اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مع انتهاء فصل الشتاء وبداية الربيع، تبدأ أجسامنا في مواجهة التغيرات البيئية والمناخية التي تؤثر في مستويات الطاقة والصحة العامة. خلال أشهر الشتاء الباردة، يقل تعرضنا لأشعة الشمس ونميل إلى قضاء وقت أطول داخل المنازل، مما يؤدي إلى نقص في بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاج اليها الجسم ليعمل بكفاءة. ولهذا السبب، من المهم مع انتهاء الشتاء تعويض هذه العناصر الغذائية للحفاظ على مناعة قوية واستعادة النشاط.

إنّ أحد أهم الفيتامينات التي تنخفض مستوياته خلال الشتاء هو فيتامين د. يؤدي هذا الفيتامين دورًا محوريًا في تعزيز صحة العظام والمناعة، حيث يُنتَج في الجلد عند التعرض لأشعة الشمس. ومع قلة التعرض للشمس في الشتاء، يواجه العديد من الأشخاص نقصًا في هذا الفيتامين، مما قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق، ضعف العضلات، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض. من هنا، يُوصى بزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل الأسماك الدهنية (كالسلمون والتونة)، البيض، ومنتجات الألبان المدعمة، بالإضافة إلى استشارة الطبيب بشأن مكملات فيتامين د إذا لزم الأمر.

من الفيتامينات الأخرى التي تتأثر بفصل الشتاء فيتامين سي، الذي يُعد من العناصر الأساسية لدعم جهاز المناعة ومكافحة الالتهابات. خلال الشتاء، تميل الأنظمة الغذائية إلى أن تكون أقل تنوعًا، وقد ينخفض استهلاك الفواكه والخضراوات الطازجة الغنية بفيتامين سي، مثل الحمضيات، الفراولة، الكيوي، والفلفل الأحمر. مع بداية الربيع، يُنصح بإعادة إدخال هذه الأطعمة إلى النظام الغذائي لدعم الجسم في مقاومة نزلات البرد والحفاظ على صحة البشرة وتجديد خلاياها بعد شهور من الطقس القاسي.

كذلك، يُعد فيتامين ب12 من العناصر التي ينبغي الانتباه اليها بعد فصل الشتاء، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم أو يتبعون أنظمة غذائية نباتية. فيتامين ب12 ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء والحفاظ على صحة الجهاز العصبي. وقد يؤدي انخفاض مستوياته إلى الشعور بالتعب والدوار وضعف التركيز. يُفضل تناول اللحوم الحمراء، الدواجن، البيض، ومنتجات الألبان، أو اللجوء إلى المكملات الغذائية بعد استشارة مختص.

من جهة أخرى، فيتامين أ يُعد ضروريًا لتعزيز صحة الجلد والعيون، وهما من أكثر الأعضاء التي تتعرض للجفاف والضرر خلال فصل الشتاء نتيجة البرودة وانخفاض الرطوبة. يمكن الحصول على هذا الفيتامين من خلال تناول أطعمة مثل الجزر، البطاطا الحلوة، السبانخ، والقرع، وهي أطعمة تساعد أيضًا في تحسين مرونة الجلد واستعادة نضارته مع قدوم الربيع.

في الختام، يُعد الانتقال من الشتاء إلى الربيع فرصة مثالية لإعادة تقييم نمط التغذية وتزويد الجسم بالعناصر الغذائية التي فقدها خلال الأشهر الباردة. إلى جانب الفيتامينات، من المهم الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء وزيادة النشاط البدني في الهواء الطلق للاستفادة من أشعة الشمس المعتدلة. التغذية المتوازنة في هذا الوقت من السنة لا تُحسن فقط من الحالة الجسدية، بل تسهم أيضًا في تعزيز المزاج والرفاهية العامة.

الأكثر قراءة

تصعيد «اسرائيلي» يسقط ضمانات واشنطن... وخيبة امل في بعبدا لا تعديل للقانون... هل تحصل الانتخابات في بيروت؟ «هواجس» من مفاجآت ترامب... وقلق في «اسرائيل»