اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عقارب الساعة المحلية والاقليمية والدولية على توقيت مسقط. وما سيخرج عن الاجتماع الاميركي - الإيراني يرسم مسار المنطقة والعالم سلما ام حربا. الانظار كلها نحو عمان اليوم، وما يجري من مباحثات حول الملف النووي الإيراني، الذي يُعقد في اجواء من التوترات المتصاعدة بين البلدين، ارتفعت وتيرتها منذ اليوم الأول لوصول الرئيس الاميركي ترامب، الذي هدد بضرب ايران والمفاعل النووي اذا لم تلتزم الشروط الاميركية، مقابل الموقف الإيراني بالرد ومواجهة كل الاحتمالات، ودخول العالم في نفق مظلم.

المباحثات الاميركية - الإيرانية تعقد في اجواء من الضبابية والغموض، بعد الانقلابات الكبيرة في سورية ولبنان وغزة، التي صبت كلها ضد محور المقاومة، وسبقتها حملات اعلامية وتهويلية على ايران، وصلت بالبعض الى تحديد تواريخ بدء الهجوم الاميركي ونهاية محور المقاومة وحزب الله ، لكن الدخول السعودي القوي على الخط بين واشنطن وطهران، ونقل الرسائل بين البلدين، ساهم في اقناع ترامب بإعطاء فرصة جديدة للحوار، ومعاودة المباحثات التي قد تمتد لاشهر. هذا المسار مد العالم بجرعة من التفاؤل الحذر، باحتمال الوصول الى اتفاق يجنب دول الخليج الخراب والدمار.

مرجع سياسي كبير دعا المقربين منه الى الانتظار والتخفيف من الاطلالات الاعلامية وإصدار المواقف، في ظل الغموض غير البناء في المنطقة. واكد ان اتجاهات الريح اللبنانية تحددها مسقط وما يجري فيها، فنجاح المفاوضات يشكل بداية عصر جديد في بناء الدولة، والفشل يعني بقاء كل الأمور على حالها، والمراوحة بين « دولة ولا دولة» بغض النظر عن نيات الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام.

وشدد المرجع على ان تعثر المفاوضات الاميركية - الإيرانية، يعني استمرار حرية الحركة «الاسرائيلية» برا وبحرا وجوا مع عمليات القصف والاغتيالات و الاحتلال للنقاط الخمس، ومواصلة الضغوط للتطبيع، وبقاء المساعدات بالقطارة، كيلا تتدهور الامور نحو نقطة اللاعودة والانهيار.

طاولة الحوار تتقدم

وفي ظل الاجواء الملبدة في المنطقة، فان «بقعة الضوء» التي فتحها التواصل المباشر بين الرئيس جوزيف عون وحزب الله، وتعزيز العلاقة والثقة بينهما، حسب اوساط الطرفين، يمكن البناء عليهما لمعالجة كل المواضيع ومنها سلاح الحزب.

وفي المعلومات ان الاستعدادات لعقد طاولة الحوار قد بدأت بهدوء، وعندما تنتهي النقاشات حول برنامج العمل سترسل الدعوات، وان ردود الفعل على عقد الطاولة ايجابي جدا من كل القوى السياسية والفاعليات، باستثناء «القوات اللبنانية» المتمسكة بعدم جدوى الحوار مع الحزب حول سلاحه، وضرورة الحسم سريعا مهما كانت النتائج . واشارت المعلومات الى ان ما نقل عن الرئيس عون حول ليونة حزب الله في ملف سلاحه، حظي باهتمام واسع من معظم السفارات في بيروت، وهذا ما يؤشر إلى دعم دولي وعربي للحوار، مهما وصلت «عنعنات» سمير جعجع وسامي الجميل.

وتقول المعلومات ان هناك تقديرا واضحا من قيادة حزب الله لدور الرئيس جوزيف عون وحكمته وعقلانيته في مقاربة الامور، بالإضافة الى الاشادة بجرأة مواقفه في فرنسا امام الرئيس ماكرون والموفدة الاميركية اورتاغوس، وتحميله الاحتلال «الاسرائيلي» مسؤولية هز الاستقرار، من خلال مواصلة احتلال النقاط الخمس والاغتيالات.

في المقابل، يواصل حزب الله اصدار مواقفه الداعمة للرئيس عون والجيش اللبناني، ويتجنب اي كلام سلبي على رئيس الحكومة، ويؤكد انه خلف الدولة ومستعد للنقاش في كل المواضيع. وهنا، لا بد من العودة الى مواقف الامين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله، ودعواته المتكررة لبناء الدولة القادرة والقوية والعادلة التي تحمي جميع اللبنانيين، كمدخل للبحث والحوار في كل الملفات، واولها الاستراتيجية الدفاعية.

اصلاح المصارف

بدأت الحكومة في جلستها امس، دراسة اصلاح المصارف على أن يستكمل النقاش في جلسة ثانية اليوم، نتيجة إصرار وزير المالية ياسين جابر على إقراره قبل سفره إلى اجتماعات صندوق النقد الدولي مع وزير الاقتصاد، ويريد جابر ان يحمل معه إلى صندوق النقد اقرار الحكومة شروط الجهات الدولية، قبل عقد اي اتفاق بين لبنان وصندوق النقد الدولي.

وقد تم في جلسة مجلس الوزراء امس، تعديل بعض المواد ومناقشة البنود الـ 13 المقدمة من «جمعية المصارف»، كما تم التطرق إلى تدخلات بعض المصارف الكبرى، على ان يحال المشروع بعد اقراره الى المجلس النيابي، رغم ان الوزير جابر سيحمله الى صندوق النقد الدولي قبل مناقشته في اللجان النيابية، واقراره في المجلس النيابي لضيق الوقت.

زيارة عون الى النافعة والمرفأ

ترك كلام الرئيس عون خلال «الكبسة» التي قام بها على مرفأ بيروت ومصلحة تسجيل السيارات والآليات « النافعة»، ارتياحا في صفوف اللبنانيين الذين تابعوا وقائع ما قام به على الشاسات ومواقع التواصل الاجتماعي، وقال الرئيس عون لاصحاب المعاملات «انا هنا لاني اعرف مشاكلكم، والمطلوب منكم ابلاغي بالصعوبات التي تواجهكم، واقول لكم من يغطي الفساد هو مشارك فيه، فكونوا انتم عيوننا».

كما شدد من مرفأ بيروت على «ضرورة انتظام الرقابة الجمركية على البضائع المستوردة، واستيفاء الرسوم بعدالة، وعدم التهاون مع مرتكبي المخالفات».

التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت

استجوب قاضي التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير السابق لامن الدولة اللواء طوني صليبا.

واشارت مصادر مقربة من اللواء ابراهيم الى ان جلسة الاستماع كانت هادئة وسلسة إنما دقيقة، واستمرت لأكثر من ساعتين، وعبر اللواء ابراهيم بعد استجوابه في حضور محاميه سامر الحاج، عن ارتياحة لمسار التحقيق، وقال: «حضرت للتأكيد على ان تقديم دعوى مخاصمة في وجه القاضي البيطار، لا يهدف الى عرقلة التحقيقات، بل الى تسليط الضوء على ارتكاباته. فيما أوضح محامو اللواء ابراهيم في بيان، ان حضوره تأكيدا منه على انه تحت سقف القانون والقضاء، واحتراما منه لعوائل الشهداء والضحايا، وكيلا تفسر شكوى المخاصمة عرقلة لسير العدالة، مع التمني ان يسير التحقيق وفقا للاصول القانونية واحقاقا للحق والعدالة وإظهارا للحقيقة. علما ان القاضي البيطار لم يأخذ بدعوى المخاصمة.

فيما غادر اللواء صليبا قصر العدل بعد ساعتين من التحقيقات في حضور محاميه نضال خليل، ولفت صليبا الى انه أجاب عن كل الأسئلة، والقاضي البيطار أدار الجلسة بهدوء، وكانت الاجواء ايجابية، وأوضح انه المسؤول الوحيد الذي حضر الى قصر العدل وادلى بافادته 4 مرات.

الحكومة أقرت مطالب المعلمين

أقرت الحكومة مطالب المعلمين في جلستها بعد ظهر أمس في السراي الحكومي برئاسة نواف سلام، بعد الإضراب الذي نفذوه امس. وتم إعطاء المعلمين راتبين إضافيين بعد إلغاء الإنتاجية واستبدالها بالمثابرة، على أن يتم دمج الراتبين في صلب الراتب الاساسي، ويسري هذا القرار منذ اول شباط ، ومن المتوقع رفع الإضراب بعد اجتماع الهيئات التعليمية. كما قد تم إلغاء الإنتاجية منذ شهرين، و المقدرة بـ 375 دولارا في الشهر، نتيجة توقف الامم المتحدة عن الدفع .

الوضع المعيشي

وفي الإطار المعيشي، عقدت «لجنة المؤشر» اجتماعا برئاسة وزير العمل الدكتور محمد حيدر، وتم الاتفاق على رفع الاقتراحات خلال 15 يوما، لوضع التصورات النهائية للزيادات. وأبدى خبراء تخوفهم على مسيرة الحكومة وانغماسها وغرقها في فتح ملفات شائكة ومعقدة وكبيرة، يحتاج حلها لى تسويات و”كباشات” وتمويل خارجي وسنوات، وترك القضايا المتعلقة بحياة الناس اليومية والآنية، مما يساهم في مضاعفة الاحباط، خصوصا على أبواب فصل الصيف مع انتشار الحفر على الطرقات وزحمة السير. فهل يجوز مثلا الحديث عن مشاريع عملاقة، بينما نفق المطار ما زال بدون إضاءة منذ شهور، رغم حوادث القتل اليومية ؟ إضافة إلى التعقيدات في كل الملفات الإدارية المتعلقة بالمواطنين، وهذا يفرض البدء بورشة الاصلاحات فورا.

الأكثر قراءة

يوم سقوط نتنياهو؟