اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعدّ السكتة الدماغية من أبرز الأسباب المؤدية للوفاة والإعاقة على مستوى العالم، وهي حالة طارئة تستدعي تدخّلًا طبيًا فوريًا. ويرتبط حدوثها ارتباطًا وثيقًا بارتفاع ضغط الدم، الذي يُعَدّ عامل الخطر الرئيسي للإصابة بها. إذ يؤدي ارتفاع ضغط الدم المزمن إلى إتلاف الأوعية الدموية في الدماغ، مما يجعلها أكثر عرضة للتمزق أو الانسداد. هذا التلف يزيد من احتمالية تشكّل جلطات دموية داخل الأوعية المتضرّرة، أو حدوث نزيف في الدماغ نتيجة تمزقها، مما يرفع بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

تحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف أو يتعرقل تدفّق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يحرم أنسجته من الأكسجين والمواد المغذية الحيوية. هذا النقص في الإمداد الدموي يؤدي إلى موت الخلايا الدماغية خلال دقائق معدودة، وقد يتسبب في أضرار دائمة أو حتى في الوفاة. كما يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يُحدث تضييقًا في الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفّق الدم، أو أن يؤدي إلى تمزقها، وهو ما ينتج منه نزيف داخل الدماغ. كلتا الحالتين ترفعان من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية.

هذا وهناك عدة فئات، تعد أكثرعرضة للإصابة بالسكتة الدماغية. في مقدمتها، الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، إذ إن هذا الارتفاع المزمن يُضعف جدران الأوعية الدموية ويزيد من احتمالية الجلطات أو النزيف. كذلك، يواجه مرضى السكري خطرًا متزايدًا، لأن ارتفاع سكر الدم يُلحق الضرر بالأوعية ويُسهِم في تصلّب الشرايين، مما يعيق تدفّق الدم نحو الدماغ. أما المدخنون، فإن النيكوتين يرفع ضغط الدم ويُضعف الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة. وتشكل السمنة عامل خطر آخر، نظرًا الى ارتباطها بارتفاع ضغط الدم والسكري معًا. كما يزداد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية مع التقدّم في العمر، خصوصًا بعد سن الخامسة والخمسين، نتيجة التغيرات الطبيعية في الأوعية. وتجدر الإشارة إلى أن النساء، رغم أن الرجال أكثر عرضة للإصابة، فإن معدلات الوفاة لدى النساء بالسكتة الدماغية أعلى، خاصةً بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل أو انقطاع الطمث.

للوقاية من السكتة الدماغية، يُنصح باتباع أسلوب حياة صحّي يتضمن ممارسات متعددة تساهم بشكل مباشر في خفض المخاطر. يعد التحكم في ضغط الدم أحد العوامل الرئيسية في الوقاية، حيث يُساعد ضغط الدم المنخفض والمستقر في تجنب تدهور صحة الأوعية الدموية. لتحقيق ذلك، يمكن البدء بممارسة النشاط البدني بانتظام؛ فتمارين الرياضة لا تقتصر على الحفاظ على وزن صحي فحسب، بل تساهم أيضًا في تعزيز الدورة الدموية وتحسين مرونة الأوعية الدموية، مما يقلل من احتمالية حدوث السكتة.

أما بالنسبة للتغذية، فإن تناول طعام متوازن هو مفتاح آخر لصحة القلب والأوعية الدموية. يُنصح بتقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من الملح والدهون المشبعة، والتي تساهم في رفع ضغط الدم وزيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية. في المقابل، يوصى بزيادة تناول الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، التي تحتوي على الألياف والمواد الغذائية التي تساعد في الحفاظ على صحة القلب والشرايين.

ويعتبر الإقلاع عن التدخين خطوة لا غنى عنها عند الحديث عن الوقاية من السكتة الدماغية. فالتدخين يزيد من تصلب الشرايين ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يعرض الشخص لمخاطر أكبر. إضافة إلى ذلك، يُعدّ التقليل من استهلاك الكحول أمرًا ضروريًا، حيث أن الإفراط في تناول الكحول يرتبط مباشرة بزيادة ضغط الدم، مما يزيد من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية.

من جانب آخر، يُعتبر التعامل مع التوتر والضغوط النفسية جزءًا لا يتجزأ من الوقاية. قد تسهم تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل في تقليل مستويات التوتر، مما ينعكس إيجابًا على صحة الأوعية الدموية. التوتر المزمن يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي زيادة خطر السكتة.

أخيرًا، يجب أن يتم إجراء فحوصات دورية لضغط الدم ومتابعة الحالة الصحية بشكل منتظم مع الطبيب. يمكن أن تساهم هذه الفحوصات في الكشف المبكر عن أي تغيرات في الصحة، وبالتالي تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب. وفي حالات معينة، قد يكون من الضروري تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب لضبط ضغط الدم والحفاظ على مستوى آمن.

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس