اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تخصّص الدورة الــ 79 من "مهرجان أفينيون المسرحي" في جنوب شرق فرنسا، حيزاً رئيسياً هذا العام للغة العربية، بوصفها "لغة النور" و "المعرفة". إذ يرغب المنظمون في الاحتفاء بها في مواجهة "تجّار الكراهية".

ويتضمن المهرجان (5 – 26 تموز المقبل)، 42 عملاً، بينها 32 عملاً من سنة 2025، بحسب برنامجه الذي أعلنه الأربعاء مديره، تياغو رودريغيز في أفينيون، وعلى صفحات المهرجان عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ويتسم بــ "المساواة التامة"، على حد قوله.

واختير لافتتاح المهرجان في قاعة الشرف بقصر الباباوات عرض بعنوان "نوت" Not مستوحى من "ألف ليلة وليلة"، لمصممة الرقصات من الرأس الأخضر، مارلين مونتيرو فريتاس، التي تعد أحد أبز وجوه الرقص المعاصر، ونالت "جائزة الأسد الذهبي" في بينالي البندقية عام 2018.

وقال رودريغيز إن فريتاس، التي درست الرقص في لشبونة وبروكسل، فنانة تعرف كيف تخترع "صوراً وقصائد بصرية على المسرح"، ملاحظاً أن رقصاتها "تمزج بين العلاقة الملتهبة مع الجسد وكثافة الفكر الفلسفي".

وإذ وصف مدير المهرجان اللغة العربية بأنها "لغة النور والحوار والمعرفة والنقل"، رأى أنها "كثيراً ما تكون، في سياق شديد الاستقطاب، رهينة لدى تجار العنف والكراهية الذين يربطونها بأفكار الانغلاق والانطواء والأصولية".

وأضاف أن اختيار العربية لتكون ضيفة المهرجان "يعني اختيار مواجهة التعقيد السياسي بدلاً من تجنّبه، والثقة في قدرة الفنون على إيجاد مساحات للنقاش والتفاهم"، مشيراً إلى أنه "احتفاء باللغة الخامسة في العالم والثانية في فرنسا من حيث عدد المتحدثين بها".

ويتضمن برنامج المهرجان 12 عرضاً أو نشاطاً مرتبطاً باللغة أو التقاليد العربية، ومن بين الفنانين الذين يقدمونها المغربية بشرى ويزغن (أداء تشاركي)، واللبناني علي شحرور (رقص، موسيقى، مسرح)، والتونسيان سلمى وسفيان ويسي (رقص)، والمغربي رضوان مريزيكا (رقص)، والفرنسية العراقية تمارا السعدي (مسرح)، والفلسطينيان بشار مرقص وخلود باسل (مسرح)، أو السوري وائل قدور (مسرح).

وستكون "كوكب الشرق" أم كلثوم محور عمل موسيقي من إخراج اللبناني زيد حمدان، بمشاركة المغنيتين الفرنسية كاميليا جوردانا، والفرنسية الجزائرية سعاد ماسي، ومغني الراب الفرنسي الجزائري دانيلن، بعد حفلة أولى في مهرجان "برينتان دو بورج".

كذلك تقام أمسية من الحفلات الموسيقية والعروض والقراءات بعنوان "نور" بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس.

ويلحظ البرنامج أيضاً تنظيم مناقشات ومؤتمرات و "مقاهي أفكار"، تستضيف مثلاً الكاتبة الفرنسية المغربية ليلى سليماني، والصحافي اللبناني نبيل واكيم، والكاتب الفلسطيني إلياس صنبر.

وعلى مسرح في مقلع بولبون للحجارة، تحية إلى المغني البلجيكي الراحل جاك بريل، يقدمها الثنائي المكون من مصممة الرقص البلجيكية آن تيريزا دي كيرسماكر، والراقص الفرنسي سولال ماريوت، الآتي من عالم البريك دانس.

وبالتعاون مع مهرجان فيينا، يحيي الكاتب المسرحي سيرفان ديكل، والمخرج ميلو رو، أمسية من القراءات الممسرحة للمحاكمة المتعلقة باغتصابات مازان المرتكبة ضد الفرنسية جيزيل بيليكو التي كان زوجها السابق يخدّرها ليغتصبها غرباء.

ومن ضيوف المهرجان مخرجون مسرحيون بارزون، كالألماني توماس أوستيرماير، الذي سيقدم "البطة البرية" The Wild Duck لهنريك إبسن، والسويسري كريستوف مارثالر الذي يقدم عمله لسنة 2025 "القمة". ويعود إلى أفينيون أيضاً "المسرح الجذري" لفرنسوا تانغي، الذي توفي عام 2022.

كذلك يعود إلى قاعة الشرف في قصر الباباوات العمل المسرحي البارز في تاريخ مهرجان أفينيون "حذاء الساتان" Le Soulier de satin لبول كلوديل، من إخراج مدير مسرح "كوميدي فرانسيز" إريك روف.

وفي الوقت نفسه، "يقدم أكثر من نصف الفنانين عروضهم للمرة الأولى"، بحسب تياغو رودريغيز، كالراقصة الدنماركية ميته إنغفارتسن، والفنان الألباني المتعدد التخصصات ماريو بانوشي.

ويقدم مدير المهرجان أحدث أعماله بعنوان "المسافة" La distance، وهي مسرحية سوداوية تروي قصة جزء من سكان الأرض أصبحوا فريسة لعواقب الاحترار المناخي ولجؤوا إلى المريخ.

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس