في الوقت الذي تعيش فيه البلاد مرحلة انتظار لما ستؤول إليه المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية، توحي السجالات حول أكثر من عنوان داخلي، بأن المراوحة ستبقى سيدة الموقف على الساحة السياسية، لا سيما بالنسبة للملفات الخلافية الأساسية، وفي مقدمها ما أعلن عنه رئيس الجمهورية جوزيف عون من على درج بكركي من معطيات، بالنسبة لحصرية السلاح في يد الدولة، والذي وبحسب المعلومات، لم يتم تحديد أي موعد لانطلاق الحوار بين رئيس الجمهورية وحزب الله، وخصوصاً أن الرئيس عون يكثّف اتصالاته مع الإدارة الأميركية، من أجل حثّ "إسرائيل" على وقف عدوانها المتكرّر، الأمر الذي يفسح المجال أمام انطلاق عجلة الحوار بين قصر بعبدا والحزب.
ومن ضمن هذا السياق، تكتسب المواقف على مستوى ملف حصرية السلاح بيد الدولة في الآونة الأخيرة، في ظل ما تردّد عن احتمال خروج وزراء "القوات اللبنانية" من حكومة الرئيس نوّاف سلام، أكثر من دلالات لجهة تنامي منسوب الاحتقان والتوتر الداخليين. إلا أن مصادر مسؤولة في "القوات" تشدّد على نفي مثل هذه "التسريبات المُغرِضة" كما تصفها، وتؤكد إن "ما تحقّق في الأشهر الماضية، ومع انتخاب الرئيس عون من نقلة نوعية تحقّقت في لبنان، تجلّى عبر قيام سلطة غير خاضعة لمحور الممانعة للمرة الأولى منذ العام 1991، وهذا ما لم يتمكّن هذا المحور وتحديداً الحزب من استيعابه بعد، لأنه اعتاد على سلطة تمجِّد قبل النوم وبعده بما يسمى مقاومته ومعزوفة مصطلحاته الخشبية.، وبالتالي، لم يعتد بعد على سلطة تبدأ حديثها بتطبيق الدستور، وتختمه في تأكيد احتكار الدولة وحدها للسلاح وبسط سلطتها على الأراضي اللبنانية كلّها".
ومن هنا، فإن المصادر تعتبر أن "الحزب الذي لم يهضم بعد وجود سلطة تتمسّك بالدستور والبيان الوزاري، فكيف سيهضم وجود وزراء "القوات" في الحكومة التي تتحدّث بلغة واضحة، ومن دون أيّ تورية ولا أيّ تأويل ولا حتى مجرّد أيّ التباس، وتسمّي الأشياء بأسمائها. ولذلك، فهو يحرِّض حيناً لضرب العلاقة بين بعبدا ومعراب، وحيناً آخر بين السراي ومعراب، ويروِّج أحياناً لخروج "القوات" من الحكومة، بالتوازي مع الحملة التي يشنّها على وزير الخارجية يوسف رجّي، والتي تقدِّم وحدها الإجابة عن انزعاجه الكبير من دور "القوات" في الحكومة".
ومشكلة حزب الله الأساسية، بحسب المصادر "القواتية"، "لا تكمن فقط في كونه يعيش حالة إنكار تدفع بيئته ثمنها يومياً بضحايا ودمار وخراب، إنما تكمن أيضاً في كونه لا يتآلف إلا مع من يتحدّث بلغته ويسير على خطاه، فيما لو استمع إلى مواقف "القوات" سابقًا، لكان وفّر على نفسه والبلد هذه النكبة، ولو أنه يستمع اليوم، لكان جنّب بيئته هذا الكمّ من الخسائر".
وتابعت المصادر أنه "إذا كان الحزب يظنّ أنّ باستطاعته التشويش على العلاقة بين معراب من جهة، وبين بعبدا والسراي من جهة أخرى، فهو واهم، وإذا كان يظنّ أنّ "القوات" ستقدِّم له هدية خروجها من الحكومة، فهو مخطئ تماماً، لأنها باقية في الحكومة، وخروجها منها غير مطروح لا من قريب ولا من بعيد. وإذا كان يريد الحزب أن يعرف المزيد ليطمئن أكثر، فإنّ "القوات" في وضع تكاملي مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، والتنسيق معهما مفتوح ومستمر، وتؤيِّد كلياً مواقفهما في بسط سلطة الدولة واحتكارها للسلاح، وتتفهّم أنّ لكل فريق أسلوبه، ومتأكدة أنّ الهدف هو واحد أحد: تطبيق الدستور بشقّه السيادي للمرة الأولى منذ إقراره من خلال احتكار الدولة وحدها للسلاح".
يتم قراءة الآن
-
تناغم بين حزب الله وعون... والهوّة تكبر مع سلام! لا ثقة «إسرائيليّة» بضغوط ترامب: لبنان ليس سوريا مُفاجأة اتحاد بلديات المتن تربك «معراب» و«الصيفي»
-
سقوط نتنياهو أم سقوط ترامب؟
-
"قنبلة" الحريري رسالة للجمهور الأزرق: "سمعنا صوتكن"!
-
الجنوب يُؤكّد عهد الوفاء... و«الوطني الحرّ» يحسمها في جزين عيد تحرير منقوص.. ولا أفق لانسحاب «إسرائيلي» وشيك أسبوع حاسم بملف تسليم السلاح الفلسطيني
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
20:11
واللا عن مسؤول أميركي: ترامب حذر نتنياهو في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي من الإضرار بالمفاوضات بين واشنطن وطهران.
-
20:11
فصائل المقاومة الفلسطينية: توزيع المساعدات عبر الشركة الأمنية الأميركية يمهد لتنفيذ مشروع التهجير الصهيوني، وفشل خطة المساعدات الجديدة نتيجة طبيعية لمحاولات الاحتلال صناعة مشهد الفوضى.
-
20:11
فصائل المقاومة الفلسطينية: فشل خطة المساعدات الجديدة متوقع في ظل ما تحمله من مؤامرة خطيرة على وجود شعبنا، وندعو لضغط دولي جاد على العدو لإعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية.
-
20:07
مكتب الإعلام الحكومي في غزة: ما يسمى مواقع التوزيع الآمن ليست سوى غيتوهات عنصرية أُقيمت تحت إشراف الاحتلال.
-
20:07
مكتب الإعلام الحكومي في غزة: ادعاء أن المقاومة منعت المواطنين من الوصول إلى المساعدات محض افتراء، ومزاعم عرقلة المساعدات افتراء مفضوح وانحراف خطير عن الحياد الإنساني.
-
20:06
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: ندعو إلى فتح جميع معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإنسانية والسلع التجارية، ويجب احترام القانون الدولي وتمكين العمليات الإنسانية في غزة دون أي تأخير.
