اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



طبشات:

- هؤلاء أبرز المرشحين لخلافته

- بارولين وتاجلي وتوركسون وسكولا من أبرز الأسماء المتداولة

- البابا الجديد قد يكون من خارج أوروبا

- سيدفن خارج الفاتيكان لأول مرة منذ 300 عام

- البابا يُوصي بأن يُدفن في كنيسة القديسة مريم الكبرى بدل كاتدرائيّة مار بطرس


بعد رحيل الحبر الأعظم البابا فرنسيس، بابا الفقراء والمشرّدين، يوم إثنين القيامة الذي طبع الكنيسة بأفكاره التغييرية، وعيش الحياة الإنجيلية المتواضعة والبسيطة على خطى السيّد المسيح، على أمل أن تُعلنه الكنيسة قدّيساً، إذا تمّت شفاءات وعجائب بشفاعته، يبدأ الفاتيكان بالتحضير للجنازة وترتيبات الدفن، والإستعدادات لانتخاب البابا الجديد.

غير أنّ هذه العملية، تتمّ بعد انتهاء أيّام الحداد التسعة على البابا ومراسم جنازته، التي تقرّر أن تحصل العاشرة من يوم السبت المقبل في 26 نيسان الجاري، على أن يُدفن، كما أوصى أواخر العام 2023، في كنيسة سانتا ماريا ماجوري (أي كنيسة القدّيسة مريم الكبرى)، الأحبّ الى قلبه، في وسط روما، ليكون بذلك أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ أكثر من ثلاثة قرون، خلافاً للبابوات السابقين الذي دُفنوا في سرداب كاتدرائية القدّيس بطرس في الفاتيكان.

ويُنقل جثمان البابا الذي سُجي في كنيسة دار الضيافة سانتا مارتا في مقرّ إقامته في الفاتيكان، في تابوت خشبي بسيط مبطّن بالزنك، وفق ما أشارت مصادر كنسية مطّلعة، وليس في ثلاثة توابيت متداخلة مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلّوط، على ما أراد، وذلك خلافاً لما كان يُعتمد مع البابوات السابقين، اليوم الأربعاء الى كاتدرائية مار بطرس، لإلقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل المؤمنين والمحبّين، على أن يستمرّ الوداع لمدّة 3 أيّام. وقد ألغى تقليد وضع جثمان البابا على منصة مرتفعة ليتمكّن العامة من رؤيته، مع إزالة الغطاء عن النعش. ويتوقّع أن يحضر مراسم الجنازة التاريخية السبت، عدد كبير من رؤساء دول وحكومات، من بينهم رئيس الجمهورية جوزاف عون وعقيلته، وسط حضور شعبي ضخم من جميع أنحاء العالم.

وعلى طريقة "مات الملك.. عاش الملك"، لا يُمكن ترك الكنيسة الكاثوليكية من دون بابا، الذي هو رأس الكنيسة وأسقف روما، وخليفة القدّيس بطرس، كونه يتولّى مسؤولية توجيه الكنيسة والإشراف على العقيدة المسيحية، ويتواصل مع القادة السياسيين كونه رئيس دولة، وإن كانت الأصغر في العالم، فضلاً عن أنّه يُعدّ المرجع الأعلى للكاثوليك في المسائل الدينية كافة. لهذا فإنّ انتخاب البابا الجديد، على ما توضح المصادر، ستحصل بعد انتهاء مراسم دفن البابا فرنسيس. ويحقّ للكرادلة ما دون سنّ الثمانين فقط بالمشاركة في عملية الإنتخاب، وحالياً تتراوح أعمار الكرادلة الذين سينتخبون البابا، الذي سيخلف البابا فرنسيس بين 45 و79 عاماً.

أمّا كيف تتمّ العملية، فتقول المصادر إنّه بعد انعقاد الجمعية العمومية التي يُشارك فيها جميع الكرادلة، سواء كانوا ناخبين أو غير ناخبين، وعددهم اليوم 252 كردينالاً كاثوليكياً، يدعو عميد مجمع الكرادلة جوفاني باتيستا الذي سيترأس مراسم جنازة البابا فرنسيس، الكرادلة للإجتماع، (بعد أن دعاهم للمشاركة في رتبة الوداع)، الى عقد ما يُسمّى بالكونكلاف أو المجمع المغلق أو السرّي في "كابيللا سيستينا" في الفاتيكان، لانتخاب البابا الجديد، على أن يرأس جلسات الإنتخاب. ويدخل الكرادلة المؤهّلين للإقتراع، وعددهم 138 كاردينالاً، بينهم 110 عيّنهم البابا فرنسيس، للبدء بعملية الإنتخاب. مع العلم بأنّه ليس من مرشّحين لمنصب الحبر الأعظم في الكنيسة، لهذا فإنّ الروح القدس هو الذي يُلهمهم مَن مِن بين مجمع الكرادلة سينتخبون بابا للكنيسة. وتتكرّر عمليات الإنتخاب لتصل الى أربع مرّات يومياً، وفي كلّ مرّة، لا ينال فيها أي كاردينال ثلثي أصوات الناخبين، ينبعث الدخان الأسود من مدخنة كنيسة سيستينا مع حرق أوراق الإقتراع.

ويستمرّ الإنتخاب لمدّة أقصاها عشرة أيّام، سيما وأنّه خلال المئة سنة الماضية لم تستغرق عملية الإنتخاب أكثر من هذه الفترة، الى أن يحوز أحد الكرادلة على ثلثي الأصوات، فينطلق عندها الدخان الأبيض الذي ينتظره جميع المؤمنين التابعين للكنيسة الكاثوليكية في أنحاء العالم، كعلامة لانتخاب البابا الجديد. وبعد صعود الدخان الأبيض من موقدة كنيسة سيستينا، يطلّ الكاردينال دومينيك مامبرتي ليزفّ خبر انتخاب البابا الـ 67 للكنيسة الكاثوليكية. ويسأل عميد الكرادلة البابا المنتخب إذا كان موافقاً على هذه المهّة، وعن الإسم الذي يريد أن يحمله طوال حبريته، فإذا وافق، يُعلن ذلك قائلاً: "فلنفرح أصبح لدينا بابا".

صحيح أنّه ليس من وقت محدّد لانتخاب البابا، على ما أشارت المصادر، ولكن نظراً لوجود الكرادلة في غرفة في مكان مُقفل، وليس لديهم أي اتصال مع الخارج لا عبر الهاتف أو التلفزيون أو وسائل التواصل الإجتماعي، أو أي وسيلة أخرى، بهدف أن تحصل عملية الإنتخاب بعيداً عن أي تأثيرات خارجية أو ضغوطات سياسية، لهذا فهم مدعوون الى انتخاب البابا في أسرع وقت ممكن.

ومن أبرز المرشحين لخلافة البابا فرنسيس، على ما تكشف المصادر، 5 كرادلة يتمّ التداول بأسمائهم هم: وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال الإيطالي بيترو بارولين، الفيليبيني لويس أنطونيو تاجلي، الغاني بيتر توركسون، المجري بيتر إردو، والإيطالي أنجيلو سكولا الذي كان من بين المرشّحين الأوفر حظّاً في اجتماع العام 2013 الذي انتخب البابا فرنسيس.

والمرحلة الإنتقالية بين وفاة البابا وانتخاب البابا الجديد، على ما تلفت المصادر الكنسية، تُعتبر مرحلة "فراغ رسولي" أو شغور الكرسي البابوي، ولا يجب أن تطول، لأنّ الكنيسة لا تحتمل الإنتظار. علماً بأنّ هناك ثلاثة كرادلة يتولّون حاليّاً مسؤولية إدارة الشؤون الفاتيكانية خلال فترة الشغور حتى انتخاب البابا الجديد، وإن كانوا لا يتمتّعون بصلاحيات روحية وتشريعية كتلك التي يمتاز بها البابا. ويُنكّس علم الفاتيكان حداداً على البابا خلال المرحلة الإنتقالية، وتُغلق شقّة البابا الخاصّة بالشمع الأحمر، كما يُكسر الخاتم الخاص به الذي يُمثّل "بطرس الصيّاد"، إيذاناً بشغور الكرسي البابوي وانتظار الرأس الجديد للكنيسة الكاثوليكية.

