صحيح ان انجاز الاستحقاقات في مواعيدها الدستورية، يفترض ان يكون امرا تلقائيا وعابرا في اي بلد في العالم، لكن السلطات المتعاقبة في لبنان، ونتيجة خروقاتها المتواصلة للقوانين وللدستور، جعلت تطبيق المواد القانونية واحترام المهل الدستورية اقصى طموح للبنانيين، الذين بدأوا يستبشرون خيرا بالعهد الجديد.
فليس النجاح بتنظيم عملية انتخابية نزيهة وشفافة بعد ٩ سنوات على آخر انتخابات بلدية، وحده ما يفترض التوقف عنده، فاتمام هذا الاستحقاق في ظل الازمة الاقتصادية- المالية المتواصلة منذ العام 2019 ، وبغياب اي تمويل خارجي، كما في ظل التحديات الامنية الجمّة المحيطة بالبلد نتيجة الاحتلال "الاسرائيلي" المتواصل لاراض لبنانية عند الحدود الجنوبية، يشكل حقيقة قفزة نوعية من شأنها ان تعيد الثقة الدولية بالدولة اللبنانية، بعدما انهارت هذه الثقة نتيجة تراكمات السنوات الماضية من الفساد والهدر والمحسوبيات.
اذا، الخلاصة الاولى من الجولة الاولى من الاستحقاق البلدي، هي انه من حيث الشكل فالنجاح حتمي، خاصة وان الاشكالات التي سُجلت والشكاوى التي وصلت بقيت محدودة جدا.
اما باقي الخلاصات فتطال المضمون:
- اولها: تراجع نسب المقترعين من 57.8% عام 2016 الى 45.08% هذا العام. وترد مصادر معنية بالاستحقاق هذا التراجع اولا لارتفاع نسب المهاجرين في السنوات الماضية، وبخاصة بعد انفجار مرفأ بيروت، كما لارتفاع عدد البلدات التي فازت بالتزكية وتجاوزت الـ 72. ولا تستبعد المصادر ان يكون هناك "تراجع بنسب المقترعين في الانتخابات النيابية ايضا، وبخاصة بسبب الهجرة كما بسبب التضعضع الذي تعيشه "قوى التغيير"، التي باتت عمليا مؤيدة بمعظمها للعهد الجديد، ما يجعلها كمن "اجر بالفلاحة واجر بالبور".. فهي وبعدما كانت تعتمد بخطابها بشكل اساسي على مهاجمة قوى السلطة لاجتذاب الجماهير، لم تعد تستطيع مواصلة هذا الخطاب.. وهي حتى الساعة لم تبلور خطابا جديدا".
- اما الخلاصة الثانية من هذه الانتخابات فتشير الى ان حزب "القوات اللبنانية"، ورغم صعود نجمه كثيرا في الاشهر الماضية، بعد التطورات الكثيرة التي شهدها البلد والمنطقة، الا انه لم ينجح بفرض نفسه ممثلا اولا او اوحد للمسيحيين. فـ "التيار الوطني الحر" حقق نتائج افضل من المتوقع. وتقول المصادر ان قيادة "الوطني الحر" وقاعدته كانتا تستعدان لاحتمالات وسيناريوهات اسوأ مما تحقق بكثير". وتضيف المصادر:"الارجح ان الطرفين سيعيدان حساباتهما جيدا، وسيبنيان على ما تحقق بلديا قبل عام على موعد الانتخابات النيابية التي ستكون مفصلية لكل منهما، اذ تسعى معراب من خلالها لترسيخ زعامتها كممثلة اولى للمسيحيين في البلد، فيما ستحاول ميرنا الشالوحي تثبيت الثنائية المسيحية ، وعدم اعطاء اي مجال "للقوات" للتفرد بالساحة المسيحية".
بالمحصلة، شكّلت الجولة الاولى من الانتخابات البلدية "بروفا" للقوى المسيحية للانتخابات النيابية المقبلة، على ان تشكل باقي الجولات "بروفا" لباقي المكونات، على ان تبدأ الاحزاب مطلع حزيران المقبل استعداداتها الجدية للكباش النيابي المصيري.
يتم قراءة الآن
-
أخرجوا الوحوش من الشوارع
-
لبنان المحاصر «بالنيران» يختبر الضمانات الأميركيّة؟! نتائج البلديّات مُؤشر للمستقبل... «الكباش» الأقسى مسيحياً الأحزاب المسيحيّة و«الثنائي» نجحوا في إثبات حضورهم جنبلاط ــ إرسلان لتحالف ضدّ «التغييريين»
-
نتائج الانتخابيات البلدية في قضاء بعبدا
-
إنتخابات جبل لبنان: «عمليّة ناجحة وسلسة»... والإقتراع تجاوز الـ44% الإماراتيّون يعودون الى لبنان هذا الصيف
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
13:53
الجيش الأردني يعلن إحباط محاولة شخصين للتسلل للأراضي الأردنية عبر الحدود الشمالية واعتقالهما
-
11:20
الجيش اللبناني: ما بين الساعة 11.00 والساعة 15.00، ستقوم وحدة من الجيش بتفجير ذخائر غير منفجرة في بلدة كترمايا - الشوف
-
10:01
اليونيفيل: ندعو الجيش الإسرائيلي الى الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية
-
09:04
معاريف عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد:الضغط العسكري أسفر عن مقتل "مختطفين" أكثر مما أعاد، وهناك مقترح مطروح، والتوصل إلى اتفاق ممكن.
-
09:04
معاريف عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد:- مقترح تقسيم مهام المستشار القضائي يهدف إلى إلغاء محاكمة نتنياهو.
-
09:03
معاريف عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد: حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا تستطيع إدارة أي شيء، ولن تكون قادرة على إدارة غزة.
