اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تضافرت كل الأسباب التي تجعل الانتخابات البلدية والاختيارية حتمية، من القرار السياسي الى الضغط الدولي، الذي عبرت عنه الموفدة الأميركية في زيارتها الأخيرة الى الشرق الأوسط تحت عنوان الاصلاحات الاقتصادية، فلا استمرار الغارات "الاسرائيلية" أثرت باندفاعة السلطة، ولا التلويح بالمزيد من الاعتداءات سوف تدفع باتجاه التراجع عن القرار المتخذ. ويمكن ملاحظة الحماوة والغليان الانتخابي المناطقي غير المألوف على وقع الملفات المتشابكة، من مسألة نزع السلاح وصولا الى التهديدات "الاسرائيلية".

 عمليا بدأت اللوائح بالظهور، وسقط الاقتراح المقدم من النائبين وضاح الصادق ومارك ضو لتأجيل الإنتخابات الى ٣١ تشرين الأول المقبل، على الرغم من ان نية التأجيل "سليمة" بحسب النائبين، وقد تم ربطها بالاصلاحات ووضع القرى المدمرة، والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، التي قد تؤثر على المشاركة والممارسة الديموقراطية السليمة. فلا الأحزاب عدلت من حماستها الانتخابية وأطفأت ماكيناتها، ولا القوى السياسية أظهرت تراجعا في قرار الانتخابات، فرئيس الجمهورية جوزاف عون مصر على انجاز الاستحقاق، كمقدمة تواكب التعيينات وعملية الاصلاح في مؤسسات الدولة.

ويؤكد مصدر سياسي رفيع ان الإنتخابات تعتبر اختبارا قويا ونقطة إيجابية للعهد ورئيس الحكومة، بوجود عقبات كثيرة وتعقيدات.

فهناك ٣٧ بلدة مدمرة بالكامل تحتاج لإعادة الإعمار، وثمة هواجس مسيحية في المدن الكبرى من خسارة مقاعد الأقليات، مما يحتم اللجوء الى اللوائح المقفلة في البلدات والمدن الكبرى، لكن الوضع البلدي الكارثي لان معظم البلديات منحلة ويعشش فيها الفساد، وهذا السبب وحده شكل حافزا للمغامرة. فالإنتخابات البلدية استحقاق مفصلي و"بروفا" او مؤشر للانتخابات النيابية في ربيع العام ٢٠٢٦، وبالتالي فان فترة الصيف ستكون مخصصة للانتخابات النيابية وخوض "انتخابين" معا.

تقييم المشهد البلدي والاختياري يظهر حماسة لا مثيل لها، على الرغم من غرابة التحالفات الإنتخابية وتحالف القوى المتخاصمة، ففي البلديات تعاون وتنسيق بين "التيار الوطني الحر" و"القوات" و"الكتائب"، وفي مناطق اخرى تنافس لا حدود له بين القوتين المسيحيتين .

"الثنائي الشيعي" يحاول اعادة رسم مشهد التحالف الإستراتيجي للعام ٢٠١٠، حيث سيطر على معظم المجالس البلدية من صور الى الزهراني والبقاع، بفارق ان الحرب "الاسرائيلية" أعادت تثبيت مرجعيته وشد حاضنته الشعبية، والملاحظ ان التوجه اليوم هو من اجل الفوز بالتزكية البلدية في اكثر المناطق، مع حركة بلدية لقوى المعارضة الشيعية في بلدات معينة.

يخوض الجنوب الانتخابات في ٢٥ ايار المصادف في ذكرى التحرير، وتؤكد المعلومات ان ما مجموعه ٨٠ بالمئة من البلديات حسمت بالتزكية، تلبية لنداء الثنائي الذي يخوض الإنتخابات في استفتاء لخيار المقاومة، رافعا شعار الهوية والوجود، ولوائح سميت بأسماء الشهداء.

الأكثر قراءة

الكوميديا الإستخباراتيّة لتقويض المفاوضات