اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



انه الخميس الذي اقام فيه يسوع العشاء الاخير مع تلاميذه، حيث غسل لهم ارجلهم، وهي امثولة تواضع لهم وللعالم.

احداث هذه الايام تتابع، حاملة الالم والوجع والخلاص والخيانة والصلب والموت والقيامة.

راكع هو يسوع وحيدا، يصلي في بستان الزيتون والرسل نيام. انه العشاء الاخير. انها الوصية الاخيرة: احبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم.

ثم اخذ خبزا وبارك وشكر وكسر واعطى تلاميذه وقال: "خذوا كلوا هذا هو جسدي". واخذ الكأس وبارك وشكر واعطاها لتلاميذه وقال: "اشربوا من هذا كلكم، لان هذا هو دمي للعهد الجديد الذي يراق عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا، واصنعوا هذا لذكري".

انه حمل التسبيح الموزع طعاما للنفوس الجائعة. انه حمل الفصح، وهو يوم تأسيسي للاسرار: سر الكهنوت وسر الافخارستيا والقربان المقدس وسر العماد وسر التوبة والمغفرة والمصالحة والمحبة.

صار خمرة الخلاص، بعد ان كان خمرة الفرح في عرس قانا الجليل، واعطانا بجسده خبز الحياة الابدية وطعاما ملائكيا، بعد ان سأل تلاميذه قائلا: "هل عندكم شيء يؤكل". وبعد ان اطعم "الاسرائيليين" المن في البرية، اطعمنا جسده الطاهر عربون حياة ابدية، الخبز النازل من السماء.

اوصانا وطلب منا في وصيته الاخيرة ان نصنع مثله، اي ان نتواضع وهو دلالة الخالق. تواضع وغسل ارجل تلاميذه وقبّلها، واعطانا وصيته الاخيرة ان نحب بعضنا بعضا كما هو احبنا.

ومن يقول انه يحب الله الذي لا يراه ويبغض اخاه الذي يراه فهو كاذب، لان الله محبة. وقد طلب منه رحمة الذبيحة. وقبل ان نقدم قرباننا لنذهب ونصالح اخوتنا. والا فنحن كذبة وترانيم طقوسية فريسية كاذبة.

خميس الاسرار هو طقس ورتبة وزمن، وفعل تأسيسي لسر المعمودية، وسر الكهنوت، وسر الغفران او التوبة، وسر القربان المقدس، وفعل القدوس رمزيا بل هو فعل حقيقي واقعي، وليس تردادا تشبيهيا، بل فعل واقعي حقيقي ، وعلينا ان نتمم الوصية ونفعله كذكرى، اي ليس استذكارا زمنيا، بل فعل حقيقي واقعي تجديدي لما فعله يسوع، وليس هو اشارة رمزية فقط، بل حقيقة فعلية واقعية.

اعطنا يا رب ان نتمم هذا السر كما فعلت وأمرت.

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس