اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع منير التيني يرى أن الإقتصاد اللبناني اليوم يعيش كارثته الخاصة وهو لا يزال متعثرا نظرا للظروف الأمنية والسياسية التي يحياها لبنان ولعل الأزمة الكبرى التي تعود عليه سلبا هي قرار المملكة السعودية بمنع دخول البضائع اللبنانيه اراضيها وقد خابت التوقعات مؤخرا بحل هذه العقدة .

ويتحدث التيني عن مرحلة الستة اشهر منذ توليه رئاسة الغرفة :

لقد امضيت عمرا طويلا في الغرفة إذ كنت نائبا للرئيس وامارس اعمالا شبه رئاسية حيث كنت اتقاسم مع الرئيس السابق الصلاحيات وانا اعتبر استلامي الرئاسة حاليا استمرارا للمرحلة السابقة. أما بخصوص التقييم فأنا ساقيم الفترة السابقة من حياة لبنان اي فترة الستة أشهر الأخيرة واين كنا واين أصبحنا. بالطبع الحادث المفصلي في حياة لبنان هو الحرب التي حدثت بشكل عام واغتيال امين عام حزب الله فقد جاء هذا الاغتيال ليشكل محطة مفصلية في تاريخ الأحداث اللبنانيه وتأثير ذلك سيمتد إلى وقت طويل جدا على الإقتصاد بشكل عام وعلى السياسة. أما بما يتعلق بالاقتصاد فالواضح انه يوجد رهان لدى اللبنانيين على العهد الجديد وعلى الحكومة والوزراء فيها والذين يتمتعون بخبرات واسعة ولديهم النية للعمل والإنتاج لكن الحقيقة أن الناس توقعت ونحن كغرفة ضمنها يهمنا الانفتاح السعودي علينا وتحديدا السماح بانسياب البضائع اللبنانيه الى السوق السعودية بعدما اثر توقف التصدير اليها على الإقتصاد وقد تراجع حجم الأعمال لدى الغرفة التي لديها صادرات زراعية بشكل خاص والسعودية تعتبر الرقم واحد في استيراد هذه الصادرات وقد تراجع حجم الأشغال بنسبة ٣٥% .كنا نتوقع من زيارة الرئيس عون للسعودية لا سيما بعد سماعنا بعض الاصداء التي سبقتها من مصادر سعودية ببشرى فك منع استيرادالبضائع اللبنانيه لكننا فوجئنا بغير ذلك وبأن المسؤولين السعوديين لا يزالون يدرسون الموضوع. كذلك عندما زار رئيس الحكومة السعودية مؤخرا سمعنا بعض الإشاعات بهذا الخصوص لكن لم يحدث اي شيء أيضا. أن هذا الأمر لا يحتاج إلى إصلاحات إذ لا يمكننا ربط فتح الحدود بالاصلاحات إذ يتطلب فقط ضوابط أمنية وضوابط بما يتعلق بالتهريب والكبتاغون فقد تبين بوضوح أن الكبتاغون لا يتم تصديره من لبنان فمصانعه موجوده في سوريا ورغم ذلك ان تصدير البضائع لا قبل ولا بعد النظام السابق قد توقف إلى السعودية. أن أملنا بالله والمملكة بأن يعاد النظر بالأمر بشكل سريع فهو ينعش التجارة كثيرا . أما بما يتعلق بالاستثمارات فالمعروف أن رأسالمال جبان لذا يحتاج الإستثمار إلى أمن وهذا الشق هو الذي يثير خوف اللبنانيين فنحن لم نتوقع بعد اتفاق ١٧٠١ أن تستمر الاستهدافات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانيه تحت اي ذريعة كانت. أن إسرائيل دولة عسكرية ولا يحق لها القول بأنه يوجد في لبنان من يخطط لاستهداف إسرائيل في الوقت الذي تخطط فيه هي لاستهداف العالم العربي كله لا بل العالم كله . على السياسيين ومن يتعاطون الشأن العام الا يعطون هذه الذرائع اسبابا مخففة .أن الأحداث الحاصلة تبشر بدخولنا مرحلة لم نكن نحلم يوما ببلوغها فسوريا حاليا مستباحة وقد اقترب الإسرائيليون من الشام بمسافة ٢٠ كلم وهم يقصفون لبنان متى شاؤوا . أن ما يعنينا في هذا الموضوع هو الإستثمار الذي توقف ،أن راسالمال جبان وبالنتيجة لا يوجد سياحة او توظيفات او استثمارات جديدة او حتى أن تقوم الدولة بمخططات تساعدها فيها دول أخرى صديقة. أيضا ملف النفط متوقف وانا أرى أنه طالما الوضع على ما هو عليه حاليا اي طالما سماؤنا مستباحة واراضينا مباحة إلى جانب اننا سياسيا تحت ضغط هائل فلا شيء إيجابي سيحدث والأعمار بالطبع متوقف اذ أنه مرتبط بأمور أخرى مطلوبة.

