اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في خلال السنوات الماضية، كان رئيس التحرير العام في صحيفة الديار الاستاذ شارل ايوب، يجمع مساء هيئة التحرير، ويبدؤون بمناقشة الوضع في البلد والمستجدات والمشاكل والنزاعات، ليكتبوا قطعة تلخص الوضع العام، حتى يفهم القارئ ماذا يحصل في البلد، وما هي المواقف والعراقيل والخلفيات. وكانت هذه الصفحة مهمة جداً وننتظرها يومياً.

اذا عدنا الى الوضع في لبنان اليوم، ماذا نقرأ؟

1ـ احزاب تتنافس فيما بينها، ويحاول كل حزب نيل اكبر عدد من المناصب له ولابناء حزبه، والمنضوين تحت رايته، من خلال التعيينات الوزارية، الى التعيينات الادارية والقضائية والعسكرية والامنية والدببلوماسية وغيرها. كما الدخول في معارك انتخابية في النقابات والجامعات والبلديات وحجز مقاعد نيابية.

2ـ جمعيات بالآلاف تدعي انها خيرية، ولا نعلم من اين تمول نفسها. وبعضها بات قريباً من وسائل إعلامية تهاجم الآخرين، ومواجهتها قد تكون اصعب من مواجهة الاحزاب؟ فبعض الاحزاب اذا تكلمت يلصقون بها صفة الميليشيا. اما الجمعيات الخيرية، فتلقى عطفاً خصوصاً عندما نراهم يتباهون بتقديم مساعدات انسانية. وقد طالبنا عشرات المرات بوجوب فتح التحقيقات عن مصادر تمويلها وكيفية صرفها للاموال، وخصوصاً ان بعض القيمين عليها باتوا يشغلون مناصب عالية، ويملكون الثروات الطائلة.

3ـ متنفذون يسيطرون على قطاع الكهرباء، ويزرعون مولداتهم الكهربائية في جميع الأحياء والشوارع، مع ما يتسبب ذلك من خطر على البيئة، ومن إثراء غير مشروع على حساب الدولة والمواطنين، ان لجهة التهرب من دفع الضرائب والرسوم او لجهة فرض مبالغ طائلة على الاشتراك.

4ـ مسؤولون مهملون، من غير ذوي الخبرة، اتوا كي يتمرنوا بالمواطنين. لا يجيدون كيف يديرون البلد. لا حكمة، لا خبرة، لا معرفة بالمشاكل التي تعترض الادارات والمؤسسات، ولا معرفة بكيفية حلها، مع دعم مباشر من الاحزاب والجمعيات والمتنفذين  والقيمين على وضع البلد. كل ذلك دون ان ننسى الاهمال في التعاطي. قديماً قيل لعنتر مين عنترك، فأجاب "تعنترت وما حدا ردني". اذ ما  دام المواطن يستنكر ويشتم نوابه، ويعود وينتخبهم، ويأخذ جميع المشاكل بالاستهتار وبالمزاح، فمن المؤكد ان المسؤول لن يتحرك ما دام يعرف ثمن هذا النوع من المواطنين، سواء بالدفع يوم الانتخاب او بتوظيفه او توظيف ابنه. وينتهي الامر.

لا أيها المواطن، ما هكذا تدار البلدان وتنهض وتزدهر، وتبنى وتدخل في الحضارة، عليك ان تحاسب، ولا تقل ما في الا "طنسا بالجيش".

واليوم، وبكل تجرد، على رأس السلطة رجل "آدمي" ونشيط وحكيم ووطني بامتياز، وعلينا ان نستفيد من وجوده لنبني الدولة العصرية، التي لطالما طمحنا للوصول اليها. فلنقف الى جانب رئيس جمهوريتنا العماد جوزيف عون.

 

                                                              *نقيب المحامين السابق في بيروت

الأكثر قراءة

«تل ابيب» قدّمت استراتيجيتها في لبنان لواشنطن ماذا يحصل في معركة «بلدية بيروت»؟