اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


... كأنه كتب على طرابلس، مسلسل مآسٍ متواصلة، ففي كل يوم حدث ومأساة وفاجعة ..

واذا سألت مواطنا طرابلسيا عن الاسباب، يحضر الجواب الوحيد: الفقر والحرمان والاهمال ..

ابلغ ما في الفاجعة، انه عشية عيد الفطر، غادرت الوالدة "كوخها" الصغير الواقع في كراج مبنى عبد يحيى في شارع بور سعيد بميناء طرابلس، تاركة اطفالها نياما ، واتجهت لشراء ملابس العيد لاطفالها فيما غادر الوالد الى عمله في جمع ادوات البلاستيك والكرتون والخردة ويجمعها في غرفته الصغيرة، وهو من التابعية السورية.

اثناء ذلك، وحسب روايات شعبية، ان النيران اندلعت في مولد كهربائي، نتيجة الحمولة الزائدة، فامتدت النيران الى غرفة الاطفال حيث اشتعلت ستائر قماش تفصل بين غرفة الاطفال وغرفة اخرى ثم امتدت ألسنة اللهب والدخان الاسود في المحيط، فقضى الاطفال من آل الاسعد : محمد ومحمود وحسام وأماني وآلاء اختناقا بالدخان الاسود، واصيب ثلاثة آخرون تم اسعافهم ميدانيا.

ونقلت جثث الاطفال الى مستشفيات طرابلس.

وحضرت اطفائيات الدفاع المدني وعملت بالتعاون مع اتحاد بلديات الفيحاء، على اهماد الحريق والسيطرة عليه كما حضر الصليب الاحمر وجهاز الطوارىء والاغاثة، وباشرت الاجهزة الامنية تحقيقاتها لكشف ملابسات الفاجعة واسبابها.

الوالدة ولحظة عودتها اصيبت بصدمة وانهيار حيث رمت البسة العيد التي حملتها ارضا، كما سقط الوالد ارضا لهول الفاجعة، في مشهد مأسوي جدا...

اثر الفاجعة اطلقت مواقف لقيادات ومراجع سياسية واجتماعية، دعت الى اجراء التحقيقات الجدية، وكشف الملابسات، وتحديد الاسباب والمسببين والمسؤوليات حيث يقتصي الا تمر الفاجعة دون حساب وعقاب.

ومن جهة ثانية شددت المواقف على ضرورة اجراء جردة لكل المولدات الكهربائية في المدينة، وغالبيتها مركونة بين الابنية السكنية، تنفث سموم دخانها بين المواطنين، عدا  ضجيجها، ومخاطرها، اضافة الى انها تشكل سببا لحوادث متعددة مخلة بالامن.

ولفتت مراجع سياسية اخرى الى ان الفاجعة التي اصابت المدينة، هي نتيجة الفقر والاهمال حيث تقيم عائلة في غرفة اشبه بكوخ في كراج مبنى، ويعيل رب العائلة اولاده من جمع مواد البلاستيك والكرتون التي اشتعلت وزادت من حدة الاشتعال.

الفاجعة فتحت من جديد ملف المولدات الكهربائية، ولطالما وقعت حوادث عديدة في المدينة، في غياب الرقابة الجدية لهذا الملف الذي يحتاج الى الاهتمام والمتابعة المتواصلة، وفرض شروط للسلامة العامة، خاصة بالنسبة الى المولدات المركونة بملاصقة الابنية السكنية، فطرابلس تعاني من شتى الملفات المهملة الى تجعلها مدينة منسية ومهملة...

الأكثر قراءة

هل عادت الكلمة للشارع... من طريق المطار الى ساحة الشهداء الحريري يكسب الرهان الشعبي... والحزب "يهز العصا"