اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شهد ملعب "الإمارات" سقوطا ذريعا لريال مدريد، بعد خسارته بثلاثية نظيفة أمام مضيفه أرسنال، في ذهاب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، ما يوحي بأن نهاية عهد كارلو أنشيلوتي مع الفريق الملكي بدأت تلوح في الأفق.

عاد ريال مدريد ليُظهر وجهه المرتبك من جديد. فريق بلا أفكار واضحة، يعتمد على الفرديات، دفاعه مهزوز، وأداؤه في فترات كثيرة كان قائمًا فقط على تألق تيبو كورتوا، الذي تصدّى لكل شيء باستثناء تسديدتين ثابتتين لا يُمكن الوقوف في وجههما.

عاد كورتوا بأفضل نسخة منه، لكن ريال مدريد ما يزال عاجزًا عن إيجاد المفتاح الصحيح لطريقة اللعب، يعيش على موهبة نجومه، لكن لا يوجد عزف جماعي حقيقي.

وفي ملعب الإمارات، لم يظهر أي بريق.. فينيسيوس كان مرتبكًا أكثر من أي وقت مضى، رودريغو غائب تمامًا، ومبابي كان مثل الصقر بلا مخالب.

في الوسط، تذبذب مستوى إدواردو كامافينغا، وفي الدفاع، ارتكب دافيد ألابا أخطاء كلفت الفريق الكثير، وكان ريال مدريد عشوائيًا مرة أخرى، نجا في الشوط الأول، لكنه غرق في الثاني أمام إعصار كاسح.

اعتمد أنشيلوتي على طريقة اللعب 4-3-3، حيث وقف راؤول أسينسيو إلى جانب أنطونيو روديغر في عمق الخط الخلفي بإسناد من الظهيرين فيدي فالفيردي ودافيد ألابا، وحاول كامافينغا أداء دور لاعب الارتكاز بمساندة من المخضرم لوكا مودريتش، مانحا جود بيلينغهام حرية التحرك خلف ثلاثي الهجوم فينيسيوس ورورديغو ومبابي.

براعة كورتوا

دفاعيا، ظهر ريال مدريد صلبا بعض الشيء في الشوط الأول، رغم أنه كان محظوظا بعدم احتساب ركلة جزاء ضده بعد لمسة يد على أسينسيو، بيد أن اختراق الدفاع كان ممكنا، ولولا براعة كورتوا لخرج الميرينغي متخلفا من الشوط الأول بأكثر من هدف.

لعب فيدي فالفيردي بمركز الظهير الأيمن، وكان تحفظه مفرطا، التزم بالتعليمات الدفاعية ولم يُغامر بالتقدم كثيرًا. نجح في الحد من خطورة مارتينيلي، لكن لم يقدم أي مساهمة هجومية.

ثم سجل ديكلان رايس هدفين من ركلتين حرتين، ليكسرا صمود ريال مدريد، وأضاف ميكيل ميرينو الهدف الثالث، ليحرج الميرينغي الذي بات مطالبا بـ"ريمونتادا" أوروبية أخرى في لقاء الإياب الأسبوع المقبل.

فنيا، لا يمكن الحديث كثيرا عن أداء ريال مدريد، لأنه بدا عشوائيا بدون خطة واضحة، لكن تتوجب الإشارة إلى اختفاء رودريغو عن الأنظار، في وقت لعب فيه فينيسيوس واحدة من أسوأ مبارياته.

والأهم من ذلك، أن التغييرات تأخرت، وأصر أنشيلوتي على بقاء رودريغو وكامافينغا الذي ارتكب الكثير من الأخطاء في وسط الملعب، قبل أن يخرج مطرودا في اللحظات الأخيرة.

ليلة لن تنسى

أما أرسنال، فقدم ليلة لن تنسى في تاريخ النادي، حتى لو تمكن ريال مدريد بـ"قدرة قادر" من قلب النتيجة في لقاء الإياب، وفي وقت كان فيه تركيز النقاد على أدائه الهجومي، فإن الدفاع أظهر قدرته على النجاة حتى بغياب غابرييل ماغالهاييس.

لجأ مدربأرسنال ميكيل أرتيتا إلى طريقة اللعب 4-3-3، حيث وقف ياكوب كيويور إلى جانب ويليام ساليبا في عمق الخط الخلفي، بإسناد من الظهيرين يورين تيمبر ومايلز لويس سكيلي، فيما أدى توماس بارتي دور لاعب الارتكاز، وتحرك أمامه ديكلان رايس ومارتن أوديغارد، خلف الثلاثي الهجومي المكون من بوكايو ساكا وغابرييل مارتينيلي وميكيل ميرينو.

وكان ساكا شعلة نشاط على الجناح الأيمن، وأرغم ألابا على ارتكاب الكثير من الأخطاء، فيما قدم تيمبر أداء مقبولا في مواجهة فينيسيوس، وتمكن كيويور من تهدئة مخاوف جمهور أرسنال بشأن مشاركته أساسيا.

وأدى ميرينو مرة أخرى دور المهاجم الصريح بتقنية عالية ليتوج مجهوده بهدف، لكن نجم المباراة كان رايس، ليس فقط بسبب هدفيه من ركلتين حرتين، بل أيضا لقدرته على السيطرة في وسط الملعب برفقة أوديغارد.

لكن في نهاية المطاف، سهلت فوضى ريال مدريد الخططية من مهمة أرسنال، الذي بدوره بات مطالبا بعدم الانجرار وراء التكهنات بأن تأهله إلى نصف النهائي بات محسوما، لأن التاريخ يقدم لنا برهانا تلو الآخر بشأن قدرة الميرنغي على قلب كل شيء في "سانتياغو برنابيو".

أرتيتا: رايس فعلها بعد 3 سنوات ونصف من المعاناة!

أقر الإسباني ميكيل أرتيتا مدرب أرسنال، بأن الجودة الفردية لعبت دورا مهما في مباراة ريال مدريد، التي انتهت بفوز الجانرز (3-0) على ملعب الإمارات.

وسجّل ديكلان رايس لاعب وسط آرسنال أول هدفين من ركلتين حرتين، ثم تبعه زميله ميكيل ميرينو بالهدف الثالث، ليؤكد انتصار الفريق اللندني.

وقال أرتيتا خلال المؤتمر الصحافي بعد المباراة "لم نسجل مطلقا من ركلة حرة، فكيف كانت الاحتمالات؟".

وأضاف "هناك تدريبات كثيرة خلف هذا الأمر. لم نسجل من ركلة حرة منذ 3 سنوات ونصف، وسجلنا ركلتين في غضون 10 دقائق. الجودة الفردية تلعب دورا مهما في هذه البطولة. كنا ندرك قدرتنا على خلق مشاكل لريال مدريد، ولكن كان يجب ترجمة هذا الأمر داخل الملعب".

وواصل "اللاعبون قدموا دقائق سحرية، وما فعله رايس لا يصدق".

وتابع "قطعنا خطوة للأمام الليلة. علينا الاستمتاع بالفوز أولا، ولكننا لسنا سوى في منتصف الطريق، وعلينا تقديم أداء أفضل في مدريد للمرور" لنصف النهائي.

وأكمل "نعرف المنافس الذي نلعب ضده، والطريقة التي سنحضر بها للإياب ستكون مماثلة ونريد أن نكون أنفسنا، ونعلم أن مباراة الإياب ستكون مختلفة عن مباراة اليوم".

واقترب الفريق اللندني من تحقيق حلم طال انتظاره وهو التواجد ضمن الأربعة الكبار في البطولة بعد غياب 16 عاما، وتحديدا منذ موسم (2008-09) عندما ودع آرسنال من نصف النهائي على يد مانشستر يونايتد (4-1) في مجموع المباراتين.

يشار إلى أن مباراة الإياب بين ريال مدريد وآرسنال ستقام على ملعب سانتياجو برنابيو يوم الأربعاء المقبل.

رايس: غيرت رأيي بسبب الحائط وكورتوا

من جهته، أعرب الدولي الإنكليزي ديكلان رايس، نجم وسط أرسنال، عن سعادته بالفوز الكبير على ريال مدريد.

وفي تصريحاته لشبكة "أمازون برايم" عقب المباراة، قال رايس: "هذه هي رسالة المدرب منذ نهاية الأسبوع، علينا أن نكون مقتنعين تمامًا بقدرتنا على الفوز بهذه المباراة".

وعن تسجيله من ركلتين حرتين، أضاف: "في مرات سابقة، اصطدمت الركلات بالحائط أو مرت فوق العارضة، اليوم، كنا في البداية سنلعب الكرة طولية، لكن عندما رأيت الحائط وموقع الحارس كورتوا، قررت تسديدها، وقال لي ساكا قبل التنفيذ إنني سأتمكن من تسجيلها".

وتابع رايس: "في الركلة الثانية، كنت واثقًا من نفسي وسددتها بثقة. أنا متحمس وسعيد، ولكن بعد بضع سنوات، سأدرك حقًا أن ما فعلته الليلة كان مميزًا".

وفيما يخص عودة ساكا من الإصابة، قال رايس: "عودته في هذا التوقيت أمر لا يُصدق. إنه لاعب من الطراز الرفيع. علينا أن نكون مستعدين للأسبوع المقبل، عندما نواجه ريال مدريد على ملعب برنابيو".

أنشيلوتي: الهزيمة قاسية.. وهذا الخطأ الأكبر

في المقابل، عبّر كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، عن خيبة أمله، بعد الخسارة العريضة أمام آرسنال (3-0)، مشيرًا إلى أن الفريق الملكي كان جيدًا في الشوط الأول.

وقال أنشيلوتي في مقابلة مع شبكة "موفيستار" الإسبانية بعد المباراة: "خلال أول ساعة من المباراة، كان الفريق جيدًا، لكننا دفعنا الثمن بهدفين من ضربتين ثابتتين".

وتابع: "عقليًا، لم نكن في وضع جيد في الجزء الأخير من اللقاء. إنها هزيمة قاسية، خصوصًا بسبب ما لم نتمكن من فعله في الشوط الثاني، بعد أن لعبنا بشكل جيد في الشوط الأول".

وأضاف المدير الفني لريال مدريد: "الخطأ الأكبر كان فقدان التركيز في الشوط الثاني، لم نتمكن من الرد بعد الهدف الثاني، ما أثر على الأداء بشكل عام. كان الفريق في حالة جيدة حتى تلك اللحظة، لكن الهدف الثاني كان نقطة التحول".

وحول نقص الفاعلية الهجومية في الشوط الثاني، أشار أنشيلوتي: "الفريق تراجع ذهنيًا ولم يتمكن من الرد. كانت المباراة متوازنة حتى جاء الهدف الثاني، بعدها لم نكن قادرين على استعادة السيطرة".

وفيما يخص مباراة العودة على ملعب سانتياغو برنابيو، الأربعاء المقبل أكد أنشيلوتي: "الآن يتعين علينا العمل والتضحية. علينا أن نكون متحدين، كما فعلنا في مرات سابقة. نحن نعلم أنه أمر صعب، ولكننا نحتاج إلى بذل كل ما في وسعنا من الدقيقة الأولى حتى آخر دقيقة".

مبابي: الريمونتادا ممكنة

عبر كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان، عن ثقته التامة في قدرة فريقه على قلب الطاولة أمام أرسنال في مباراة الإياب ضمن ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

وفي تصريحات مقتضبة بعد المباراة، أبرزتها وسائل الإعلام الإسبانية، قال مبابي: "الريمونتادا ممكنة، علينا أن نؤمن حتى النهاية".

الأكثر قراءة

من الدوحة الى روما... الحرب والسلام على طاولة واحدة 28 نيسان: اجتماع حاسم حول الأجور ونظام التقاعد تحقيق أردني يكشف تدريب خلية إرهابية في لبنان... وبيروت تتعاون زيارة عون لقطر: رسائل إصلاحية وطلب لتوسيع المساعدات