وصحيح بأنّ البابا فرنسيس زار خلال حبريته التي دامت 12 عاماً، نحو 50 دولة في العالم، حاملاً رسالة سلام وتواضع وتناغم إجتماعي واحترام القيم الديموقراطية والمرأة، منتقداً النظام الرأسمالي، ومعتمداً النهج الإصلاحي والمليء بالأمل للشباب. وكان لديه حلم بزيارة لبنان، وليس فقط رغبة شديدة، غير أنّ الظروف لم تسنح له بزيارته التاريخية هذه، إلّا أنّه لم يكن بعيداً عن لبنان واللبنانيين. على العكس تماماً، تقول المصادر الكنسية، فقد أحبّ قداسته هذا البلد، وربطته به علاقة قويّة. وكان تعرّف على القدّيس شربل وأحبّه من خلال أيقونة أهداه له أسقف ماروني في الأرجنتين، وكان يُصلّي له ، ولهذا اهتمّ برفع صورة للقديس شربل في كاتدرائية مار بطرس خلال حبريته. فضلاً عن معرفته الكبيرة بلبنان المذكور في الإنجيل، ما جعله دائماً يُندّد بلبنان ويذكره خلال التبشير الملائكي، الى جانب دول المنطقة التي زارها مثل الأردن وفلسطين والإمارات والعراق. وفي 2 أيلول 2020 التقى في الفاتيكان بالكاهن اللبناني جورج بريدي، وقبّل العلم اللبناني الذي كان يحمله في الفاتيكان، ودعا في كلمته العالم الى الصلاة والصوم من أجل لبنان، لا سيما بعد ما أصابه من انفجار 4 أب من العام نفسه. وانتشرت صورته في جميع الوسائل العالمية.

وممّا قاله البابا فرنسيس عندما سئل عن كيفية تنفيذ "وثيقة الأخوّة الإنسانية"، التي جرى توقيعها مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيّب في العام 2019 في الإمارات العربية، التي تمثّل إعلاناً مشتركاً يحثّ على السلام بين الناس في العالم، "أنظر في هذه اللحظات الى لبنان، هو ألم بالنسبة لي، لأنّه ليس وطن نتفرّج عليه فقط، فهناك بابا سبقني (في إشارة الى البابا يوحنا بولس الثاني) وقال عنه إنّه "أكثر من وطن هو رسالة"، وذلك للدلالة على أنّنا كلّنا ننظر الى هذا الوطن الذي له المعنى الأكبر". وأضاف: "لبنان يتألّم في هذه اللحظات، وأغتنم الفرصة لأوجّه رسالة مباشرة الى رجال السياسة في لبنان، واقول "ضعوا مصالحكم الخاصّة جانباً، وانظروا الى وطنكم، تطلّعوا أولاً الى الله وضعوا وطنكم الى جانبه"، قائلاً: "أوقفوا انحدار لبنان الى الهوّة، فمن الواجب أن يستعيد لبنان عظمته، وهنالك طرق عدّة لاستعادة عظمته، من خلال الصلاة وإضاءة الإعلاميين على هذا الوطن العظيم.

كما بعث في فترة الميلاد الى لبنان برسالة عبر غبطة البطريرك بشارة الراعي، الذي يُفترض أن يُشارك في أيّار المقبل في انتخاب البابا الجديد، إذا استعاد صحّته بعد عملية كسر وركه، قال فيها: "بما أنّك بطريرك الموارنة ورئيس مجلس بطاركة الشرق، أودّ توجيه هذه الرسالة عبرك الى كلّ اللبنانيين، من مسيحيين ومسلمين لأقول لهم نقطتين: الكتاب المقدّس يذكر لبنان مرّات عدّة، وبشكل خاص أرز لبنان الذي هو رمز الثبات والاستقرار والحماية ورمز الصدّيق". وانطلاقاً من هذا المعنى اللاهوتي للأرز، استشهد برسالة أرسلها البطريرك الياس الحويك يناشد فيها الزعماء السياسيين والقادة الروحيين، يقول فيها "أنتم أيها المتسلّطون يا قضاة الأرض، يا نوّاب الشعب، ملزمون بصفتكم الرسمية ووفقاً لمسؤولياتكم أن تسعوا وراء المصلحة العامّة، وقتكم ليس مكرّساً لمصالحكم، وشغلكم ليس لكم بل للدولة وللوطن الذي تمثّلونه".

الأكثر قراءة

قلق اوروبي من تصعيد «اسرائيلي»: احذروا نتانياهو! الطائفية تجهض التعديلات... والرهان على وطنية «البيارتة» المطالب المعيشية الى الشارع... وجولة اميركية جنوبا