اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعدّ الديدان الطفيلية من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب الجهاز الهضمي للإنسان، وقد تمرّ الإصابة بها دون أن يلاحظها المصاب في البداية، نظرًا الى تشابه أعراضها مع اضطرابات هضمية أخرى. إلا أنّ تجاهلها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب. فما هي العلامات التي تشير إلى احتمالية إصابتك بالديدان الطفيلية؟ ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة لهذه العدوى؟

تشمل العلامات التحذيرية الأكثر شيوعًا للإصابة بالديدان الطفيلية، الشعور المستمر بالحكة في منطقة الشرج، خاصة أثناء الليل. وتحدث هذه الحكة نتيجة محاولة بعض أنواع الديدان، مثل الديدان الدبوسية، وضع بيضها قرب فتحة الشرج. كما قد يعاني المصاب من اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال أو الإمساك المزمن، إلى جانب الشعور بالغثيان أو وجود غازات وانتفاخ مستمر في البطن.

من الأعراض الأخرى التي قد تظهر على المصاب فقدان الشهية أو على العكس، الشعور الدائم بالجوع، دون مبرر واضح، بالإضافة إلى خسارة الوزن بشكل مفاجئ أو غير مفسّر. وقد تُلاحظ تغيّرات في لون البراز أو وجود ديدان صغيرة فيه. وفي بعض الحالات، تتسبب الإصابة بنقص في الفيتامينات والمعادن نتيجة امتصاص الطفيليات للعناصر الغذائية، مما يؤدي إلى شعور دائم بالإرهاق، أو شحوب الوجه، أو تساقط الشعر.

وتعدّ فئة الأطفال من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالديدان الطفيلية، خاصة في سن ما قبل المدرسة، إذ غالبًا ما يلعبون في أماكن غير نظيفة أو يضعون أيديهم في فمهم بعد لمس أسطح ملوثة دون غسلها جيدًا. كما تزداد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين يعيشون في بيئات تفتقر إلى النظافة أو يعانون من سوء الصرف الصحي. ولا تقتصر العدوى على المجتمعات الفقيرة فحسب، بل قد تنتقل أيضًا من خلال تناول الخضراوات أو الفواكه غير المغسولة جيدًا، أو اللحوم غير المطهية جيدًا، أو حتى عبر السفر إلى مناطق ينتشر فيها هذا النوع من العدوى.

الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص، لا سيما ممن يعانون من ضعف المناعة أو يتلقون علاجًا يثبط جهازهم المناعي، يكونون أكثر حساسية تجاه الإصابة بالديدان الطفيلية، ما يجعل ردة فعل أجسامهم أكثر حدة، ويزيد من خطر تطور العدوى إلى حالات معقدة.

لذا، يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض السابقة، وإجراء التحاليل المخبرية اللازمة لتشخيص الإصابة بشكل دقيق. كما أن الوقاية تلعب دورًا كبيرًا في الحماية، وتشمل غسل اليدين جيدًا قبل الأكل وبعد دخول الحمام، والحرص على طهي الطعام جيدًا، وتجنب شرب المياه غير النظيفة، بالإضافة إلى الاهتمام بنظافة الأظافر وتقليمها بشكل منتظم، خاصة لدى الأطفال.

في النهاية، تبقى الديدان الطفيلية من الإصابات التي يمكن علاجها بسهولة عند الكشف المبكر، لكنها قد تتحول إلى مشكلة صحية مزمنة إذا تم إهمالها. ومن هنا، فإن الوعي بأعراضها والفئات المعرضة للإصابة بها هو الخطوة الأولى نحو الوقاية والحفاظ على الصحة العامة.

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس