اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعد ضبابية الرؤية، واحدة من أكثر الأعراض البصرية شيوعا، وقد تكون في كثير من الأحيان مؤقتة وغير مقلقة، ناجمة عن إجهاد العين أو قلة النوم، أو استخدام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة. إلا أن استمرار هذا العارض أو مرافقته مع أعراض أخرى قد يشير إلى مشكلات صحية خطيرة، تهدد سلامة الرؤية وقد ترتبط بحالات مرضية في العين أو في أجهزة الجسم الأخرى.

ومن أبرز المؤشرات الخطيرة: فقدان مفاجئ أو تدريجي للقدرة على الرؤية بوضوح دون تحسن، ظهور ومضات ضوئية أو بقع سوداء في مجال الرؤية، الشعور بألم شديد في إحدى أو كلتا العينين، ازدواجية الرؤية المفاجئة، أو حدوث الضبابية مع أعراض جهازية مثل صداع نصفي حاد، غثيان، دوار، أو فقدان التوازن. هذه العلامات قد تكون دلالة على مشاكل مثل انفصال الشبكية، التهاب العصب البصري، السكتة الدماغية، أو المياه الزرقاء الحادة (الجلوكوما).

هذا، وتشمل الفئات الأكثر عرضة كلًا من مرضى السكري الذين يواجهون خطر اعتلال الشبكية السكري، ومرضى ارتفاع ضغط الدم المعرضين لاعتلال الشبكية بفرط الضغط، والمدخنين الذين يزداد لديهم خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر، وكبار السن الذين تتزايد لديهم فرص الإصابة بالمياه البيضاء وضعف الشبكية.

كما تشمل الفئات المعرضة الأشخاص المصابين باضطرابات مناعية مثل الذئبة الحمراء، أولئك الذين تعرضوا لإصابات مباشرة في العين أو الرأس، وأولئك الذين يتناولون أدوية تؤثر على الأعصاب البصرية مثل الكورتيزون وبعض أدوية علاج السرطان.

علاوة على ذلك، يُعتبر التشخيص المبكر لأي تغيرات بصرية خطوةً حاسمة وأساسية في الحفاظ على صحة العين، وتفادي المضاعفات التي قد تكون كارثية في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، علاج انفصال الشبكية خلال الساعات الأولى من ظهوره، يُعزز بشكل كبير فرص استعادة الرؤية الطبيعية، بينما يؤدي التأخر في التشخيص والعلاج إلى أضرار دائمة قد لا يمكن إصلاحها لاحقًا.

ولهذا السبب، تصبح الفحوصات الدورية للعين ضرورة لا غنى عنها، خصوصًا للفئات المعرضة لمخاطر أعلى مثل مرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم، وكبار السن. كما أن الالتزام بالمتابعة الطبية المنتظمة للأمراض المزمنة التي تؤثر سلبًا على الأوعية الدموية والأعصاب البصرية، يشكل عنصرًا حاسمًا في الوقاية من فقدان البصر.

ورغم أن ضبابية الرؤية قد تبدو للبعض عرضًا بسيطًا وعابرًا ناتجًا من إرهاق أو قلة نوم، إلا أن تجاهلها قد يؤدي إلى فقدان الرؤية بشكل تدريجي أو حتى بشكل مفاجئ وصادم. لذلك، لا بد من التوجه الفوري إلى طبيب العيون عند ملاحظة أي تغير غير طبيعي في وضوح الرؤية، خاصةً إذا ترافق هذا التغير مع أعراض أخرى مثل الألم أو الصداع أو اضطرابات التوازن.

ختامًا، يتطلب الحفاظ على صحة العيون تبني نمط حياة صحي، يشمل التغذية السليمة الغنية بمضادات الأكسدة، ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية، التحكم بالأمراض المزمنة مثل السكري والضغط، والإقلاع عن التدخين الذي يعتبر من العوامل الكبرى المؤدية الى تدهور صحة العين. فالعناية بالعينين، تبدأ بالوعي المبكر والاستجابة السريعة لأي مؤشرات غير طبيعية، لضمان الحفاظ على نعمة البصر مدى الحياة.

الأكثر قراءة

إنتخابات الشمال اليوم : طرابلس مخلوطة الولاءات... ومعارك الإتحادات بين الأحزاب المسيحية العدوان «الإسرائيلي» يُظلّل زيارة أورتاغوس...ومسؤول أميركي باللجنة يُلاحظ تقدّماً الحكومة لتطبيق نموذج ميقاتي للرواتب؟والإتحاد العمّالي يُلوّح بالتصعيد