إذن الإقتصاد إلى أين بنظركم؟

اننا في الغرفة جزء من لبنان والاقتصاد لا يمكنه النهوض والانتعاش طالما الوضع الامني والمعيشي على ما هو عليه من التردي لذا لا بد من بذل جهد سياسي ودبلوماسي إلى جانب أصدقاء لبنان لوقف الاعتداءات الإسرائيلية لكي يستطيع لبنان أن يتنفس وينهض من كبوته ، فطالما القصف الإسرائيلي مستمر على لبنان ما بين الضاحية والجنوب والبقاع فإنه يؤثر على المستثمر والمغترب الذي يخطط لزيارة لبنان وعلى الحجوزات التي ستلغى حتما حركة المعابر وعن حركة المعابر الحدودية بالنسبة للتصدير يقول التيني :

لدينا تراجع بشهادات المنشأ في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة بنسبة ٢٠% عن العام الماضي .لقد كانت السعودية في المرتبة الاولى بالنسبة لصادراتنا إليها وفي المرتبة الثانية سوريا واليوم الرقم المحقق هو صفر . لقد فرضت سوريا علينا الضرائب المرتفعة رغم وجود اتفاقية تيسير عربية لانسياب البضائع العربية بين الدول . لبنان هو البلد الوحيد الذي يلتزم بهذه الاتفاقية بينما كل الدول الأخرى تخترع الأسباب والعراقيل لعدم إدخال البضاعة اللبنانيه بدءا من توقيفها إلى وضع ضرائب وآخرها كان الحكومة السورية الجديدة التي فرضت ضريبة جمركية بنسبة ١٧% على البضائع اللبنانيه بينما تدخل البضائع التركية سوريا بصفر ضريبة لذا يجب إعادة النظر بكل الاتفاقيات المعقودة ولا سيما اتفاقية التيسير العربية وهي اتفاقية اساسية. اننا الحلقة الأضعف للأسف ووضعنا سيء جدا لكن في نفس الوقت علينا حماية أنفسنا وان نعامل الآخرين بالمثل . اليوم بوجود حركة عالمية خصوصا بعد تولي الرئيس الأمريكي مسؤولياته وفرضه ضرائب باهظة على دول العالم فقد سقطت كل الاتفاقيات الدولية من غلوبال ترايد إلى الاتفاقيات الأخرى بين اميركا وأوروبا إذ رفع ترامب الضريبة عليها بنسبة ٢٠%وعلى كندا بنسبة ٢٥% وهكذا ..

هل لدى لبنان صادرات إلى اميركا؟

أجل بنسبة ١%وهي عليها ضرائب لكنها لا تشكل أهمية.

كيف تقيمون حال الزراعة والصناعة والتجارة في لبنان وايها يتقدم على الآخر؟ التجارة هي المتقدمة من حيث الضرر ثم تليها الزراعة وبعدها الصناعة التي تعتبر بحال افضل إذ أن الأزمة أجبرت اللبنانيين على إيجاد بدائل محلية. لقد نشأ عدة مصانع جديدة في منطقة البقاع والعدد يزيد عن ٧٠ مصنعا . كما يوجد إنتاج أصناف جديدة إذ لم يكن احد يتوقع أن يتم ينتج اصنافا ممتازة من الشوكولا واليوم نجد ان حوالي ٩٠%من الشوكولا في السوق هو إنتاج لبنان. كما يوجد مصانع لإنتاج المعكرونة والباستا اليوم في البقاع.ان وضع الصناعة جيد إذ أن كلفة الإنتاج رخيصة واليد العاملة رخيصة لكنها تحتاج إلى حماية لتأمين استمراريتها فالعالم كله يوفر حمايات ضريبية فكيف بالأحرى ببلد صغير كلبنان لذا يجب توفير حماية للصناعة اللبنانيه.

كيف تحددون علاقة غرفة زحلة بالغرف الأخرى في لبنان واين هو دور اتحاد الغرف؟ اننا كالاخوة . انا اعتبر من أقدم المسؤولين في الغرف إذ كنت نائب الرئيس لمدة ٣٣سنة وكنت امثل الغرفة في الاتحاد وفي الهيئات الاقتصاديه ولدي صداقة مع الجميع وعلاقتنا جيدة فيما بيننا .لقد تراجع دور الاتحاد لمصلحة الهيئات الاقتصاديه إذ تعتبر اشمل وأوسع وهي تضم الجميع من شركات التأمين إلى التطوير العقاري والبناء وغيره . لقد اقتصر دور الاتحاد على المعارض كما ان الغرف تشارك في هذه المعارض وتمولها وتساعد كاتحاد الوزارات والقطاع العام خلال هذه الفترة الصعبة في تأمين بعض الخدمات لكي تبقى موجودة ومستمرة . اننا لا نريد أن نكون رديفا للهيئات الاقتصاديه لكن ربما سيعطى الاتحاد في المستقبل دورا أكبر.

بماذا تتوجه إلى رئيس الاتحاد والهيئات الاقتصاديه محمد شقير؟ "الله يعطيه العافية " لقد أهمل عمله الخاص إذ اوكله لاخوته وتفرغ ١٠٠% لعمل الغرفة والاتحاد والهيئات. إنه شخص نشيط وانا أشد على يده واتمنى عليه التفكير بتفعيل دور الاتحاد اكثر. اتمنى الالتقاء به مجددا وان نتمكن من إعطاء الاتحاد دورا ما إلى جانب الهيئات الاقتصاديه.

J

الأكثر قراءة

الرئيس عون الشيخ نعيم و... يلتقيان