ضغوط أميركيّة لتأخير مؤتمر باريس لإعادة الإعمار ... ولودريان يشدّد على الإصلاحات
أورتاغوس تؤخر زيارتها بالتنسيق مع العدو "الاسرائيلي" لتوسيع دائرة الضغط على لبنان

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تجنب المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان امس، الادلاء بتصريحات بعد لقاءاته مع رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة ووزير الخارجية، لكن المعلومات التي توافرت من مصادر مطلعة، هي ان محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين لم تخرج عن اطار اجواء موقف فرنسا المعلن تجاه القضايا المتعلقة بلبنان. واضافت المصادر انه كان حريصا على التأكيد ان فرنسا مهتمة بمتابعة الملفات والاستحقاقات في لبنان بشكل مباشر، عدا رغبتها في توفير الاجواء لنجاح زيارة الرئيس جوزاف عون الى باريس  غدا الجمعة .

ووفقا للمعلومات، فقد استعان لودريان خلال لقاءاته في بعبدا وعين التينة والسراي، بتدوين ملاحظات عديدة حول ما سمعه من الرؤساء الثلاثة حول المواضيع المطروحة، بدءا من الوضع الجنوبي وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والقرار ١٧٠١ والانسحاب "الاسرائيلي"، مرورا بالاعتداءات "الاسرائيلية" اليومية على لبنان وملف اعادة الاعمار، وانتهاء بالاصلاحات الاقتصادية والمالية .

وكما كان متوقعا، شدد لودريان على وجوب الاسراع بالخطوات والقوانين الاصلاحية، معتبرا انه بعد انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة الجديدة، هناك فرصة جيدة لانجاز هذه الاصلاحات، التي تفتح الابواب امام تعزيز الثقة بلبنان وتقديم الدعم والمساعدات له، اكان من اجل اعادة الاعمار ام من اجل خروج لبنان من ازمته الاقتصادية التي يعيشها منذ سنوات .

وتقول المصادر ان لودريان حدد موقف فرنسا ورغبة الاليزيه في بذل الجهود اللازمة للوقوف الى جانب لبنان ودعمه، مشيرا الى ان باريس عازمة على استضافة مؤتمر دولي لاعادة الاعمار، لكن هذا الامر يتطلب تحقيق خطوات عديدة، منها ما يرتبط بالاصلاحات، ومنها ما يتعلق باستكمال تنفيذ بنود اتفاق وقف النار والقرار ١٧٠١. ولم يتطرق الى تحديد موعد المؤتمر الذي سيحدد لاحقا، لكن المصادر استنتجت انه لن يكون قريبا بانتظار توفير كل شروط نجاحه وحشد اكبر حشد دولي له. ويسود الاعتقاد ان هذا الموضوع سيكون على رأس المحادثات التي سيجريها الرئيس عون مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون .

ويخشى مصدر نيابي بارز من ان تكون اسباب التريث والانتظار مرتبطة ايضا باسباب اخرى، ابرزها الضغوط التي تمارسها واشنطن لتأخير المباشرة في وضع ملف اعادة الاعمار على سكة التنفيذ، والامساك بهذه الورقة للضغط على لبنان، ومبادلتها بمطالب وشروط اميركية – "اسرائيلية"، منها تشكيل لجان تفاوض ذات طابع امني وديبلوماسي بين لبنان و "إسرائيل"، لمناقشة مسألة الحدود ومسائل اخرى، وتكريس اجواء تمهد للتطبيع بين لبنان والعدو.

ويضيف المصدر النيابي ان هناك قلقا متزايدا لدى لبنان، بسبب تعثر الديبلوماسة اللبنانية في السعي لدى الولايات المتحدة والدول المؤثرة، من اجل التدخل الجاد لوقف الاعتداءات "الاسرائيلية"، واستكمال الانسحاب "الاسرائيلي" من الجنوب.

ويلفت المصدر الى ان الضغوط الاميركية التي تمارس على لبنان، تترافق مع تصريحات ومواقف لمسؤولي الادارة الاميركية، تؤكد اطلاق ادارة ترامب يد العدو "الاسرائيلي" في ممارسة المزيد من اعتداءاته بحجة ضرب حزب الله، وتلزيمه ازالة وجود الحزب جنوبي الليطاني، بحجة عدم قدرة وتقاعس الجيش اللبناني القيام بهذه المهمة. ويشمل الضوء الاخضر الاميركي "لإسرائيل" ايضا، القيام بضربات شبه يومية خارج الجنوب، وتحديدا على البقاع والحدود مع سورية، بحجة استهداف مراكز ومواقع لحزب الله، بالاضافة الى منع تهريب السلاح له عبر سورية .

ويشير المصدر الى ان المبعوثة الاميركية الخاصة للبنان مورغان اورتاغوس ارجأت زيارتها الثانية للبنان الى ما بعد عيد الفطر، وقد تتأخر لاسابيع، وان هذا التأخير ربما قد تم بالتنسيق مع المسؤولين "الاسرائيليين"، بغية ممارسة اقصى الضغوط وابقاء لبنان تحت نار العدو قبل جولة محادثاتها الثانية مع المسؤولين اللبنانيين.

ولا يعول المصدر كثيرا على زيارة المبعوثة الاميركية المقبلة، مشيرا الى ان العبارة التي اطلقتها في زيارتها الاولى، تلخص واقع حال انحيازها الكامل وتبني الموقف "الاسرائيلي"، عندما قالت " اسرائيل هزمت حزب الله، ونحن ممتنون لها " .

وبرأي المصدر ان السياسة الاميركية، في ظل ادارة ترامب تتلخص بالرغبة القوية في التفرد بالتعامل مع الازمات والملفات الدولية الساخنة وعدم قبول الشركة مع احد، لذلك نلمس جيدا تراجع الادوار الاخرى .