اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعدّ ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا حول العالم، ويُعرف بأنه "القاتل الصامت"، لعدم ظهور أعراض واضحة له في مراحله المبكرة. ومع ارتفاع أعداد المصابين به سنويًا، تتجه الأنظار نحو العوامل الغذائية كوسيلة فعّالة للوقاية والعلاج. وبينما يركّز كثيرون على تقليل تناول الصوديوم، إلا أن دور البوتاسيوم لا يقل أهمية، بل يُعتبر من العناصر الأساسية لضبط ضغط الدم والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.

البوتاسيوم هو معدن وكهرباء حيوية، تساعد في توازن السوائل داخل الجسم، وتنظيم وظيفة الأعصاب وانقباض العضلات، بما في ذلك عضلة القلب. من أبرز آليات عمل البوتاسيوم في خفض ضغط الدم، أنه يعزز طرح الصوديوم الزائد عن طريق الكلى، مما يؤدي إلى تقليل احتباس السوائل داخل الجسم. وكلما قلّت كمية الصوديوم، انخفض الضغط الواقع على جدران الأوعية الدموية، وبالتالي تراجع ضغط الدم تدريجيًا إلى مستوياته الطبيعية.

إلى جانب ذلك، يساعد البوتاسيوم على استرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها، مما يُسهّل تدفق الدم ويقلل من مقاومة الشرايين. هذا التأثير المزدوج،  خفض الصوديوم وتوسيع الأوعية،  يجعل من البوتاسيوم عنصرًا لا غنى عنه، ليس فقط لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم، بل لكل من يسعى إلى الوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية.

رغم أهمية البوتاسيوم، إلا أن الكثيرين لا يحصلون على كميات كافية منه، خاصة مع انتشار الأنماط الغذائية الحديثة التي تعتمد بشكل مفرط على الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة. توصي الإرشادات الصحية بتناول ما بين 3500 و4700 ملغ يوميًا من البوتاسيوم للبالغين، وهو هدف يمكن تحقيقه بسهولة من خلال نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه الطازجة.

وتشمل أفضل مصادر البوتاسيوم الطبيعية مجموعة واسعة من الأطعمة التي يسهل دمجها ضمن النظام الغذائي اليومي. يأتي الموز في المقدمة كخيار سريع ومحبوب، حيث يوفر ثمرة واحدة متوسطة الحجم حوالي 400 ملغ من البوتاسيوم. كذلك تعد البطاطا، خاصة البطاطا الحلوة، من أغنى المصادر، إذ تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم إلى جانب ألياف غذائية ومضادات أكسدة تعزز صحة القلب.

أما السبانخ والخضراوات الورقية الدكناء الأخرى، فهي تقدم جرعة مركزة من البوتاسيوم إلى جانب عناصر غذائية أخرى مثل المغنيسيوم والحديد. كذلك يبرز الأفوكادو كخيار مميز، فهو لا يحتوي فقط على البوتاسيوم، بل يوفر أيضًا دهونًا صحية مفيدة للقلب. الطماطم بأنواعها، سواء كانت طازجة أو مطهوة في صلصات، تُعد مصدرًا جيدًا للبوتاسيوم، مع فوائد إضافية بفضل محتواها العالي من الليكوبين، وهو مضاد أكسدة قوي.

تشكل البقوليات، مثل الفاصولياء البيضاء والعدس والحمص، خيارًا مثاليًا أيضًا، فهي غنية بالبوتاسيوم والألياف والبروتينات النباتية، مما يجعلها داعمًا ممتازًا للصحة العامة. ولا يمكن تجاهل الأسماك، مثل السلمون والتونة، التي توفر مزيجًا فريدًا من البوتاسيوم وأحماض أوميغا-3 الدهنية المفيدة للقلب. كذلك، تسهم منتجات الألبان كاللبن والحليب في دعم احتياجات الجسم من البوتاسيوم، إلى جانب إمداده بالكالسيوم الضروري لصحة العظام.

رغم تعدد المصادر الطبيعية، يجب توخي الحذر عند اللجوء إلى مكملات البوتاسيوم. ففي بعض الحالات، مثل أمراض الكلى المزمنة أو لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية مدرة للبول أو أدوية لضغط الدم، قد يؤدي ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم إلى مضاعفات خطرة مثل اضطرابات نظم القلب. لذا، من الأفضل دائماً استشارة الطبيب قبل البدء بأي مكمل غذائي يحتوي على البوتاسيوم.

الأكثر قراءة

ما سر الحملة الاميركية على جنبلاط؟ محمود عباس في بيروت ودمشق لبحث السلاح الفلسطيني تحسينات على الأجور الاثنين والعام الدراسي «مبتور» ونفق المطار بلا إنارة