اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


حزب الله يُحذر من الإنزلاق لمخطط افتعال الخلاف الداخلي


موجة خطرة من التصعيد "الإسرائيلي" هي الأعنف منذ ١٨ شباط الماضي، بإطلاق صواريخ مجهولة المصدر، تعكس توجه العدو اما للعودة الى الحرب او توسيع نطاق الاستهدافات العسكرية، على الرغم من الالتزام التام من قبل حزب الله بعدم التصعيد العسكري وخرق ال١٧٠١. وقد ورد نفي سريع للحزب لعلاقته بصواريخ المطلة، حيث لا يزال يلتزم التهدئة والتنسيق مع السلطة تحت سقف تفاهم وقف اطلاق النار، تاركا المجال للحل الديبلوماسي الذي التزمت به الدولة.

المشهد الجنوبي بات يطرح تساؤلات، مع تمادي الاحتلال بالخروقات، وسط عجز السلطة عن ايجاد مخرج يوقف التصعيد "الإسرائيلي"ن وتدحرج كرة النار، ومخاوف من عدم قدرة الديبلوماسية على لجم العدو الذي هدد بقصف بيروت والضاحية الجنوبية.

فمن الثابت كما تقول مصادر سياسية، ان عملية إطلاق الصواريخ لا تخدم إلا المشروع "الاسرائيلي"، وتثبت النظرية القائلة ان "تل أبيب" لم تلتزم منذ ثلاثة أشهر وقف اطلاق النار، ولا تزال تهدد وتضع لبنان في أجندتها، وتحاول جره مجددا الى الحرب بعد انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة وانطلاق العهد، ومن شبه المؤكد ان التصعيد الجنوبي قد يكون مرتبطا بما يحصل في غزة والتصعيد في اليمن، مع حصول "اسرائيل" على ضوء أخضر إقليمي.

وليس بعيدا ان يكون هناك "قطبة مخفية" في عملية اطلاق الصواريخ، فتقاطع التحقيقات اللبنانية أكدت ان عملية اطلاق الصواريخ بالشكل "البدائي" لا علاقة لحزب الله به، ولا شيء يمنع ان يكون هناك طابور خامس، مع شبه افتعال "إسرائيلي" لاي ذريعة لتوسيع رقعة النار، واستمرار احتلالها للنقاط الخمس، خصوصا ان هناك عدم ارتياح "اسرائيلي" في المستوطنات. كما يسعى العدو الى إحراج الدولة وضرب العلاقة وتوتيرها بين العهد والحكومة وحزب الله، بالتعويل على تضارب المواقف في الداخل حيال التعاطي مع سلاح الحزب، وقد ظهرت انتقادات لعدد من الوزراء في هذا الموضوع.

مع ذلك، فان مواقف حزب الله تلتزم ضبط النفس مع دعوة الدولة لتحمل المسؤولية، فلا مؤشرات الى خلاف او تباعد بين حزب الله والعهد الجديد، على الرغم من الانتقادات الموجهة الى الحكومة، فالحزب خرج من حرب قاسية، ويدرك المسعى "الإسرائيلي" لتوريطه في مشاكل داخلية، ومواجهة مع" غير مؤيديه" ، وهو بالأساس انخرط في مشروع الدولة ولم يقف عائقا امام العهد، حيث سمى رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام وشارك في السلطة التتفيذية، ولا يزال الثنائي يتجنب اي احتكاك مع اي طرف، على الرغم من ملاحظات عدد من نوابه التي تحمّل السلطة مسؤولية التقصير في التعامل مع اعتداءات العدو "الإسرائيلي".

التزام الحزب الثوابت الوطنية، لا يعني إسقاط اللاءات الاساسية وهي:

- لا  سماح او وقت طويل لضبط النفس ازاء استمرار التجاوزات "الإسرائيلية".

- لا لمنطق ان السلاح لا يحمي الدولة، فالحزب طوى صفحة المواجهة العسكرية، لكنه يضع نصب عينيه استمرار الخروقات وعدم انسحاب "إسرائيل" بعد، إلا ان الاستراتيجية الراهنة تقوم على عدم اعطاء "إسرائيل" ذريعة ومبررات استئناف الحرب، مع منح الديبلوماسية اللبنانية فترة سماح للعمل، فلا يتهم الحزب بخرق ال١٧٠١ او توجه اليه انتقادات كما حصل في حرب الإسناد.

وتؤكد مصادر سياسية ان علاقة الثنائي بالعهد مضبوطة جيدا ومستقرة، فالحزب ساهم في انتخاب رئيس الجمهورية واعطى الثقة، ويلتزم حتى اليوم ببنود البيان الوزاري، وبدوره حصل الثنائي على تمثيل ( غير حزبي) في الحكومة، لكن ذلك لا يعني ان علاقة الثنائي بالعهد والحكومة لن تمر مع الوقت بمطبات، في ظل الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها الرئيس عون والشروط الدولية لإعادة الإعمار والإفراج عن المساعدات والاستفزازات "الاسرائيلية".

الأكثر قراءة

ترقب لمزيد من الضغوط الأميركيّة... أورتاغوس تنتقد الجيش؟! القوانين الانتخابيّة الى «مقبرة اللجان»... والبلديّات في أيار خطة أمنيّة لطرابلس وعكار... ووزير الدفاع في دمشق غداً