومي أو الشخير الشديد الذي يؤدي إلى اضطرابات في النوم والتعب المزمن، قد يكون الحل الجراحي هو الأنسب.

ومن بين الأسباب الأخرى التي تدفع الأطباء الى النظر في إزالة اللوزتين، تضخم حجمهما بشكل غير طبيعي مما يؤدي إلى صعوبة في البلع أو التحدث، أو في حال وجود خراج متكرر في الحلق لا يستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية، أو إذا تسببت الالتهابات المزمنة بمضاعفات مثل التهابات الأذن الوسطى المتكررة أو الحمى الروماتيزمية.

لكن بالرغم من فعالية هذا الإجراء في تحسين جودة حياة الطفل الذي يعاني من هذه المشكلات، فإن إزالة اللوزتين ليست خالية من التداعيات السلبية. على المدى القصير، قد يواجه الطفل بعد الجراحة مضاعفات مثل الألم الشديد في الحلق وصعوبة في البلع وفقدان الشهية المؤقت، بالإضافة إلى احتمالية حدوث نزيف أثناء أو بعد العملية وهو أمر يحتاج الى مراقبة دقيقة. أما على المدى البعيد، فيخشى بعض الأطباء من أن إزالة اللوزتين قد تقلل من كفاءة جهاز المناعة في السنوات الأولى بعد الجراحة، لكون اللوزتين تؤديان دوراً في تصفية الجراثيم والفيروسات الآتية عبر الفم والأنف.

مع ذلك، تؤكد الدراسات الحديثة أن معظم الأطفال الذين يخضعون لهذه الجراحة لا يعانون من ضعف دائم في جهاز المناعة، وأن الجسم يعوض غياب اللوزتين بتفعيل آليات دفاعية أخرى. لكن تبقى التوصية بإزالة اللوزتين قراراً طبياً دقيقاً يعتمد على تقييم حالة الطفل بشكل شامل، وموازنة الفوائد المتوقعة مع المخاطر المحتملة.

في النهاية، على الأهل التشاور مع طبيب مختص في الأنف والأذن والحنجرة وطرح جميع الأسئلة التي تدور في أذهانهم حول الأسباب والدوافع لهذا الإجراء، ومدى ضرورته بالنسبة لطفلهم تحديداً. فاختيار الوقت المناسب لإجراء هذه العملية واتخاذ القرار بناءً على تقييم دقيق قد يجنب الطفل العديد من المضاعفات، ويساهم في تحسين صحته ونوعية حياته على المدى البعيد.

 

الأكثر قراءة

ترقب لمزيد من الضغوط الأميركيّة... أورتاغوس تنتقد الجيش؟! القوانين الانتخابيّة الى «مقبرة اللجان»... والبلديّات في أيار خطة أمنيّة لطرابلس وعكار... ووزير الدفاع في دمشق غداً