اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كعادته في زمن الصوم والآلام، حيث تتكثّف لحظات التأمل والرجوع إلى الذات، قدّم الفنان والمرنّم رفيق خويري ريستالاً روحياً حمل عنوان "فرحنا قيامة"، في أمسية استثنائية دعت إليها رعية مار نعمة الله الحرديني – دير طاميش.

هذا الريستال، المفعم بالروحانية والخشوع، جاء من صميم الليتورجيا المارونية اللبنانية، التي يحرص خويري على أن يحملها معه في معظم الريسيتالات التي يحييها، إيمانًا منه بقدسية هذا التراث الموسيقي الذي يغذّي الروح ويقرّب الإنسان من جوهر الإيمان.

تميّزت الأمسية بجوّ من الصلاة الصادقة والتأمل العميق، ساهمت فيه التراتيل التي حملت الكثير من الشجن والتعبير، بمرافقة تخت شرقي متكامل، ضمّ نخبة من العازفين: على الناي رئيس دير مار يوسف - البرج، ضبية، الأب فادي عقيقي، وعلى الكمان والعود الأب جان جبور الذي رتل بصوته العذب الإنجيل الخاص بالقيامة وقانون الأخت الراهبة روزات مراد، أما الأورغ فكان بإشراف وإدارة الأب طوني سلامة، رئيس دير طاميش وخادم رعية مار نعمة الله الحرديني.

وقد أضفى الكورال المرافق بمشاركته أداءً مميزًا زاد من غنى المشهد الفني والروحي، حيث جاء أداؤه متماسكًا ومتناغمًا مع أجواء المناسبة.

تنوّع الريستال بين لوحتين رئيسيتين: لوحة الآلام التي جسدت الحزن المقدس، ولوحة القيامة التي عبّرت عن الفرح السماوي والانتصار على الموت. وكان الحضور لافتًا، ضمّ عددًا من الرهبان والراهبات، إضافة إلى فعاليات المنطقة، مخاتير، مرشحين للبلديات، ومؤمنين اجتمعوا في دير طاميش ليعيشوا هذه اللحظة الروحية الجامعة.

وقد جاءت أصداء الحضور تؤكد أن رفيق خويري استطاع أن يحملهم في رحلة من الأرض إلى السماء، حيث اختبروا الصلاة كسلام داخلي وجمال سماوي. ونُقل الريستال مباشرة عبر قناة "نورسات"، وسيُعاد بثّه عبر عدد من القنوات المحلية والدينية.

"فرحنا قيامة" لم يكن مجرد أمسية فنية، بل كان محطة إيمانية حقيقية، جمعت بين جمال الفن وعمق الرسالة الروحية، فترك في قلوب الحاضرين أثرًا لا يُنسى.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس