اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

 هل اركان السلطة التنفيذية على موجة واحدة بخصوص سلاح المقاومة؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في ظل التباينات المقلقة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة الذي ينعكس ايضا تخبطا في المواقف بين الوزراء، فيما خرج حزب الله عن صمته بالامس واضعا «النقاط على الحروف» بعد حملة «كذب وتضليل» تقودها الولايات المتحدة واسرائيل تواكبها جوقة «متهورة وحاقدة» في الداخل، حاسما الموقف بعدم وجود تعدد آراء داخل الحزب، ومحددا الاولويات الواجبة على الحكومة اتخاذها اولا لمواجهة الجرائم الاسرائيلية المتواصلة ضد المدنيين اللبنانيين، مجددا التاكيد على التعامل بعقل منفتح لاي دعوة لمناقشة استراتيجية الدفاع الوطني.اما على الضفة الاخرى، رفض رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع اجراء اي حوار او بحث استراتيجية دفاعية، واعلن الاصرار على جدول زمني لتسليم السلاح.

احتواء التضليل

وفي هذا السياق، يجهد رئيس الجمهورية جوزاف عون لاحتواء حملة التضليل التي يروج لها بعض المحرضين في الداخل والذين يدفعون الاوضاع الى الحد الاقصى من التوتر الداخلي، تحت عنوان نزع السلاح، وهو يتحمل بصدره حملة هوجاء تقودها «معراب» ومعها لوبي لبناني في واشنطن وبعض وسائل الاعلام «لشيطنة» موقفه، ولهذا كرر بالامس تمسكه باولوية حفظ السلم الاهلي، متحدثا عن ايجابية كبيرة من قبل حزب الله داعيا الى ملاقاتها من قبل الجميع، مشددا على اهمية الحوار، قاطعا الطريق على كل الاصوات التي تطالب بعدم الحوار مع حزب الله والتعامل معه انه قد هزم وما عليه الا الانصياع للضغط الخارجي، وهي معادلة يعرف الرئيس جيدا انها غير واقعية، ويحاول «كبح» جماح بعض المتطرفين الذي يدفعون الامور الى «الهاوية».

انقسامات حكومية

وهذه الانقسامات تبدو انها اصابت فريق رئيس الحكومة نواف سلام الذي يتحدث عكس وزيريه غسان سلامة وطارق متري اللذان يتحليان بالكثير من الحكمة والموضوعية في ملف السلاح، ما عرضهما الى حملة تخوينية شعواء وصلت حد تهديد «القوات اللبنانية» بسحب الثقة من سلامة. وللمفارقة ان رئيس الحكومة لم ينبر للدفاع عن وزرائه وتركهم يواجهون سيل الانتقادات والحملات متهربا من الدفاع عنهم عبر اختيار عبارات رمادية منمقة. والادهى اعلانه من بكركي انه سيسمع اللبنانيين اخبارا جيدة من خلال طرح مسألة السلاح في جلسة حكومية قريبة. لكن كيف سيفعل ذلك؟ واذا كان رئيس الجمهورية يخوض حوارا مع حزب الله ويريد تحويلها الى استراتيجية وطنية. فكيف سيدخل هكذا بند الى جلسة حكومية ستكون «متفجرة»؟. وهل يتنبى موقف وزير الخارجية يوسف رجي بان التفاوض يجب ان يكون على آلية تسليم السلاح لا استراتيجية دفاعية؟!

هل المناخ جاهز لمقاربة السلاح؟

وتستغرب اوساط مقربة من «الثنائي» كيف يتعامل البعض بسذاجة وخبث مع هذا الملف الذي يمكن ان يفجر البلد؟، ومع ترجيحها ان يتم تاجيل بحثه الى ان تتبلور نتائج المفاوضات الاميركية – الايرانية، تطرح الكثير من الاسئلة ومنها، كيف يمكن بحث ملف السلاح بعيدا عن السؤال الاهم حول الضمانات لحماية لبنان؟ فماذا عن حرية الحركة الجوية الاسرائيلية داخل الاراضي اللبنانية؟ ومن يمنعها؟ من يجبرها على الانسحاب؟ وهل السيادة اللبنانية لا تنطبق على مناطق «بيئة» حزب الله التي تتعرض لقصف يومي، فيما المناطق الاخرى تتحضر للموسم السياحي الصيفي؟ من يمنح هذه البيئة الضمانات بعدما اصبحت الحرب عليها وجودية؟ على الحدود الشرقية يجري تقاسم النفوذ في سوريا وتحصل «اسرائيل» على مناطق نفوذها فيما تفرد السلطة الجديدة «عضلاتها» ضد حزب الله! اما جنوبا فالمنطقة العازلة باتت امرا واقعا، بينما تتعرض البيئة لحصار اقليمي ودولي بمنع اعادة الاعمار. والانكى من كل ما تقدم، ما سرب عن لقاء  متوتر بين قائد الجيش رودولف هيكل مع المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس التي غادرت الاجتماع قبل انتهائه، بعدما وجهت عتابا شديد اللهجة لقائد الجيش حيال اعلانه خلال زيارته الى الجنوب بان «اسرائيل» هي العدو الوحيد للبنان! فهل يمكن في هكذا مناخ من الوصايا ومحاولة نقل لبنان الى معسكر التطبيع ان تتم طمانة حزب الله واقناعه بان مصلحته تكمن في تسليم السلاح؟!

لماذا الهلع من السلاح؟

 ووفق تلك الاوساط، ثمة من لا يقرأ جيدا تاريخ البلد ويحاول الاستعجال في التخلص من مكون لبناني واضعافه، لا من سلاحه، لكن هذه الاصوات تبقى مجرد «فقاعة» صابون، اذا لم تتبن السلطة التنفيذية هذه المواقف المتطرفة، عندها قد ينفجر البلد. وعلى هامش هذا النقاش، تتساءل تلك المصادر، كيف يمكن حل معضلة «البيضة و الدجاجة»، اي هل يتم بحث السلاح قبل انسحاب اسرائيل ووقف اعتداءاتها؟ ام يتم البحث بالملف بعد التزامها بالقرار 1701؟ علما انها تصر على البقاء وابلغت الفرنسيين انها لا تفكر بالانسحاب قريبا.. والسؤال الاهم، اذا كانت المقاومة قد هزمت، وجيش العدو قد اجهز على معظم اسلحتها، فلماذا كل هذا الهلع من ملف السلاح؟

 عون يحسم النقاش

وفي موقف يتناقض مع كل المحرضين على سلاح المقاومة، حسم الرئيس جوزاف عون مسألة بحث سلاح حزب الله وقال ان «الحزب ابدى الكثير من الليونة والمرونة في مسألة التعاون وفق خطة زمنية معينة، وهو متفائل بأن الإيجابية لدى الحزب يجب مقابلتها بإيجابية ايضاً وبتفهم للواقع الجديد الذي يعيشه البلد». وقال ان الانتخابات البلدية ستجري في مواعيدها، مشيداً بالتعاون المطلق مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام «والتناغم والتفاعل الكبير في موضوع التعيينات والقوانين والمراسيم التي ستصدر في اطار من الشراكة  التي لم نشهد لها مثيلا في السابق». وكشف ان «الحكومة أنجزت في خلال ستة أسابيع الكثير من الملفات»، معبّراً عن تفاؤل كبير بحل عدد من المسائل السياسية والاقتصادية. كلام الرئيس عون نقله عنه النائب سجيع عطية الذي زار قصر بعبدا قبل الظهر والتقى رئيس الجمهورية مع وفد «كتلة الاعتدال الوطني».

ماذا يريد حزب الله؟

بدوره، اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله من مجلس النواب ان «الحكومة هي المسؤولة عن القيام بأي جهد رسمي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية وعليها التزام ما جاء في بيانها الوزاري»، واعتبر ان هناك «بندًا أساسيًا يجب أن يكون على جدول أعمال الحكومة وهو وقف استباحة لبنان وهذه هي الأولوية الوطنية بعد سقوط نحو 186 شهيدا بعد وقف النار»، ورأى أن «المواطنين يعانون الاعتداءات الإسرائيلية ويطالبون الدولة بالقيام بدورها الفعلي».  وأشار الى ان «النقاش الجدي يجب أن يركز على الحقائق المرتبطة بالاعتداءات الاسرائيلية وكيفية مواجهتها ضمن استراتيجية وطنية وحوار بين الحرصاء على هذه الوطنية»، لافتا الى ان «الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب ضد مدنيين عزّل على مرأى لجنة مراقبة وقف النار والأمم المتحدة والدولة اللبنانية». ونفى»الادعاءات حول تهريب السلاح عبر مرفأ بيروت داعياً القضاء المختص إلى اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق مروجي هذه الاكاذيب». من جهتها، أشارت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان، الى ان «بعض وسائل الإعلام تناول في الآونة الأخيرة وبشكل لافت جدًا، أخبارًا ومعلومات منسوبة إلى مصادر في حزب الله أو إلى مسؤولين فيه، إنّ تلك الادعاءات هي عارية عن الصحة جملة وتفصيلًا. تؤكد العلاقات الإعلامية مجددًا، ما بات معلومًا، أنه لا يوجد مصادر في حزب الله...

سلامة :لا مانع من مؤتمر وطني

من جهته، اكد وزير الثقافة غسان سلامة ان لدى أورتاغوس همين أساسيين خلال لقائها الوزراء في لبنان، الأول عسكري ويتركّز حول نزع سلاح حزب الله وضرورة حصره بيد الدولة اللبنانية وهو وشرط أساسي لتدفق المساعدات الى لبنان، والثاني اقتصادي يتعلق بالإصلاحات المالية والإقتصادية المطلوبة من الحكومة، لافتا الى أن اهتمام أورتاغوس بالجانب الاقتصادي يتفوّق على الشأن العسكري. وشدد على أنه «رغم ان التطبيع لم يكن ضمن برنامج زيارة الموفدة الأميركية الى لبنان لكنّ يجب أخذه على محمل الجد.وأكد ان وحدة الموقف الرئاسي والوزاري في المحادثات مع اورتاغوس»، قائلا: «موقفنا واضح، الجيش يقوم بما يستطيع بالنظر لتجهيزاته في عملية نزع سلاح حزب الله. ورأى أن «الإهتمام بالناس وإعادة بناء منازلهم يجب ان يذهب بالتوازي مع نزع السلاح. وردا على سؤال عن إمكانية عقد مؤتمر وطني لنزع سلاح حزب الله، قال: لا مانع من مؤتمر وطني، لكن هذه السجالات مملة والجيش يقوم بواجبه، اضاف: إذا حصل انفجار في لبنان فلن يكون موضوع السلاح سببه.

لا اعادة اعمار!

من جهته، اكد وزير الخارجية يوسف رجّي أنه تم ابلاغ لبنان بوضوح أن لا إعادة إعمار ومساعدات دولية قبل حصرية السلاح شمال الليطاني وجنوبه، لافتاً إلى أن آخر من أبلغ هذا الموقف للبنان الرسمي هي المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس.ونفى رجي أن تكون أورتاغوس قد تحدثت عن «رزنامة زمنية» لإنجاز حصرية السلاح، موضحاً أنها قالت إن «ذلك يُفترض أن يحصل في أسرع وقت ممكن. وأوضح رجي أنه بخصوص موضوع الآلية التي ستُعتمَد للوصول إلى حصرية السلاح، فإن هناك مبدأً عاماً يقول إن الدولة لا تفاوض على سيادتها الداخلية، لذلك يُفترض أن يكون هناك موقف واضح من الحكومة، ونجد طريقة وآلية لحصر السلاح بيد الدولة.

 الاعتداءات الاسرائيلية

ميدانيا، وبعد قصف ثلاثة منازل امس الاول في بلدة ياطر، قضاء صور، استهدفت مسيرة اسرائيلية على ثلاث دفعات حفارة في بلدة عيتا الشعب، سبقتها معلومات بأن الجيش الاسرائيلي طلب عبر لجنة الاشراف التزام الجيش واليونيفيل مراكزهم في البلدة وهو ما فُهم كتمهيدٍ لاعتداء . وقد نفت قوات «اليونيفل»ان تكون أبلغت بدورها المعنيين في عيتا الشعب بتهديد إسرائيلي بضرب هدف في البلدة. تزامناً، وردت رسائل نصية واتّصالات تبيّن أنّ مصدرها أفريقيا، إلى سكان منطقة السموقة في بلدة جبشيت لجهة بلدة عبا، في قضاء النبطية، تُنذر السكان بإخلاء منازلهم. وجاء في التهديد: إلى المتواجدين في حي السموقة، حزب الله يستعمل بيوتكم لتخزين الذخيرة والصواريخ، لسلامتكم يُرجى الإخلاء فوراً... آخر إنذار». وعلى الرغم من الشكوك حول صحة التهديد، إلّا أنّ هذه الرسائل تسبّبت بحالات هلع بين السكان.


الأكثر قراءة

يوم سقوط نتنياهو؟