رصد علماء الفلك سحابة غازية ضخمة على بعد 300 سنة ضوئية فقط من الأرض، وهي مسافة قريبة جدا بالمقاييس الفلكية.
وهذه السحابة، التي أطلق عليها اسم "إييوس" (Eos) تيمنا بإلهة الفجر الإغريقية، تحمل مفاتيح فهم عملية تكوين النجوم في الكون.
وتمكن العلماء من جامعتي روتجرز ونيويورك، من رصد السحابة باستخدام تقنية جديدة تعتمد على الأشعة فوق البنفسجية البعيدة من القمر الصناعي الكوري STSAT-1، والتي كشفت عن توهج خافت لجزيئات الهيدروجين. وهذه الطريقة المبتكرة تختلف عن الأساليب التقليدية التي تعتمد على رصد جزيئات أول أكسيد الكربون، ما يفتح آفاقا جديدة في مجال رصد السحب الجزيئية في الفضاء.
ويوضح العلماء أن السحابة تعاني من نقص في أول أكسيد الكربون، وهو ما جعلها غير مرئية للأساليب التقليدية للرصد.
وتقع السحابة العملاقة عند حافة ما يعرف بـ"الفقاعة المحلية" (تجويف في الوسط بين النجمي ضمن ذراع الجبار (أحد الأذرعة الحلزونية المليئة بالنجوم في مجرتنا،) في مجرة درب التبانة)، وتتميز بشكلها الهلالي الفريد وكتلتها الهائلة التي تبلغ نحو 3400 ضعف كتلة الشمس. لكن الأهم من ذلك هو أن هذه السحابة تقدم للعلماء فرصة نادرة لدراسة المادة الخام لتكوين النجوم قبل أن تبدأ عملية الولادة النجمية نفسها.
وتحمل "إييوس" في طياتها معلومات قيمة عن كيفية تحول الغازات الباردة بين النجوم إلى نجوم متوهجة.
وتشير التقديرات إلى أن السحابة ستتبدد خلال 5.7 مليون سنة قادمة بفعل الفوتونات النجمية المحيطة، وهي مدة قصيرة نسبيا في الزمن الفلكي بحيث لا تسمح بتكون النجوم بشكل طبيعي. وهذه الملاحظات تقود العلماء إلى استنتاجات مهمة حول الآليات التي تنظم عملية تكوين النجوم في الكون.
وتخسر سحابة "إييوس" الغازية مادتها بمعدل مذهل يصل إلى 600 كتلة شمسية كل مليون سنة، وهو معدل يفوق بكثير قدرة المنطقة المحيطة بنا على تحويل الغاز إلى نجوم جديدة. ففي نفس الفترة الزمنية، لا يتجاوز معدل ولادة النجوم في جوارنا الشمسي 200 كتلة شمسية فقط. وهذه الفجوة الكبيرة بين معدل فقدان المادة ومعدل تكوين النجوم تقود علماء الفلك إلى استنتاج بالغ الأهمية: يبدو أن الكون يمتلك آلية ذاتية لتنظيم عملية تكوين النجوم.
وهذا الاكتشاف لا يزيد فقط من فهمنا لعمليات تكون النجوم، ولكنه أيضا يثبت فعالية التقنيات الجديدة في رصد الأجسام الفلكية.
ومع تطور هذه الأساليب، قد نتمكن من اكتشاف المزيد من السحب المخفية في مجرتنا، ما سيساعد في حل العديد من الألغاز الفلكية التي حيرت العلماء لعقود.
يتم قراءة الآن
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
فضيحة "Bet Arabia" تتمدّد: رؤوس كبيرة في قبضة القضاء... وهشام عيتاني هارب الى قبرص
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
08:44
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: نحذّر الولايات المتحدة وحلفاءها من خلق تهديدات أمنية لروسيا وكوريا الشمالية
-
23:51
بوليتيكو عن مصدرين: ترامب يدرس تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بمئات الملايين من الدولارات.
-
23:50
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): الخارجية الأميركية وافقت على بيع عتاد صيانة لطائرات إيه-29 سوبر توكانو إلى لبنان بقيمة 100 مليون دولار.
-
23:12
أكسيوس: "إسرائيل" ما زالت تطالب بمنطقة عازلة بعرض 2 إلى 3 كلم برفح و1 إلى 2 كلم بباقي الحدود، والوفد "الإسرائيلي" لا يزال حاليا في الدوحة والمبعوث الأميركي ويتكوف لم يتوجه بعد إلى المنطقة.
-
23:11
أكسيوس: الأميركيون اقترحوا التركيز حاليا على قضيتي قائمة الأسرى وتوزيع المساعدات الإنسانية، المقترح الأميركي يتضمن عدم مناقشة مسألة الانسحاب إلا بعد التوصل لاتفاقات نهائية بشأن القضايا الأخرى.
-
22:14
انتهاء الربع الثالث من مباراة الرياضي والحكمة، بتقدم الرياضي (73-51).
