اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



يوم الجمعة العظيمة، انه اليوم الكبير، او اليوم الاكبر، او يوم التحول في تاريخ الله والكون والانسان والبشرية على صليب اللعنة. رب الانسان يموت، وبموته وبسط يديه يجدد ويجمع ويخلص كل شيء ما في السماوات وما على الارض.

 انه يوم الخلاص والحدث التاريخي الاعظم في تاريخ ابن الله والبشرية والانسان الذي خلق الكون، الملك والابن السماوي وحيد وحبيب الآب، يموت عريانا ملعوناً على الصليب، ليفتدي ويخلص خليقته.

خشبة الموت صارت شجرة وخشبة الخلاص والحياة. الاله الجبار يموت مهاناً عطشاناً مصلوباً صارخاً من الوجع، على تلة الجلجلة بين لصين.

 اعطنا يا رب ان نطبع حياتنا بالآمك العجيبة لنستحق مجد قيامتك، وامسحنا بالماء والدم الذي جرى من جنبك الذي طعناه فيه بحربة خطايانا، لنستحق مجد قيامتك. اعطنا ان نموت معك لنقوم معك بمجد لا ينتهي.

حبيبي هو سيدي، مخلص آت يموت ليخلصني ويفتديني، هو القدوس البريء، اصبح مزدريا لا منظر له لنعرفه، حمل صليبه وسار على طريق الجلجلة، وقع تحته ثلاث مرات، لم امد يدي لاساعده كسمعان القيرواني، ولم امسح وجهه المدمى كفيرونيكا. وعلى رأسه اكليل الشوك وصل الى المكان الذي يسمى الجلجلة، اعطوه خمراً ممزوجة خلاً ومرارة، ليخففوا اوجاع صلبه بالمسامير. لص الشمال يعيره ،ولص اليمين يصرخ قائلاً "اذكرني يا رب متى اتيت في ملكوتك". والمجتازون يجدفون عليه ويسخرون ويهزأون منه مع الكتبة ورؤساء الكهنة: "خلص آخرين ونفسه لم يقدر ان يخلصها ، ان كان هو المسيح ملك "اسرائيل"، فلينزل الآن عن الصليب لنرى ونؤمن".

وكانت ظلمة على الارض كلها، فصرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً: "الوهي، الوهي لما شبقتني"، الذي تفسيره: "الهي الهي لماذا تركتني"، كان ذلك عند الساعة السادسة حتى التاسعة. وقال "انا عطشان". وكانت واقفة عند صليب يسوع، امه واخت امه مريم ومريم المجدلية والتلميذ الذي كان يحبه، فقال لامه: "يا امرأة هذا ابنك"، ثم قال للتلميذ "هذه امك".

وقال "انا عطشان"، فملأوا اسفنجة من الخل ووضعوها على زوفى وادنوها من فمه، فلما اخذ يسوع الخل قال بصوت عظيم: "لقد تم"، وامال رأسه واسلم الروح.

 ولما رأى قائد المئة ما حدث مجد الله قائلا: "بالحقيقة كان هذا الرجل صدّيقاً". وبعد ان قال يسوع بصوت عظيم "يا ابت بين يديك استودع روحي"، اظلمت الشمس، وانشق حجاب الهيكل من وسطه، وتشققت القبور، وقام الاموات.

 ونحن نعرف ايمانياً ولاهوتياً انه ساعة مات قام. اما الاحداث فتمت في سرد زمني متتابع. اما يسوع فلم يقدر عليه الموت، بل قهر الموت بالموت. لذلك نقول: "ساعة مات قام، المسيح قام حقاً قام".

لا موت في المسيحية، هذا هو رجاؤنا، ولو لم يقم المسيح لكنا اشقى الناس كما يقول بولس. والقبر فارغ. والموت كوت جمرة القيامة شفتيه فبصقها؟ ونحن ابناء الرجاء وابناء القيامة. القيامة موعدنا، لان المسيح هو بكر القائمين ، عربون قيامتنا ورجائنا. والموت كما يقول القديس اغوسطينوس "لا شيء" ، لذلك مار بولس ساعة تكلم عن القيامة في اثينا، فاجأ اليونانيين الذين لم يكونوا  يعرفون القيامة ولا يؤمنون بها، بل كانوا يعلنون ان لكل شيء نهاية. اما مار بولس فاعلن "ان المسيح غلب الموت بالموت... واعطانا الحياة".

 

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس