اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعتبر القولون العصبي من الاضطرابات الهضمية الشائعة التي تؤثر بشكل كبير في حياة الكثير من الأشخاص، حيث يعاني المصابون به من مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثر في راحتهم اليومية. ومن الجدير بالذكر أن القولون العصبي ليس مرضًا عضويًا يمكن تشخيصه من خلال اختبارات طبية معينة، بل هو اضطراب وظيفي في الأمعاء، ويُصنف ضمن الأمراض التي تتأثر بالعوامل النفسية والبيئية، مما يجعله أحد المشاكل الصحية التي تؤثر في الجوانب النفسية والجسدية على حد سواء.

يشير مصطلح "القولون العصبي" إلى مجموعة من الاضطرابات التي تصيب الأمعاء الغليظة، حيث يحدث خلل في حركة الأمعاء يؤدي إلى صعوبة في امتصاص الطعام بشكل صحيح. يترافق هذا الاضطراب مع أعراض مزمنة مثل الانتفاخ، الغازات، والإمساك أو الإسهال، مما يعكر صفو حياة المرضى ويؤثر في جودة حياتهم اليومية. أحد التأثيرات الكبيرة للقولون العصبي هو التأثير النفسي الذي يحدث بسبب تكرار الأعراض وتسبُّبها  بإزعاج مستمر. فالأشخاص الذين يعانون من هذا المرض قد يشعرون بالقلق الدائم والتوتر بسبب عدم القدرة على التنبؤ بتوقيت حدوث الأعراض، مما يزيد من مستويات التوتر لديهم ويؤثر في إنتاجيتهم اليومية في العمل أو الدراسة.

تتفاوت الأعراض من شخص لآخر، إلا أن الأكثر شيوعًا تشمل الألم أو التقلصات في منطقة البطن، التي يعاني منها المصابون بالقولون العصبي بشكل متقطع أو مزمن. عادةً ما يخف الألم بعد التبرز، وهو ما يجعل المرضى يشعرون بتخفيف مؤقت للضغط. بالإضافة إلى ذلك، يعاني المرضى من مشكلات متعلقة بحركة الأمعاء، حيث يتراوح الأمر بين الإمساك المزمن والإسهال المتكرر. يعاني البعض من الانتفاخ والشعور بالامتلاء، مما يسبب لهم إزعاجًا ويؤثر في نشاطهم اليومي. من الأعراض الأخرى التي قد ترافق القولون العصبي الغثيان أو التجشؤ، حيث يعاني البعض من شعور بالغثيان واحتباس الغازات في الأمعاء. كما يمكن أن يعاني المرضى من التغيرات في عاداتهم المعوية، بما في ذلك تغير نوعية وكثافة البراز.

إلى جانب التأثيرات الجسدية المباشرة، يعاني المصابون بالقولون العصبي أيضًا من تأثيرات نفسية ملحوظة. فالألم المستمر أو التقلصات البطنية قد تؤدي إلى قلة النوم وزيادة التوتر والقلق، ما يفاقم من حالة المريض ويزيد من شعورهم بالعزلة الاجتماعية. فالأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي قد يتجنبون التجمعات الاجتماعية أو الأنشطة التي قد تتسبب بتفاقم الأعراض. وعلاوة على ذلك، قد يشعر بعض المرضى بمشاعر اليأس أو الإحباط نتيجة للأعراض المستمرة التي لا يمكن السيطرة عليها في بعض الأحيان، مما يزيد من عبء المرض على حياتهم النفسية والاجتماعية.

على الرغم من أن القولون العصبي يمكن أن يؤثر في أي شخص، إلا أن هناك بعض الفئات التي تكون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة. الفئة الأكثر عرضة تشمل النساء، حيث أظهرت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي مقارنة بالرجال. ويُعزى ذلك إلى تأثير التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الدورة الشهرية، والتي قد تؤدي إلى زيادة الأعراض في بعض الأحيان. كما أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر هم أيضًا أكثر عرضة لهذا الاضطراب، حيث يعد التوتر النفسي من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر النظام الغذائي غير المتوازن والعادات الغذائية السيئة من العوامل التي تؤثر بشكل  صحة القولون. الأطعمة الغنية بالدهون أو الحارة والمشروبات الغازية قد تزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض. كما أن وجود تاريخ عائلي مع القولون العصبي يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، مما يشير إلى مكون وراثي قد يكون له دور في ذلك.

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس