انتخاب بلدية بيروت: المناصفة معلقة على توافق واسع...
محاولة مُعقّدة لاستخلاص قواسم مشتركة بين النواب المسلمين والمسيحيين .. والتغييريّون يعدّون لائحتهم

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم تتبلور اجواء الانتخابات البلدية في بيروت التي تتميز بوضع خاص لاسباب عديدة ابرزها تنوع مكوناتها الطائفية والمذهبية والسياسية بشكل حساس ومعقد، الامر الذي يبقي الاسئلة مفتوحة حول امكان تحقيق المناصفة في المجلس البلدي بين المسلمين والمسيحيين التي يبدي معظم الاطراف حرصهم عليها.
ويمكن القول ان الاجواء المتصلة بالتحضير للاستحقاق البلدي في بيروت غير واضحة المعالم حتى الان، وهناك ارباك واضح لدى كل الاطراف فاقمه قرار تيار المستقبل عدم الانخراط في هذا الاستحقاق، كما يؤكد احد نواب بيروت، مشيرا الى ان قراره هذا بات قرارا نهائيًا وحاسما .
وقبل شهر من موعد الانتخابات البلدية في بيروت ( ١٨ ايار المقبل ) يصف المصدر الاجواء السياسية والشعبية بانها
" خبيصة بخبيصة "، لكن هناك اعتقاد بان تتبلور الصورة تدريجيا خلال الاسبوعين او الثلاثة المقبلة.
ووفقا للمعلومات بعد تصريح الرئيس نبيه بري اول من امس فان عقد جلسة عامة لمجلس النواب لتعديل قانون الانتخابات لتأمين المناصفة في المجلس البلدي لبيروت ليس واردا للاسباب التي اوردها لا سيما انه يؤدي الى الحاجة الى التمديد للبلديات الحالية وتاجيل مواعيد الانتخابات البلدية التي حددتها وزارة الداخلية، وهذا الامر غير وارد باعتبار ان الحكومة عازمة على اجراء الانتخابات في موعدها كما ان كل الاطراف اكدت وتؤكد على اجرائها في موعدها.
واذا كان كل الاطراف يعلنون ويؤيدون تحقيق المناصفة، الا ان الضمانات السياسية لتامين هذا الهدف لم تتوافر حتى الان ما دامت الاطراف والاحزاب السياسية الاساسية والمؤثرة لم تتفق بعد على تشكيل لائحة توافقية يمكن ان تضمن المناصفة كما حصل سابقا خلال مشاركة وحضور تيار المستقبل بالتعاون مع الاحزاب والقوى الرئيسية.
وحتى الان يجري البحث على اكثر من محور لايجاد صيغة توافق بين معظم القوى والاحزاب تتضمن توزيع الحصص والاسماء. وتتكثف المساعي لمحاولة وضع الخلافات السياسية الحادة بين هذه الاطراف جانبا وتحييد الاستحقاق البلدي في بيروت عنها بغية تشكيل لائحة توافقية بغطاء طائفي وسياسي قوي يضمن فوزها من دون حصول خروقات تذكر من اللوائح الاخرى.
ووفقا لمصادر مطلعة، هناك فكرة طرحت في اليومين الماضيين مفادها ان يعقد النواب المسلمون اجتماعا لهم في خلال اسبوع بموازة اجتماع مماثل للنواب المسيحيين تمهيدا لاجتماع موسع او بحث موسع ياخذ بعين الاعتبار النتائج التي ينتهي اليها الاجتماعان سعيا الى جمع القواسم المشتركة في اطار موحد يكفل تشكيل لائحة توافقية قوية.
وتضيف المصادر انه من الصعب التكهن حول نتائج الالية في ظل الاجواء السياسية الحادة التي تسود البلاد، لكن المداخلات التي بوشر بها على ارفع مستوى ربما تساعد على الذهاب الى هذا التوافق الذي لا بديل عنه لتامين المناصفة بنسبة شبه كاملة ان لم تكن كاملة.
وحسب الاجواء والمعلومات هناك اشكالات وتباينات تواجه تاليف اللائحة التوافقية حتى الان ابرزها:
١- صحيح ان القوى المسيحية الاساسية في بيروت اتفقت على الاطار العام في التعاطي مع الاستحقاق البلدي في العاصمة، الا ان البحث والنقاش في ما بينها حول الحصص والاسماء لم يحصل بعد بانتظار معرفة اجواء القوى والاطراف المسلمة ومعرفة مصير اللائحة التوافقية الموحدة، فاذا سقطت محاولات تاليفها سيضطر كل طرف الى رسم تحالفات اخرى ستؤدي الى خروقات متبادلة وبالتالي لن تؤمن المناصفة.
١- تشهد الساحة السنية في بيروت ارباكا كبيرا وتبرز خلافات بين نوابها الحاليين، ومما لا شك فيه ان غياب تيار المستقبل وعدم مشاركته بالانتخابات يفاقم الوضع ويترك فراغا كبيرا يحدث هذا الارباك.
٢- حتى الان هناك تجاذب واضح بين نواب ومحاور بيروتية الامر الذي ترك الوضع مفتوحا للعمل على تشكيل لوائح عديدة ستؤدي بطبيعة الحال الى خروقات متبادلة.
٣ - يتجه التغييريون في بيروت الى رفض ما يسمونها اللائحة المعلبة، ويسعون الى تشكيل لائحة منافسة بدأ اعدادها.
٤- ضعف الثقة بين القوى والاطراف السياسية الاساسية والقوية التي يفترض ان تتوافق لتشكيل اللائحة القوية التي تضمن المناصفة، وهذا ما يطرح علامات استفهام عديدة حول النتائج التي قد تحصل.