اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



تتواصل بطولة لبنان لكرة اليد بشكل منتظم هذا الموسم وتسير الأمور على ما يرام، وفي هذا الاطار كان للديار لقاء مع نجم فريق 1875 بسام البستاني الذي تحدث عن العديد من شؤون وشجون هذه اللعبة.

ولطالما تجد انسان يملك عدة مواهب في انواع مختلفة من الرياضة والموسيقى والاقبال على العلم والعمل التطوعي الخيري، ولكن كل هذه الصفات موجودة لدى البستاني.

‎ ‎يقول البستاني في البداية: "أنا طالب في السنة الرابعة في كلية الطب في جامعة القديس يوسف في بيروت، وأتابع بالتوازي دراسة الماجستير في العلوم (MSc).

‎إلى جانب دراستي، أنا منخرط بشدة في الحياة الجامعية التي أعتز بها كثيرًا، إذ شغلت منصب مندوب الصف لمدة سنتين متتاليتين، وكنت عضوًا في مجلس طلاب الجامعة، وأنا حاليًا عضو في لجنة الشؤون الطلابية في كلية الطب. كذلك، يشغل العمل التطوعي جزءًا كبيرًا من حياتي، حيث أعمل كممثل لدفعتنا في "خلية الطب في عملية اليوم السابع"، حيث ننظم أيامًا طبية مجانية وحملات توعية صحية في المناطق اللبنانية الأكثر حاجة. وبحكم شغفي الكبير بالبحث العلمي، أحرص في أوقات فراغي على القراءة والاطلاع، لأن الطب علم في تطور مستمر".

‎أما عن بدايته مع اللعبة يقول: "بدأت ممارسة كرة اليد في مدرستي السابقة العزيزة على قلبي، مدرسة Collège Des Frères Maristes Champville. كنت في الأصل لاعب كرة سلة وألعاب قوى، إلى أن جاء عام الشهادة المتوسطة، حيث قرر أستاذ الكيمياء في الشانفيل، السيد روجيه حجار، وهو لاعب كرة يد سابق، أن يُنشئ فريقًا مدرسيًا لتمثيل المدرسة في البطولات اللبنانية، وهكذا بدأت رحلتي مع كرة اليد. في نفس العام، فزنا ببطولة المدارس اللبنانية، لاحقًا، تم اختياري لتمثيل المنتخب المدرسي اللبناني في بطولة الدول العربية التي أُقيمت في مصر. ومن خلال هذه التجربة، أدركت أن الرياضة الأقرب إلى قلبي هي كرة اليد، فقررت التوقف عن ممارسة كرة السلة وألعاب القوى لأتفرغ بالكامل لها.

‎بعدها، انضممت إلى فريق كرة اليد الجامعي في جامعة القديس يوسف (USJ)، وهذه سنتي الرابعة مع الفريق الذي أصبح بمثابة عائلة لي. كما أنني عضو في نادي "كلوب 1875"، أحد فرق الدرجة الأولى في لبنان، وهذه أيضًا سنتي الرابعة مع النادي".

قصتي مع ألعاب القوى

يواصل:" في كرة السلة، كنت ألعب مع فريق نادي الشانفيل لفئتي تحت 16 وتحت 18 سنة في الوقت نفسه، وكنا نصل غالبًا إلى النهائيات أو نُتوّج بالبطولة في معظم البطولات اللبنانية، مثل بطولة المدارس، وبطولة Madleague، وبطولة أنطوان غريّب. في ألعاب القوى، أحرزت بطولة لبنان للمدارس أربع مرات، وتمكنت من تسجيل ثلاث أرقام قياسية وطنية: في رمي الرمح ورمي المطرقة ورمي القرص، كما كنت عضوًا في المنتخب المدرسي الوطني، وأحرزت المركز الأول في بطولة غرب آسيا المدرسية في رمي الرمح.

أما في كرة اليد، وهي الرياضة الأقرب إلى قلبي لأسباب عديدة، فقد تُوّجت مع مدرستي الشانفيل ببطولة المدارس قبل جائحة كورونا. وفي الألعاب"jeux interscolaires de l’USJ" أحرزنا المركز الثاني. لاحقًا، مع فريق الجامعة، فزنا ببطولة الجامعات اللبنانية ثلاث مرات متتالية خلال ثلاث سنوات متتالية أما مع نادي "كلوب 1875" في الدرجة الأولى، فقد حققنا المركز الثالث في البطولة في الموسم الماضي. وعلى الصعيد الشخصي، أشعر بامتنان كبير لاختياري كأفضل لاعب كرة يد جامعي في لبنان خلال حفل توزيع جوائز للموسم الماضي(FSUL)،إضافة إلى اختياري كأفضل رياضي في جامعة القديس يوسف بين جميع الرياضات و تلقيت الجائزة من قبل الأب الرئيس، البروفيسور سليم دكاش. وهذا كلّه لم يكن ليتحقق لولا دعم زملائي في الفريق، ومدربنا العزيز الأستاذ جورج فرح، وإدارة الرياضة في جامعة القديس يوسف، التي أوجّه لها كل التقدير والاحترام".

وحول انطلاقة بطولة لبنان لكرة اليد يقول: "بداية البطولة هذا الموسم كانت ممتازة، ومن الواضح أن جميع الفرق استعدّت جيدًا، والمنافسة مشتعلة منذ اللحظات الأولى. كما نلاحظ أن الاتحاد بات يُولي اهتمامًا أكبر بهذه الرياضة، من خلال التغطية الواسعة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر سيساهم دون شك في تطوير وانتشار كرة اليد في لبنان. وأغتنم هذه الفرصة لأشكر موقع الديار وسامر الحلبي على هذا اللقاء، وعلى تسليط الضوء على رياضة قد تكون غير معروفة لدى البعض في لبنان. أما بالنسبة لفريقنا، فنحن مستعدون جيدًا، وما زلنا نكثّف تدريباتنا. هدفنا الأساسي هو الحفاظ على المركز الثالث كحدّ أدنى، ولمَ لا؟ ربما نُنافس على مراكز أعلى. ولكن في الوقت الراهن، تركيزنا الأساسي هو على بطولة الجامعات، حيث نسعى للحفاظ على اللقب للسنة الرابعة على التوالي... لا شك أن مستوى اللعبة في لبنان قد تراجع بعد الأزمة، خاصة وأنه في السابق كان هناك حضور لعدد من اللاعبين الأجانب في بطولاتنا، ما كان يُساهم في رفع مستوى المنافسة وتطوير أداء الفرق. لكنني أرى أن المستوى بدأ يعود تدريجيًا إلى ما كان عليه، من خلال بناء جيل جديد من لاعبي كرة اليد في لبنان، وهو أمر مشجّع جدًا لمستقبل اللعبة. ربما تكمن المشكلة الأساسية في غياب التمويل الكافي والمستدام الذي يُمكن أن يُستثمر في تطوير كرة اليد. لدينا في لبنان عدد كبير من الرياضيين الموهوبين، والدليل على ذلك هو وجود لاعبين لبنانيين محترفين في الخارج يُثبتون قدراتهم على أعلى المستويات".

‎يتابع البستاني: "أجمل مباراة في مسيرتي كانت من دون شك أول مباراة أخوضها وأنا أرتدي قميص المنتخب اللبناني في مصر. لا يوجد شعور يمكن أن يضاهي شعور الانتماء لبلدنا العزيز لبنان. ومن المحطات التي لا تُنسى، كانت مباراتنا ضد المنتخب الجزائري. ورغم أننا خسرناها، إلا أن روح القتال اللبنانية التي ظهرت خلال هذا اللقاء كانت استثنائية. رياضيون من مختلف المناطق والثقافات اللبنانية كانوا يلعبون كفريق واحد بهدف واحد، وهو تمثيل لبنان بأفضل صورة".

‎ومن اللحظات القوية أيضًا لدى البستاني، نهائي بطولة الجامعات في الموسم الماضي، حيث تمكّن المنتخب من العودة في النتيجة بعد تأخّره، وحقق الفوز ليتوج بطلا للجامعات.

غياب المنتخب

‎يكمل: "أعتقد أن غياب المنتخب في السنوات الأخيرة يُعزى إلى حالة عدم الاستقرار التي مرّ بها بلدنا. ونعلم جميعًا أن تشكيل منتخب وطني قادر على تمثيل لبنان بشكل مشرّف يتطلّب أولًا انتظامًا في التمارين الشهرية على أقل تقدير، إلى جانب المشاركة في البطولات الدولية لاختبار مستوانا الحالي والعمل على تطويره لنُصبح منافسين حقيقيين في المستقبل. هذا المسار من شأنه أن يُساهم بشكل فعّال في تطوير رياضة كرة اليد في لبنان. كما أؤمن بأن كلّما بدأنا في وقت أبكر، كلّما كانت النتائج أفضل على المدى البعيد. فلدينا في لبنان عدد كبير من الرياضيين الجاهزين والمتحمّسين لتمثيل أرزة لبنان بكل فخر. ربما كنت سأُكمل مسيرتي في كرة السلة، كونها الرياضة الأكثر شعبية في لبنان. لكنني في النهاية سعيد جدًا لأنني اكتشفت كرة اليد، فهي الرياضة التي جمعت بين مختلف المهارات التي كنت أمارسها في الرياضات الأخرى، وكانت الأنسب لي من جميع النواحي.

يختم: " إلى جانب الرياضة، أنا أعزف على آلة البيانو، كما أنني مهتم بمجال البحث العلمي. أما حكمتي في الحياة، فهي أن أحرص دائمًا على التعلّم والتطوّر، لأن الحياة في تغيّر مستمر. أؤمن بأن المعرفة والثقافة هما مفتاح النجاح الحقيقي. أود أن أختتم بشكر مدربي الأستاذ جورج فرح، الذي وضع ثقته بي منذ بداية مشواري مع الجامعة. كما أشكر زملائي في الفريق، الذين لولاهم لما كنت الشخص الذي أنا عليه اليوم، فأنا أتعلم باستمرار من كل واحد منهم. ولا أنسى أن أتوجّه بكل الامتنان لجامعتي، بيتي الثاني، التي منحتني فرصة النمو على الصعيدين الأكاديمي والرياضي. وأخيرًا، أوجّه أعمق كلمات الشكر لوالديّ، فلولا دعمهما المتواصل لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم".

الأكثر قراءة

الرئيس عون يقطع الطريق على الفتنة: السلاح بالحوار ولا مهل اجتماعات مكثفة ومفصلية للوفد اللبناني في واشنطن الخميس التشريعي... محاولة تعطيل الانتخابات البلدية لن تمر